هل اقتربت لحظة الحسم بمفاوضات الهدنة في غزة؟

ضغوط دبلوماسية لمنع تصعيد إقليمي مع اقتراب اتفاق غزة

شروق صبري
السنوار وبايدن ونتنياهو

إدارة بايدن متفائلة باتفاق قريب لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، وسط ضغوط دبلوماسية لتجنب التصعيد الإقليمي.


قدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها أمس عرضًا جديدًا لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، ما قد يؤدي إلى التوصل إلى اتفاق قبل نهاية الأسبوع المقبل لإنهاء 10 أشهر من القتال في قطاع غزة المنكوب.

وأصدرت الولايات المتحدة وقطر ومصر بيانًا مشتركًا بعد يومين من المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة، أعربوا فيه عن أملهم في أن تثمر المفاوضات، التي كانت متقطعة لعدة أشهر، عن اتفاق نهائي لإنهاء صراع أودى بحياة عشرات الآلاف، وأعاد إشعال دائرة العنف وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

حرب السيوف الحديدية

في ساعات الليل المتأخرة بين الجمعة والسبت، أدلى الرئيس الأمريكي جو بايدن بتصريح تحدث فيه عن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية أنطوني بلينكن، إلى إسرائيل، حسب ما نشرت “معاريف” الإسرائيلية، اليوم 17 أغسطس 2024.

وأوضح بايدن أن هذه الزيارة تهدف إلى “تأكيد دعمه الراسخ لإسرائيل”، إضافة إلى دفع الجهود الدولية المكثفة لتحقيق صفقة أمنية، مضيفًا أن وقف إطلاق النار الشامل وإطلاق سراح الرهائن بات قريبًا، محذرًا من أن أي تحركات لتعطيل العملية لن تكون مقبولة.

جهود مكثفة

أشار بايدن إلى التقدم المحرز في المحادثات، موضحًا أن الأطراف أقرب الآن إلى التوصل إلى صفقة مما كانوا عليه قبل ثلاثة أيام.

وفي سياق متصل، أكد مسؤول أمريكي كبير أن الإدارة الأمريكية تسعى لتحقيق الصفقة خلال الأسبوع المقبل، محذرًا من أن السعي وراء “صفقة مثالية” قد يعرض حياة الرهائن للخطر.

قمة مُرتقبة

بحسب البيان الأمريكي، من المتوقع أن تُعقد قمة دولية في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل. سيشارك فيها رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، ورئيس الموساد، ورئيس وزراء قطر، ورئيس المخابرات المصرية.

وتهدف القمة إلى إتمام الصفقة الأمنية بناءً على الشروط التي تم تقديمها في اقتراح الوساطة الأمريكي، وذكرت الولايات المتحدة أن المحادثات التي جرت في الأيام الأخيرة كانت “جدية وإيجابية”، مع تأكيد أن الوساطة تعتمد على التفاهمات التي تم التوصل إليها مؤخرًا.

جو بايدن وبنيامين نتنياهو

جو بايدن وبنيامين نتنياهو

ضغوط دولية

في البيان المشترك، شددت الولايات المتحدة وقطر ومصر على أنه ليس هناك فرصة لإضاعة المزيد من الوقت، وأن أي أعذار من أي طرف لتأخير الصفقة لن تكون مقبولة.

وأكد الوسطاء أن هناك الآن مسارًا واضحًا للتوصل إلى اتفاق يساهم في تهدئة التوترات في المنطقة، ورغم ذلك، أبدى مسؤول في حركة حماس، استياءه من نتائج المحادثات في الدوحة، مشيرًا إلى أن ما تحقق لم يكن متوافقًا مع الوعود التي قُدمت له في الشهر الماضي.

دور إيران وحزب الله

في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات، يظل خطر اندلاع هجوم إيراني على إسرائيل قائمًا، خاصة بعد سلسلة من الاغتيالات التي طالت قادة من حماس وحزب الله، حسب ما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية اليوم.

وقد حذر رئيس الوزراء القطري إيران من عواقب خطيرة قد تنجم عن شن هجوم في هذه المرحلة الحساسة من المفاوضات، مؤكدًا ضرورة التهدئة.

مطالب حماس ورد الإسرائيل

لا تزال حماس تطالب بإخلاء إسرائيل لمنطقة ممر نتساريم (المحور الأوسط) جنوب مدينة غزة كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار، وقد أكدت إسرائيل تمسكها بمواقفها الأمنية، بما في ذلك الاحتفاظ بوجود عسكري في ممر فيلادلفيا (محور صلاح الدين) بين غزة ومصر.

وصرح مسؤول حماس الكبير، غازي حمد، المُقرب من السنوار، لوسيلة إعلامية، أن أيًا من الفجوات المتبقية لم تُسد خلال المحادثات في الدوحة، متناقضًا بشكل مباشر مع الادعاءات الإسرائيلية والأمريكية. ورغم بعض التحفظات، تسعى الأطراف المعنية لإنهاء الأزمة والتوصل إلى اتفاق شامل ينهي القتال ويحقق السلام في المنطقة.

ضغوط قطرية

بشكل عام، مارست قطر ضغوطًا دبلوماسية كبيرة على إيران لتجنب تصعيد الوضع وتعطيل المفاوضات.

وقال مسؤول أمريكي لموقع “واللا” الإسرائيلي: “ادعى الإيرانيون خلال محادثاتهم مع القطريين أنهم يريدون رؤية وقف إطلاق النار في غزة وتقليل التوترات في المنطقة، الآن هي فرصتهم لإظهار جديتهم والعمل في الأسبوع المقبل لجعل ذلك يحدث”.

ربما يعجبك أيضا