هل تتخلف الصين في سباق تطوير مقاتلات الجيل السادس؟

بسام عباس

قال قائد العمليات القتالية الجوية الأمريكية إن الصينيين يدركون أهمية السيادة الجوية بالجيل السادس من الطائرات المقاتلة، وإنهم يسيرون على الطريق الصحيح.


تدرك الصين أهمية تحقيق السيادة الجوية، بما في ذلك تطوير طائرات الجيل السادس المقاتلة، بحسب ما قال قائد العمليات القتالية الجوية الأمريكية، الجنرال مارك كيلي.

وفي المقابل، شدد كيلي، خلال مؤتمر لاتحاد القوات الجوية الأمريكي عن الفضاء السيبراني، قبل أسبوع، على أهمية التأكد من الهيمنة الامريكية على تطوير الجيل السادس من المقاتلات، قبل شهر على الأقل من منافسيها، ما يدعو للتساؤل عن موقف الصين من هذا السباق.

الصين لن تتخلف في السباق العالمي

نشرت صحيفة “جلوبال تايمز” الصينية خبرًا حول مقاتلة صينية من الجيل السادس، للمرة الأولى في عام 2019. وكتبت الصحيفة حينها أن “الصين لن تتخلف في سباق مقاتلات الجيل السادس”، ونقلت عن كبير مهندسي معهد “تشنجدو” لأبحاث وتصميم الطائرات، وانج هايفنج، أن الصين تجري أبحاثًا على مقاتلة من الجيل التالي، مع التركيز على “امتلاك قدرات جديدة لحماية البحر والسماء” بحلول عام 2035.

ولم يكشف وانج الكثير عن النموذج الصيني، بسبب سرية البرنامج، لكنه أشار إلى احتمالية وجود العديد من المميزات يعتقد أنها ستتفوق على المقاتلة الأمريكية في المستقبل، منها القدرة على التعاون مع الطائرات المسيَّرة، واستخدام الذكاء الاصطناعي، والتحسينات في أجهزة الاستشعار الخفية متعددة الاتجاهات، لافتًا إلى أن الصين تضمن المناسب منها في نموذجها بحسب احتياجاتها.

برنامج الهيمنة الجوية من الجيل التالي

كتبت الخبيرة الأمريكية في الشؤون العسكرية، فاليري إنسينا، في تقريرٍ نشره موقع “بريكينج ديفينس” الأمريكي، أمس الأول الاثنين 26 سبتمبر 2022، أن القوات الجوية الأمريكية تخطو سريعًا على المسار الصحيح، لتصبح أول من يستخدم مقاتلة من الجيل السادس، شريطة أن تبدأ نشر برنامج الهيمنة الجوية من الجيل التالي NGAD بحلول نهاية العقد، وفقًا لوزير القوات الجوية الأمريكي، فرانك كيندال.

ويوصف هذا البرنامج بأنه “عائلة من الأنظمة” تشكل محوره “المقاتلة الشبحية من الجيل السادس”، وتزعم واشنطن أنها ستحقق بفضله تفوقًا ساحقًا على خصومها الرئيسين، مثل روسيا والصين.

وأوضحت فاليري في تقريرها أن البرنامج معقد للغاية، ويشمل مجموعة من الأنظمة تضم مقاتلة مأهولة وأسلحة جديدة، ومن المحتمل أن يضم عدة أنواع من الطائرات المسيّرة، لافتةً إلى أن المقاتلة المأهولة في البرنامج تتكلف مئات الملايين، ما قد يؤخر الجدول الزمني الذي يؤدي بدوره إلى هوة زمنية بين البرنامج الأمريكي والبرنامج الصيني.

لا شيء يدعو للقلق

رغم تحذيرات الجنرال كيلي من احتمالية تفوق الصين على الولايات المتحدة في ما يتعلق بقدرات مقاتلات الجيل السادس، قال قائد القوات الجوية الأمريكية في المحيط الهادئ، الجنرال كينيث ويلسباخ، إن قدرات المقاتلات الصينية الحالية من طراز “جيه 20” ليست مدعاة للقلق، لافتًا إلى أن طائرات الجيل الخامس الأمريكية شهدت عددًا من الاختبارات العملية، أكسبتها خبرة جيدة.

ومن جهته، أعرب قائد القوات الجوية، الجنرال تشارلز براون، عن موقف مماثل في مؤتمر انعقد هذا الأسبوع، وقال: “عندما أفكر في قدرتنا الحالية كقوة جوية، أفكر أيضًا في الجيل التالي من التفوق… نريد أن نضمن أننا نحافظ على الميزة والتفوق، لذلك أنا لا أقلق بسبب جيه 20، ولكن إذا لم نتقدم في التحديث، سيكون هذا مدعاة للقلق”.

الصين لن تلحق بالركب

أوضح خبير القتال الجوي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، جوستين برونك، أنه من المحتمل أن تتفوق الطائرة “إف 22” كثيرًا على “جيه 20” في كل القدرات القتالية تقريبًا، وفقًا لتقرير سابق نشره موقع بيزنيس إنسايدر بتاريخ 12 فبراير 2019.

وأضاف برونك أنه حتى إذا حققت الصين هدفها المتمثل في نشر طائرة من الجيل السادس بحلول منتصف 2030، فإن الولايات المتحدة، مثل المملكة المتحدة وروسيا واليابان وفرنسا وألمانيا، تعمل أيضًا على تطوير مقاتلاتها من الجيل السادس.

ونوه الخبير البريطاني بأنه “من المتوقع نشر مقاتلات الجيل السادس في العقد القادم، لذلك سيكون على الصين التعامل مع ما ستنتجه الولايات المتحدة في ذلك الوقت، ما يعني أن الصين لن تلحق بركب تطوير هذا الجيل من المقاتلات حتى وهي تخطو كبرى خطواتها”.

ربما يعجبك أيضا