هل تتجه طهران للقبول بخطة باريس لخفض التصعيد المتبادل مع واشنطن؟

يوسف بنده

رؤية

کشفت مجلة “نيويوركر”، أمس الثلاثاء، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني أقام في غرفته بالفندق، خلال اجتماع الأسبوع الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لتجنب إجراء مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي، دونالد ترامب.

ووفقًا لـ”نيويوركر” کان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد وفّر، في نفس الطابق، من الفندق الذي يقيم فيه روحاني، خطًا آمنًا للمحادثات الثلاثية.

وقد صرح المرشد الإيراني، علي خامنئي، اليوم الأربعاء، أن المسؤولين الأميركيين كانوا يريدون إرغام الرئيس حسن روحاني على لقاء ترامب “ليرمز إلى استسلام إيران”، وقد فشلت هذه السياسة، وسوف تفشل للأبد. وأن إيران ستستمر بجدية في تقليص الالتزامات في الاتفاق النووي.

وقد أکد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الأربعاء، رفضه إجراء محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي، ووصف خطوة الرئيس الأميركي هذه بأنها “للاستهلاك المحلي البحت”.

وقد شكر روحاني، الرئيس الفرنسي على جهوده المبذولة لإجراء هذه المحادثة، قائلاً إن الفشل في إجراء هذه المحادثة “ليس خطأ باريس ولا خطأ طهران”، ولكن “الذي أخطأ هو البيت الأبيض”.

عودة اجتماع 5 1

كشف الرئيس الإيراني، أمس الثلاثاء، عن وجود خطوات مهمة تم اتخاذها لإعادة الولايات المتحدة إلى مجموعة الاتفاق النووي (5 1).

وصرح روحاني، اليوم الأربعاء، حول الخطة الفرنسية وجهودها لتفاوض مسؤولي البلدين، قائلًا: “إن هذه الشائعات صحيحة”. التقى الرئيس الفرنسي معي مرتين خلال 24 ساعة، وقدم لي هذه الخطة، وقلتُ إن الخطة، في کلیتها، مقبولة بالنسبة لي، لكنني لا أقبل صیاغة الخطة”.

وأضاف روحاني: “قالوا حسنًا، العبارات التي تقول عنها، یجلس وزراء الخارجية للتوصل إلى استنتاج بشأنها، وتصبح العبارات المعدلة أساس مفاوضاتنا.. نحن نفترض الآن أن إصلاحات إيران تؤخذ في الاعتبار، لكن کیف لنا أن نثق في هذا الاجتماع؟”.

وتنص الخطة الفرنسية على عدول إيران عن خفض التزامتها النووية، والعودة إلى الالتزام الكامل بهذا الاتفاق، في مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية.

وقد أکّد الرئيس الإيراني أنه کان ینبغي على الرئيس الأميركي أن يعلن عن رفع العقوبات، ليس في رسالة خاصة، ولكن في مقابلة مفتوحة، “ففي هذه القضیة، الذکاء الإیراني یحتم علینا أن لا نُخدع برسالته الخاصة”.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد قال، في وقت سابق: “إن الحكومة الأميركية وعدت برفع جميع العقوبات المفروضة على طهران، لإجراء محادثات ثنائیة، لكن شکل هذا الاجتماع غير مقبول”.

ولكن بعد ساعات، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه رفض دعوة إيران لرفع العقوبات قبل اجتماع الجانبين.

وبعد رفض الرئيس الإيراني إجراء اتصال مباشر مع دونالد ترامب، علقت الحكومة الأميركية دخول كبار المسؤولين في الحكومة الإيرانية وأفراد أسرهم إلى الولايات المتحدة.

كما قال روحاني، اليوم الأربعاء، إنه كان سيتفاوض إذا كانت لديه “ثقة على الأقل في البيت الأبيض”.

وأضاف: “بصفتي ممثلاً للأمة الإيرانية، فأنا مستعد لأي تضحيات تؤدي إلى حقوق ورفاهية الشعب”.

وشدد على أن “الطريق لم يكتمل، ولم يغلق، والأوروبيون وغيرهم ما زالوا يعملون؛ وعندما یتم احترام حقوق الشعب الإيراني وكرامته، ویهتمون بكرامة هذه الأمة، فإن الطريق لم يغلق، ولا يزال مفتوحًا”.

