دراسة: الجنس يحدّد متى تؤثّر تطبيقات التواصل في أطفالك سلبيًّا

آية سيد
وسائل التواصل الاجتماعي

أجرى علماء نفس في جامعة كامبريدج البريطانية دراسة أظهرت تأثر الفتيات باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في سنّ مبكرة عن الأولاد.


حذّرت دراسة حديثة من أنّ وسائل التواصل الاجتماعي قد تؤثر في الصحة النفسيّة للفتيات والأولاد في أعمار مختلفة، مشيرة إلى أن الفتيات تتأثّرن في سنّ مبكرة عن الأولاد.

وحسب الدراسة التي أوردتها صحيفة الجارديان يوم 28 مارس 2022، أن الفتيات اللاتي يستخدمن وسائل التواصل الاجتماعي لوقت أطول في الفئة السنّية من 11 لـ13 عامًا يصبحن أقلّ رضا عن حياتهن، ويظهر نفس الاتجاه لدى الأولاد في سنّ 14 لـ15 عامًا.

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في المراهقين

لم تجد الدراسة التي أجراها علماء نفس في جامعة كامبريدج البريطانية رابطًا بين وسائل التواصل الاجتماعي والرفاه في الأعمار الأخرى باستثناء سنّ 19 عامًا، عندما تبع الاستخدام المرتفع انخفاضًا في مستوى الرضا عن الحياة لدى الجنسين.

وقالت عالمة النفس التجريبي والمؤلفة الأولى للدراسة، إيمي أوربن “توجد أعمار معينة تختلف بين الجنسين، عندما تتنبأ وسائل التواصل الاجتماعي بمستوى الرضا عن الحياة”. وحلّلت أوربن وزملاؤها بيانات 84 ألف فرد بريطاني تتراوح أعمارهم بين 10 أعوام و80 عامًا سجّلوا معلومات عن صحتهم النفسيّة ومعدل استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وتويتر وإنستجرام وواتس آب.

هل ترتبط وسائل التواصل بالمشكلات النفسيّة؟

ذكر التقرير أن الباحثين شرعوا في الدراسة على أمل الكشف عمّا إذا كان ظهور وسائل التواصل الاجتماعي لعب دورًا في ارتفاع مشكلات الصحة النفسيّة لدى صغار السنّ، فحسب منظمة “يونج مايندز” الخيريّة، ارتفع عدد الأطفال المشتبه في إصابتهم بمشكلات نفسيّة في عمر 5 إلى 16 عامًا بنسبة 50% بين عامي 2017 و2021.

ووجد الباحثون تأثيرًا ذا اتجاهين، فعند أعمار معينة ارتبط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بانخفاض في الرضا عن الحياة بعدها بعام، وارتبط الرضا المنخفض عن الحياة بالاستخدام الأكبر لوسائل التواصل الاجتماعي في العام التالي. لكن التقرير قال إن نتائج الدراسة قيم متوسطة، لا يمكن استخدامها للتنبؤ بكيفية استجابة فرد ما لوسائل التواصل الاجتماعي.

نافذة لدراسات أخرى بشأن تأثير تطبيقات التواصل

الجارديان قالت إن الدراسة لا تثبت أن وسائل التواصل الاجتماعي تضر الرفاه، لكن الباحثين يشكّون في احتمالية وجود “نوافذ تعرّضية” تنفتح في أوقات مختلفة بالنسبة إلى الفتيات والأولاد، ونظرًا للتغييرات الواسعة والمعقّدة التي تحدث في سنّ المراهقة من الناحية البيولوجية والاجتماعية، قد تستغرق تلك الآليّات بعض الوقت لتحديدها.

وعن أهمية النتائج التي خلصت إليها الدراسة وفوائدها المحتملة، قالت عالمة الأوبئة بكلية لندن الجامعية، إيفون كيلي، إن النتائج تقرّ ما أظهرته أبحاثها وآخرين بأن معدلات الاكتئاب المرتفعة بين الفتيات كانت مرتبطة بقضاء وقت أطول على وسائل التواصل الاجتماعي والتنمر الإلكتروني وقلة النوم.

تقنين استخدام وسائل التواصل وتثقيف الأطفال

لفتت المؤلفة المشاركة في الدراسة وعالمة النفس بجامعة كامبريدج، سارة جين بليكمور، إلى أهميّة وضع قواعد في ما يتعلّق بوقت استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي بحيث لا يتعارض مع نومهم، مشددة أيضًا على أهميّة تثقيفهم مبكرًا بشأن المشكلات التي قد تواجههم مثل الضغط الاجتماعي، والصوّر التي قد تُزعجهم.

وذكرت عالمة النفس بجامعة جلاسكو الاسكتلنديّة، هولي سكوت، أن الدراسة قدّمت “أدلة جديدة قوية” عن وجود فترات حسّاسة مختلفة لدى الأولاد والفتيات، مضيفة “الخطوات التالية المهمّة هي فهم الفوائد والتحديّات التي تقدمها وسائل التواصل الاجتماعي من وجهة نظر المراهقين، لتطوير رؤية شاملة عن الفرص والحواجز التي يخلقها هذا العالم للمراهقين”.

ربما يعجبك أيضا