هل تتراجع استثمارات الصين في القارة بعد هجوم إفريقيا الوسطى؟

شروق صبري

قتل 9 صينيين خلال عملية تنقيب عن الذهب في إفريقيا الوسطى.. فهل مجموعة فاجنر الروسية وراء الهجوم؟


أثار هجوم مسلح أسقط 9 قتلى من الرعايا الصينيين في جمهورية إفريقيا الوسطى مخاوف من تراجع الاستثمارات الصينية في القارة السمراء.

وفي حين وجهت حكومة بانجي أصابع الاتهام إلى تحالف المتمردين، اتهم الأخير مجموعة فاجنر شبه العسكرية الروسية بتدبير الهجوم في إطار تنافس مزعوم على موارد القارة بين بكين وموسكو، ما استبعده محللون قللوا أيضًا من تأثير ذلك في مسار الاستثمارات الصينية.

هجوم مميت

نقلت إذاعة صوت ألمانيا (دويتشه فيله) عن مسؤول محلي في جمهورية إفريقيا الوسطى إن 9 مواطنين صينيين قتلوا في هجوم على موقع لتعدين الذهب، يوم الأحد الماضي 19 مارس 2023.

وأفادت يأن العشرات من الجماعات المتمردة، التي نشطت في البلاد، خلال العقد الماضي، عملت على إحباط عمليات التعدين التي تنفذها الشركات الأجنبية.

اتهام لـ«فاجنر»

أشارت الإذاعة الألمانية إلى أن تحالف المتمردين، الذي اتهمه البعض في البداية بأنه وراء الهجوم، أصدر بيانًا، زعم فيه دون تقديم أدلة، أن المرتزقة الروس من (مجموعة فاجنر) هي المسؤولة عن أعمال العنف.

لفتت الإذاعة الألمانية إلى أن الشكوك تدور حول تحالف الوطنيين من أجل التغيير الذي ينشط في المنطقة ويشن بانتظام هجمات على القوات المسلحة بالبلاد.

2018 5 5 20 26 47 192

التنقيب عن الذهب في إفريقيا الوسطى

هجمات ضد الصينيين

وفق دويتشه فيله، تتكرر الهجمات على العمال الصينيين، ولقي مواطنان صينيان مصرعهما عام 2020، عندما قاد سكان محليون انتفاضة ضد منجم تديره بكين في بلدة سوسو ناكومبو في إفريقيا.

وفي عام 2018، قُتل 3 مواطنين صينيين على أيدي أفراد المجتمع الغاضبين، بعد وفاة زعيم محلي في حادث قارب في أثناء مرافقته عمال مناجم صينيين.

اقرأ المزيد
«فاجنر» والذهب.. ماذا وراء زيارة وزير الخارجية الروسي إلى السودان؟

ما الجهات المسؤولة عن الهجوم؟

رجحت أستاذة العلوم السياسية وخبيرة الشؤون الإفريقية، هبة البشبيشي، 3 جهات مشتبه في مسؤوليتها عن الهجوم على منجم تشيمبولو للذهب في إفريقيا الوسطى، موضحة أنها ميليشيا سيليكا الإسلامية المتطرفة، وكذلك مجموعة فاجنر المسلحة الروسية، والتنظيمات المتطرفة.

وأشارت، في تصريح لشبكة رؤية الإخبارية، إلى أنه من الصعب أن تتنافس روسيا والصين على مناجم الذهب في إفريقيا، خصوصا أنهما يتحالفان ضد النفوذ الأمريكي والغربي في المنطقة.

هبة البشبيشي
هل جماعة «سيليكا» وراء هجوم إفريقيا الوسطى؟

رجحت البشبيشي أن تكون جماعة سيليكا المسلحة، التي تشكلت من 5 مجموعات متمردة في عام 2013، هي المسؤولة عن الهجوم، وعزت ذلك  لعدة أسباب، أهمها أن الجماعة تفتقر إلى التمويل، وتلجأ لعمليات السرقة والخطف وطلب الفدية لتحصيل الأموال.

ولفتت إلى أن التمويل توقف عن العديد من الجماعات المسلحة في إفريقيا، وبينها جماعة بوكو حرام المرتبطة بتنظيم داعش، والجماعات المسلحة الأخرى في مالي ونيجيريا أيضًا.

هل تؤثر الهجمات في استثمارات الصين بإفريقيا؟

علقت أستاذة العلوم السياسية، في تصريحها، على تخطيط رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى، فوستين أرشانج تواديرا، لزيارة الصين من أجل طمأنة المستثمرين في أعقاب الهجوم، مستبعدة أن يؤثر الهجوم في استثمارات بكين بالقارة السمراء.

ولفتت إلى أن النظام الصيني قاسٍ، ولن يتأثر بمثل هذه الهجمات، وكل ما يهمه هو تحقيق أرباح من استثماراته في إفريقيا، وأنه سيستمر في مجال التنقيب عن مناجم الذهب، رغم هذه الهجمات المتكررة.

لماذا تفضل إفريقيا الحفاظ على التواجد الصيني؟

أوضحت البشبيشي أن الدول الإفريقية لديها رغبة في الحفاظ على الاستثمارات الصينية في المنطقة، لأن بكين لا تتطلب أنظمة حكم ديمقراطية، مقابل ضخ استثماراتها في البلاد، كما تفعل الولايات المتحدة.

وأشارت إلى أن أهم مميزات الوجود الصيني في إفريقيا، أن بكين لم تتدخل فى الشؤون السياسية الداخلية للبلاد، كما تفعل واشنطن.

هل روسيا متورطة في الهجمات ضد الاستثمارات الصينية بإفريقيا؟

شدد الباحث المتخصص في الشؤون الإفريقية، الدكتور محمد عبدالكريم،  في تصريح لشبكة رؤية الإخبارية على صعوبة إثبات تورط روسيا في الهجوم على منجم تشيمبولو، الذي تيره الصين في جمهورية إفريقيا الوسطى، أو حتى إثبات تورط مجموعة فاجنر المسلحة.

وأوضح أن إفريقيا الوسطى تنتشر بها جماعات مسلحة كثيرة، قد تكون إحداها المتورطة في الهجوم، واصفًا الحدي عن مسؤولية فاجنر عن الهجوم بأنه نوع من “البروباجاندا”.

5ع

الدكتور محمد عبدالكريم المتخصص في الشؤون الإفريقية

هل الصين وروسيا تتنافسان في إفريقيا؟

قال الباحث المتخصص في الشؤون الإفريقية إنه لا يوجد تنافس بين الصين وروسيا في إفريقيا، بل تنسيق كبير بينها، في إطار مجموعة بريكست، مستبعدًا بذلك أن تتورط روسيا في مثل هذا الهجوم، عبر مجموعة فاجنر.

ولفت إلى أن الصين لا يمكن أن تراجع في إفريقيا، لأن بكين تتخذ خطوات بالغة القوة والعمق، والحادث مجرد حادث عرضي، الصين تتحرك على أكثر من مستوى، فالشركات الصينية الكبيرة والمتوسطة تتدخل في إفريقيا.

ربما يعجبك أيضا