هل تتسبب السيارات الكهربائية الصينية في حرب تجارية بين بكين والاتحاد الأوروبي؟

كشف الاتحاد الأوروبي، عن أنه توصل إلى أنه سيطبق رسومًا جمركية على السيارات الكهربائية الصينية (EVs) تصل إلى 38.1٪.

وحسبما ذكرت شبكة يورونيوز، أمس الجمعة 14 يونيو 2024، في تقرير لها، أن ذلك يأتي من أجل الحد من تدفق السيارات الكهربائية الصينية، والتي يتم استيرادها إلى الاتحاد الأوروبي، والتي بدورها تشكل تهديدًا للمنافسة على السيارات الكهربائية المصنعة في أوروبا.

عقوبات الاتحاد الأوروبي على الصين

تعد شركة جيلي من أبرز شركات صناعة السيارات الصينية الرئيسية التي قد تواجه زيادة في الرسوم الجمركية، والتي قد تتعرض لرسوم جمركية بنسبة 20%، وشركة بي واي دي بنسبة 17.4%، وشركة سايك بنسبة 38.1%.

ومن المرجح أيضًا أن يشهد منتجو السيارات الكهربائية الصينيون الآخرون تعريفات تتراوح بين 21% إلى 38.1%، اعتمادًا على ما إذا كانوا يتعاونون مع تحقيقات الاتحاد الأوروبي بشأن هذه المسألة أم لا.

وبعيدًا عن الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية المحلية في الصين، فإن نسبة كبيرة من السيارات الكهربائية المستوردة إلى الصين تأتي أيضًا من شركات مثل بي إم دبليو وتيسلا، التي أنشأت مصانع ضخمة في الصين.

عقوبات أوروبية على الصين

إعانات غير عادلة

تهدف هذه الشركات إلى الاستفادة من تكاليف الإنتاج الأرخص والإعانات من أجل التمكن من تقديم سياراتها بأسعار تنافسية، ومن المتوقع أن تكون الرسوم الجمركية مساوية تقريبا لمقدار الإعانات الحكومية الحالية التي يُعتقد أن الصين تقدمها إلى شركات صناعة السيارات هذه.

ويرجع أحد الأسباب الرئيسة لهذه الخطوة إلى ادعاء الاتحاد الأوروبي بأن الحكومة الصينية تقدم إعانات غير عادلة للعديد من الشركات المصنعة، مما يسمح لهم بالبيع بأسعار أرخص بكثير في أوروبا.

ومع ذلك، أدت هذه الخطوة من قبل الاتحاد الأوروبي إلى زيادة المخاوف من أن الصين قد تنتقم من خلال تطبيق التعريفات الجمركية الخاصة بها على بعض القطاعات الأوروبية، الأمر الذي قد يشكل تهديدًا لاقتصاد الاتحاد الأوروبي، وإذا حدث هذا، فمن المحتمل أن يؤدي إلى حرب تجارية شاملة بين الاتحاد الأوروبي والصين.

إعادة النظر

ردت الصين بالفعل على الاتحاد الأوروبي، وحثت على إعادة النظر في هذا الأمر، كما قالت إنها ستبذل كل ما في وسعها لحماية مصالحها وشركات صناعة السيارات، في حالة فرض هذه الرسوم الجمركية المتزايدة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان في مؤتمر صحفي، حسبما نقلته رويترز: “نحث الاتحاد الأوروبي على الاستماع بعناية إلى الأصوات الموضوعية والعقلانية من جميع مناحي الحياة، وتصحيح ممارساته الخاطئة على الفور، والتوقف عن تسييس القضايا الاقتصادية والتجارية، والتعامل بشكل صحيح مع الاحتكاكات الاقتصادية والتجارية من خلال الحوار والتشاور.

تعريفات انتقامية من الصين

بالحديث عن القطاعات التي من المرجح أن تشهد تعريفات انتقامية من الصين، إذا مضى الاتحاد الأوروبي قدمًا في فرض رسوم المركبات الكهربائية، فقد يكون البراندي والمشروبات الكحولية الأخرى واحدة من أكثر القطاعات تأثرًا.

كما أن صناعة المواد الغذائية في الاتحاد الأوروبي هي قطاع آخر من المحتمل أن يتأثر بالإجراءات الصينية، وقد عرفت الصين بالفعل بالانتقام من خلال التعريفات الغذائية، كما رأينا عندما حظرت الصين واردات المأكولات البحرية من اليابان قبل بضع سنوات بسبب نزاعات على المياه البحرية واستراتيجية اليابان للتخلص من مياه الصرف الصحي النووية المعالجة في البحر.