هل تتجاوز اليابان عن ماضيها النووي «المؤلم» تحت ضغط أزمة الطاقة العالمية؟

أحمد السيد
تشغيل محطات نووية مع ارتفاع أسعار الطاقة

تعتزم حكومة اليابان إعادة تشغيل محطاتها النووية تحت ضغط أزمة الطاقة العالمية، لكن عليها أولًا أن تكسب دعم الجمهور، الذي انقلب ضد الطاقة النووية في 2011.


تعانى اليابان ضغوطًا قوية في سوق الطاقة، مؤخرًا، نتيجة ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي عالميًّا، ما دفعها لتشغيل محطات نووية لتوليد الكهرباء.

وكانت اليابان من أوائل الدول التي وعدت بمد أوروبا بالغاز المسال بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وتراجع إمدادات الغاز إلى دول الاتحاد الأوروبي على خلفية العقوبات المفروضة على موسكو على خلفية الحرب.

حكومة طوكيو تتدخل للمرة الأولى لشراء الغاز

فوميو كيشيدا

رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا

تدخلت حكومة اليابان لشراء الغاز الطبيعي المسال، لضمان توافر المخزون للشتاء، بديلًا عن الشركات، في حال لم تعد قادرة على تحمل التكاليف، وهي خطوة غير مسبوقة من الدولة، لتجنب أزمة إمدادات الغاز في الشتاء، وفق ما ذكرته “بلومبرج” في 1 سبتمبر 2022.

وقالت الحكومة إنها ستنشئ إطارًا لشركة اليابان الوطنية للنفط والغاز والمعادن، وهي مؤسسة تملكها الدولة، لاستيراد الغاز الطبيعي المسال بكميات كبيرة. وبلغت مخزونات الغاز الطبيعي المسال، التي تحتفظ بها المرافق اليابانية، 2.63 مليون طن في 28 أغسطس، وهو أعلى مستوى تسجله البيانات التي تعود إلى إبريل 2017، وفق تقرير “بلومبرج”.

اليابان وعدت بتصدير الغاز إلى أوروبا

قبيل الحرب الروسية الأوكرانية، قالت اليابان أنها ستمد أوروبا ببعض وارداتها من الغاز الطبيعي المسال، حال حدوث اضطرابات في إمدادات المنطقة، مع تصاعد التوتر بين رويا والغرب، وفق ما نقلته “فرانس 24” في 9 فبراير 2022.

وقال وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني، ياسوتوشي نيشيمورا، إن بلاده ستمد أوروبا ببعض وارداتها من الغاز الطبيعي المسال. لكنه  الوزير ألمح إلى أن اليابان دولة مستوردة للطاقة، ولديها موارد شحيحة، مع توقعات لشتاء شديد البرودة هذا العام، مضيفًا “نحن بحاجة إلى التيقن من تلبية احتياجاتنا من الطاقة”.

زيادة استيراد الغاز من روسيا

هذه المخاوف، دفعت اليابان لزيادة استيراد الغاز الطبيعي المسال من روسيا، في أغسطس الماضي، 211.2% مقارنة بأغسطس 2021، في حين انخفض حجم واردات النفط الروسي في الشهر نفسه بمقدار 20.3% على أساس سنوي، وفق ما ذكرته “ورسيا اليوم”، في 15 سبتمبر 2022.

وظلت الطاقة النووية في اليابان في طي النسيان منذ كارثة فوكوشيما عام 2011، ولكن الأزمات العالمية المتتالية، بداية من الحرب الأوكرانية، التي أدت إلى ارتفاع قياسي في أسعار الطاقة، جعلت طوكيو تتغاضى عن ماضيها المؤلم.

الغاز المسال

الغاز المسال

إعادة تشغيل المحطات النووية اليابانية

حتى وقت قريب، كانت الحكومة تتجنّب أيّ نقاش بشأن العودة لتطوير أيّ محطات نووية جديدة، وأوقفت أغلب محطاتها لأكثر من عقد، بعدما تسبّب زلزال مدمر وتسونامي في كارثة نووية بمحطة فوكوشيما دايتشي، عام 2011.

وبسبب أزمة الطاقة العالمية، عادت اليابان للتفكير في تشغيل محطات الطاقة النووية، لتوليد الكهرباء، بعد 10 سنوات من توقف الاعتماد عليها، وفق رويترز في 24 أغسطس 2022.

تأمين إمدادات طاقة مستقرة لليابان

أشارت رويترز إلى تصريحات رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، بالعودة إلى الطاقة النووية لتحقيق الاستقرار في الإمدادات، التي جاءت بمثابة ضربة لسياسات الطاقة اليابانية. واعترف كيشيدا بأن على الحكومة أن تكسب دعم الجمهور، الذي انقلب ضد الطاقة النووية في 2011.

وبجانب ذلك، قال وزير الاقتصاد والصناعة الياباني، ياسوتوشي نيشيمور، إنه من المهم للغاية تأمين جميع الخيارات لإعادة تصميم إمدادات طاقة مستقرة لليابان، ومن هذا المنظور، سننظر أيضًا في جميع الخيارات المتعلقة بالطاقة النووية، وفق “روسيا اليوم”، في 25 أغسطس 2022.

ربما يعجبك أيضا