الاتفاق في غرفة الإنعاش

وأمس الثلاثاء، قال عباس عراقجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني، إن الاتفاق النووي في وحدة العناية المركزة، وعلينا أن نعمل بجد لإنقاذه من الأحادية الأمريكية.

وحسب تقرير إيران انترنشنال، في ذکری انهيار جدار برلين، قال نائب وزير الخارجية خلال كلمة ألقاها في حفل العيد الوطني الألماني في السفارة الألمانية في طهران: “نحن والدول الأوروبية، إلى جانب الصين وروسيا، نحاول التوصل إلى اتفاق متوازن خلال المفاوضات، ولكن الآن مع أحادية الولایات المتحدة، فُقد هذا التوازن”.

وقال عراقجي إن “التعاون بين إيران ومجموعة 4 1 يجب أن يهدم جدار العقوبات والأحادیة التي تُستخدم كسلاح ضد الدول المستقلة”.

جاءت تصریحات عراقجي بشأن الوضع المزري للاتفاق النووي بعد أن قالت منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، في خطاب مماثل، بعد اجتماع اليوم الأربعاء 2 أكتوبر، لوزراء الخارجية المتبقین في الاتفاق: “لقد أصبح من الصعب إنقاذ الاتفاق النووي”.

وأعربت موغيريني عن أملها في أن تسود “العقلانية في السلوكيات”، وقالت: “إننا نحث إيران على إعادة النظر في قرارها وتنفیذ الاتفاق النووي بالکامل”.

ومع ذلك، أكدت موغيريني أن الاتفاق النووي “تم التوقيع عليه بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2231، ولا يزال أحد العناصر الرئيسية في هيكل عدم الانتشار النووي في العالم”.

تحذير أوروبي

وبالإضافة إلى ذلك، ذكرت صحيفة “الغارديان”، الجمعة الماضي، أن الاتحاد الأوروبي حذر إيران سرًا من أنه سیضطر لبدء الانسحاب في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إذا اتخذت طهران المزيد من الخطوات في انتهاك الاتفاق النووي.

وفي تقريرها الاستثنائي، يوم الجمعة الماضي، أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجلس الحكماء بأن إيران انتهكت الاتفاق النووي عن طريق تخصيب اليورانيوم بأجهزة طرد مركزي متقدمة والتخطيط لتركيب أجهزة طرد مركزي أکثر مما سبق تحديده.

وجاء في التقرير: “في 9 سبتمبر/أيلول 2019، أكدت الوكالة أن جميع الشلالات (سلسلة أجهزة الطرد المركزي) المثبتة مسبقًا في خطوط البحث والتطوير 2 و3 كانت تخزن أو تستعد لتراكم اليورانيوم المخصب”.

لقد قامت جمهورية إيران الإسلامية، منذ شهر مايو/أيار من هذا العام، الذي تزامن مع الذكرى السنوية الأولى لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، قامت بثلاث خطوات وصفتها بـ”تقليص الالتزامات النوویة”، والتي تجاوزت بموجبها بنودًا رئیسیة من القیود المنصوص علیها في الاتفاق النووي.

وعلى الرغم من أن الاتفاق النووي واجه في البداية معارضة داخل إيران، ومن بعض القوى الأكثر نفوذاً في طهران، إلا أنه في الأشهر الأخيرة، دعا عدد من معارضی الاتفاق إلی عدم انسحاب إیران منه.

وفي الآونة الأخيرة، قال حسين نقوي حسيني، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، أمس الثلاثاء: “ينبغي أن لا ترفع إيران راية الخروج من الاتفاق النووي، وأفضل شيء تفعله هو تقليص التزاماتها خطوة بخطوة”.

وقد قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم الاربعاء، ان ايران ستواصل خطواتها اذا لم ينفذ الأوروبيون تعهداتهم.

كما أدان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سيد عباس موسوي، اليوم الاربعاء، التصريحات التي وصفها بالتدخلية للأمين العام لحلف الناتو حول برنامج ايران النووي و قدراتها الصاروخية.

ربما يعجبك أيضا