هل اقترب موعد التوصل لاتفاق مع إيران في فيينا؟

يوسف بنده

تقف المحادثات النووية في فيينا، عند منعطف الشروط والمطالب الإيرانية، من أجل العودة لاتفاق عام 2015


وصلت المحادثات النووية الدائرة بين إيران ومجموعة 4+1 إلى منعطف حاسم، يقترب من التوصل لاتفاق أخير، إذا ما قبلت القوى الأوروبية الموافقة على المطالب الإيرانية.

تعد الجولة الثامنة من المفاوضات، التي بدأت في 27 ديسمبر 2021 في فيينا، واحدة من أطول جولات المفاوضات، وتقر الغالبية العظمى من الوفود المشاركة بأن المفاوضات تمضي قدمًا، على الرغم من تعقد بعض القضايا، وقال ممثل الاتحاد الأوروبي في المفاوضات إنريكي مورا “إن المحادثات وصلت إلى مرحلة حساسة ونحن نقترب من نهايتها”.

تحركات صينية – روسية

تلعب كل من الصين وروسيا، دورًا وسيطًا خلال هذه المحادثات، لتقريب وجهات النظر بين إيران والغرب، فتعقدان اجتماعات منفصلة مع الأطراف الإيرانية والأوروبية والأمريكية. ولذلك، دائما ما تأتي التصريحات الروسية والصينية بالتفاؤل بإمكانية التوصل لاتفاق في فيينا.

الاجتماع مع واشنطن

ترفض طهران مشاركة واشنطن بشكل مباشر في محادثات فيينا، بعدما خرج الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي عام 2018، ويبعث الأمريكيون رسائل متكررة من خلال وسطاء مختلفين لإجراء محادثات مباشرة مع إیران بحجة حل القضايا العالقة وقدموا الأسبوع الماضي اقتراحًا للقاء وزيري خارجية البلدين على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن.

كانت المحادثات غير المباشرة تجري بين إيران والولايات المتحدة عبر تبادل الرسائل بوساطة الاتحاد الأوروبي، ويبدو أن طهران تصر على موقفها بعدم مشاركة واشنطن، فأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني قال: “إن مفاوضات فيينا كانت تجري منذ البداية بين إيران ومجموعة 4+1 وممثل الاتحاد الأوروبي، وسيستمر هذا المسار حتى الوصول إلى نتيجة”.

إصرار إيراني

تسعى حكومة طهران للتوصل لاتفاق يمثل انتصارًا للنظام الإيراني، يتحقق من خلاله رفع العقوبات كاملة والحصول على مكاسب إضافية، وتكشف تصريحات وزير الخارجية الإيراني، حسين عبد اللهيان، أن إيران لا تسعى للعودة لاتفاق 2015 وحسب، بل تريد الحصول على مكاسب إضافية، ولن تتجاوز خطوطها الحمراء، وقال “إننا لم نحضر في فيينا لمجرد إجراء مفاوضات لأجل المفاوضات، بل لإجراء مفاوضات للوصول إلى اتفاق جيد”.

ويصر وزير الخارجية الإيراني، على مطالب بلاده، بقوله “ذكرنا أن إيران لن تتجاوز أبدًا خطوطها الحمراء، ونتساءل عما إذا كان بوسع الجانب الغربي تبني نهج واقعي في التعامل مع النقاط المتبقية في المحادثات، فإذا لم تتصرف الولايات المتحدة والغرب بشكل واقعي في السياق الحساس لمحادثات فيينا، فسيكونوا مسؤولين عن الفشل المحتمل للمحادثات”.

القدرات النووية

يبدو أن طهران تسعى للحصول على مكسب كبير من محادثات فيينا، وربما تفاوض واشنطن على الاحتفاظ بقدراتها النووية في حالة تجميد، كضمانة لها في حالة خروج واشنطن مرة أخرى من الاتفاق الجديد. وبذلك تكون حكومة المحافظين بقيادة “إبراهيم رئيسي” حافظت على العتبة النووية التي وصلت إليها إيران.

وتأتي تصريحات مسؤول الأمن القومي، علي شمخاني، لتدل على ذلك، فقال “القدرة النووية السلمية لإيران يجب أن تبقى دائمًا كسيف ديموقليس على رؤوس ناقضي العهود لتكون ضمانة حقيقية للوفاء بالتزاماتهم”.

اجتماع وشيك

في مؤشر على اجتماع وشيك للتوقيع على الاتفاق الأخير، كشفت صحيفة الجريدة الكويتية، أن وزارة الخارجية الايرانية اتصلت بعدد من وسائل الإعلام الإيرانية وطلبت منها اعتماد مصورين وصحفيين لمرافقة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى فيينا لمراسم توقيع الاتفاق النووي، ولم تحدد موعد السفر.

ونقلت صحيفة “بوليتيكو” أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتفاق النووي، بما في ذلك إيران و3 دول أوروبية، من المرجح أن يجتمعوا في الأيام المقبلة بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي في فيينا.

ربما يعجبك أيضا