هل انتهى عصر مشروعات الطاقة النووية الضخمة؟

آية سيد
هل انتهى عصر مشروعات الطاقة النووية الضخمة؟

قال فيليب إسكاندي إن مستقبل قطاع الطاقة النووية يكمن في المفاعلات الصغيرة، محذرًا من أن فرنسا تخاطر بعدم مواكبة هذا الاتجاه.


قدم الكاتب الاقتصادي فيليب إسكاندي، ملاحظات عن مستقبل مشروعات الطاقة النووية في أوروبا، عبر مقال نشرتة صحيفة لوموند الفرنسية.

وفي المقال المنشور الثلاثاء 18 إبريل 2023، قال إسكاندي إن مستقبل قطاع الطاقة النووية يكمن في المفاعلات الصغيرة، محذرًا من أن فرنسا تخاطر بعدم مواكبة هذا الاتجاه، قبل أن يقدم مجموعة من الملاحظات عن تعاملات الدول في هذا الصدد.

مفاعل جديد

في الوقت الذي أغلقت فيه ألمانيا آخر 3 مفاعلات نووية عاملة لديها، في 16 إبريل الجاري، ربطت فنلندا أخيرًا مفاعل أولكيليوتو النووي بشبكة الطاقة. وأشار إسكاندي إلى أن هذا المفاعل سيزود الدولة، مع مفاعلين آخرين في الموقع نفسه، بحوالي 30% من احتياجاتها من الكهرباء.

اقرا ايضا| «ناسا» تختبر مركبة فضائية تعمل بالطاقة النووية بحلول 2027

وتمسكت برلين بخطتها، على الرغم من أزمة الغاز الروسي، التي أغلقت الصناعة الألمانية تقريبًا وأجبرت أنصار البيئة في الائتلاف السياسي الألماني على الموافقة على تسريع إنتاج الفحم.

التخلي عن الطاقة النووية

قال الكاتب الفرنسي إن التخلي عن الطاقة النووية يحظى بأولوية على المناخ في ألمانيا. وحتى عام 2038 على الأقل، ستواصل الدولة الأكثر استخدامًا للطاقة في أوروبا حرق الفحم، رغم الإجماع العالمي على الحاجة المُلحة إلى إنهاء استخدامه تدريجيًّا.

ولفت إسكاندي إلى أن استطلاعات الرأي، وناشطة المناخ جريتا تونبيرج، حثوا على تمديد عمل محطات الطاقة النووية، على الأقل في أثناء فترة التحول في مجال الطاقة. لكن دون جدوى.

النموذج الفنلندي

رأى إسكاندي أن المثال الفنلندي ليس مشجعًا على تطوير الطاقة النووية. وحسب مقاله، بدأ الفنلنديون العمل في الموقع في 1992، وشهد المشروع الكثير من العثرات والنزاعات. وارتفعت التكاليف بشدة وأطاحت النزاعات القضائية اللا نهائية بشركة “آرافا” الفرنسية، الرائدة في مجال الطاقة النووية والمسؤولة عن تنفيذ المشروع.

اقرا ايضا| وزارة البيئة الألمانية ترفض طلب ولاية بافاريا لعودة الطاقة النووية

وقال الكاتب الفرنسي إن النتيجة الكارثية تجعل الشخص يتساءل عن جدوى التكنولوجيا التي تُعد حجر الزاوية لنظام الطاقة الفرنسي، لأن المحطة الفنلندية تكنولوجيا فرنسية، ويُفترض بها أن ترفع علم سيادة الطاقة الفرنسية في مجال الطاقة، وانهارت في اللحظة التي خضعت للاختبار عندما توقفت شحنات الغاز الروسي.

وأضاف إسكاندي أن المفاعل في محطة فلامانفيل بنورماندي، الذي شبهه بـ”الأخ الأصغر” لمفاعل أولكيليوتو، لم يكن جاهزًا، وكذلك فشل “أسلافه” في أسوأ لحظة ممكنة.

عصر جديد

من جهته، يدقق البرلمان الفرنسي في هذه المعضلة من كثب، وفق إسكاندي الذي قال إنها تكشف إخفاقًا ذريعًا لحكومات متعاقبة، التي عجزت عن التفكير على المدى البعيد والتقدم أبعد من المواقف السياسية. وأشار إسكاندي إلى أنه جرى التخلي عن الأبحاث المتعلقة بمفاعلات المستقبل، التي تكون أكثر أمانًا ومن دون نفايات.

وفي الوقت ذاته، تُظهر وفرة الشركات الابتكارية بأنحاء العالم، والتي تعمل على المفاعلات الصغيرة، أن عصر المشروعات الضخمة قد انتهى في نورماندي وفنلندا، ما يخاطر بأن يتجاوز الابتكار فرنسا، حسب ما رأى الكاتب الفرنسي.

اقرا ايضا| المجر تتعهد بعرقلة عقوبات أوروبية محتملة على قطاع الطاقة النووية الروسي

ربما يعجبك أيضا