هل تجد إيران في دول الخليج ملاذًا لكسر عزلتها؟

تعاظمت تهديدات طهران تجاه منطقة الخليج العربي، منذ مجيء حكومة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي.

ورغم التهديدات المستمرة بإغلاق مضيق هرمز، فإن الحكومة الإيرانية، التي تعاني أزمة اقتصادية طاحنة، لم تجد سبيلًا إلا التهدئة مع دول الخليج والاستفادة من القدرات الاقتصادية لهذه الدول.

دعوة الإمارات إلى الاستثمار

دعا الرئيس التنفيذي لهيئة الموانئ الإيرانية، علي أكبر صفائي، خلال لقائه السفير الإماراتي في طهران، محمد عبید الزعابی، 4 يناير الحالي 2023، دولة الإمارات إلى الاستثمار في موانئ إيران الجنوبية. وقال صفائي: “إن ربط العبور والموانئ بين طهران وأبوظبي مع دول آسيا الوسطى ودول أخرى، يمكن أن يتكون بسرعة كبيرة”.

وحسب تقرير وكالة “تسنيم” الإيرانية، فقد أعلن صفائي استعداد الموانئ الإيرانية للاستفادة من القدرات الإماراتية في ميناء شهيد رجائي وميناء تشابهار، الذي يتمتع بقدرات وطاقات جيدة للغاية. ويمكن للقطاع الخاص في الإمارات إبرام عقود طويلة الأجل في هذا الميناء.

خط ملاحي بين بوشهر وجبل علي

تراهن إيران على موانئ أبوظبي في دعم موانئها الجنوبية التي تضررت بفعل العقوبات الغربية. وحسب وكالة “مهر“، فقد أعلن محمد شكيبي نسب، مدير عام الموانئ في محافظة بوشهر جنوبي إيران، تدشين أول خط ملاحي خاص بسفن الحاويات بين ميناء بوشهر الإيراني وميناء جبل علي الإماراتي.

وقال شكيبي نسب، إنّ “تدشين هذا الخط الملاحي يمهّد الأرضية للصادرات والواردات بين البلدين”. مضيفًا إن “تدشين الخط الملاحي الجديد سيسهم في خفض تكاليف شحن البضائع التصديرية بالنسبة إلى النشطاء الاقتصادييين، فقد كان أحد المطالب الملحّة للتجار والمصدرين المحليين”.

ممر أبوظبي-طهران-أنقرة

نتيجة لتأثير الحرب الروسية الأوكرانية، في خطوط الإمداد ومسارات التجارة، راهنت إيران على تفعيل ممرها التجاري الذي يربط موانئها الجنوبية بشمالها، والاستفادة من حركة التجارة والترانزيت النشطة في الموانئ الإماراتية، وذلك من أجل أن تصبح إيران ممرًّا لحركة التجارة بين أوروبا ومنطقة الخليج عبر تركيا.

وفي نوفمبر 2021، أعلنت طهران افتتاح طريق تجاري بين الإمارات وتركيا. وحسب تقرير “راهبرد معاصر“، فإن هذا الممر الإيراني يعزز من موقع إيران الجيوسياسي في حركة التجارة القادمة من تركيا ودول أوروبا نحو دول الخليج والعكس، خاصة أنه توجد شراكة تجارية واقتصادية كبيرة بين تركيا والإمارات.

التجارة عبر قطر

تنتج إيران 90% من نبتة الزعفران في العالم، التي يطلق عليها الذهب الأحمر، حسب تقرير صحيفة “الراي“، ولكن إيران، التي حرمتها العقوبات الغربية من الحصول على عائداتها من هذه التجارة، أبرمت اتفاقًا مع تجار قطريين لشراء الزعفران الإيراني وتصديره إلى دول العالم عبر قطر.

وحسب تقرير “إيران إكونوميست“، جرى إبرام عقد بقيمة مبدئية 300 مليون دولار، والجزء الأول من هذه الشحنة التجارية بنحو 15 مليون دولار. ويساعد هذا الاتفاق إيران على تجاوز العقوبات وتحصيل أموالها من هذه التجارة، بالإضافة إلى حماية مكانتها في تجارة هذه النبتة باهظة الثمن.

رهانات طهران

يبدو أن إيران تراهن على المصارف القطرية في تحصيل أموالها من تجارتها الخارجية، وحسب وكالة “تسنيم“، التقى رئيس البنك المركزي الإيراني، محمد فرزين، نظيره القطري، بندر آل ثاني، في الدوحة، 5 يناير الحالي، بهدف التوقيع على اتفاقية ثنائية للتعاون المصرفي.

وقد أكد فرزين لنظيره القطري، أن تعزيز التبادل والتعاون النقدي والمصرفي بين إيران ودول الخليج مدرج على جدول أعمال البنك المركزي. وتأتي زيارة فرزين للدوحة، بعد تقلده منصب محافظ البنك المركزي الإيراني، وإعلانه خطته لخفض التضخم ومساعدة إيران على تحصيل النقد الأجنبي من الخارج.