هل تحالف روسيا مع إيران يبدد غيوم الحرب مع إسرائيل؟

كيف ستواجه إسرائيل والولايات المتحدة تحالف روسيا مع إيران؟

بسام عباس

أرجأت إسرائيل هجومها المخطط على إيران، ويمكن أن يُعزى هذا التراجع إلى مجموعة من العوامل، ما ينفي الخطاب الحاد الذي تبنته إسرائيل بأنها على استعداد للهجوم.

ورغم الإدارة الإعلامية القوية لإسرائيل، فقد ظهرت تقارير تفيد بأن الهجوم الصاروخي الإيراني في 1 أكتوبر كان نجاحًا مذهلًا، وكان عرضًا لقدرة إيران على الردع لسحق إسرائيل، إذا دعت الحاجة.

غيوم الحرب

أوضحت مجلة “أوراسيا ريفيو”، في تقرير نشرته الأربعاء 9 أكتوبر 2024، أن حالة الذعر التي انتابت إسرائيل في أعقاب الهجوم الإيراني، تسببت في تأجيل صدور قرار بشأن نوع الرد الذي يجب عليها أن تشنه ضد إيران، لافتة إلى أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حذر إسرائيل من “الانتقام” والتفكير في بدائل أخرى غير ضرب حقول النفط.

وأضافت أنه في هذا الجو الملبد بغيوم الحرب، علينا أن نصدق بايدن، لأن الحقيقة الصادقة هي أنه بدون مدخلات الولايات المتحدة والمساعدة العملية والأموال والتدخل المباشر، تفتقر إسرائيل ببساطة إلى القدرة على التحمل لمواجهة إيران، فالهيمنة الإقليمية لإسرائيل تنحصر في تنفيذ مخططات الاغتيال ومهاجمة المدنيين العزل.

وأشارت إلى مدى الاكتفاء الذاتي الذي تتمتع به إسرائيل في مواجهة إيران، فقد ظهرت تقارير تفيد بأن المعلومات الاستخباراتية التكنولوجية الجديدة التي حصلت عليها الولايات المتحدة حددت مكان تواجد زعيم حزب الله السيد نصر الله، والتي نقلتها إلى إسرائيل، ما أدى إلى اغتياله.

 تحذير إيراني

قالت المجلة، إن أحد العوامل الحاسمة التي أجبرت إسرائيل والولايات المتحدة على تأجيل أي هجوم على إيران، التحذير الصارم الذي وجهته طهران بأن أي هجوم على بنيتها التحتية من جانب إسرائيل سوف يقابل برد أشد قسوة. وعلى إثر ذلك أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، زيارة إلى لبنان وسوريا خلال بهدف إرسال “رسالة تحدي” إلى إسرائيل مفادها أن “إيران دعمت المقاومة بقوة وستدعمها دائمًا”.

وذكرت أن المرشد الأعلى علي خامنئي، في 4 أكتوبر، استخدم خطبة عامة نادرة للدفاع عن الهجوم الصاروخي الإيراني ضد إسرائيل، قائلًا إنه “مشروع وقانوني” وأن طهران “ستفعل ذلك مرة أخرى إذا لزم الأمر”. وفي حديثه باللغتين الفارسية والعربية أثناء صلاة الجمعة في طهران، قال إن إيران ومحور المقاومة لن يتراجعا عن إسرائيل.

ظلال الدب الروسي

أوضحت المجلة أن ما يردع إسرائيل، ويسبب عدم الارتياح في العقل الأمريكي، هو ظلال روسيا الممتدة في غرب آسيا، فقد كشف محللون عسكريون أمريكيون عن نقل أسلحة روسية متطورة للغاية إلى إيران في الأسابيع الأخيرة، ووجود أفراد عسكريين روس لتشغيل هذه الأنظمة، بما في ذلك صواريخ إس-400.

ويبدو أن موسكو استجابت أيضًا للطلب الإيراني بالحصول على بيانات الأقمار الصناعية عن الأهداف الإسرائيلية لضربتها الصاروخية في 1 أكتوبر، كما زودت روسيا إيران بنظام الحرب الإلكترونية بعيد المدى “مورمانسك-بي إن”، الذي يمكنه التشويش على إشارات الراديو المعادية، ونظام تحديد المواقع العالمي، والاتصالات، والأقمار الصناعية، والأنظمة الإلكترونية الأخرى على مسافة تصل إلى 5000 كيلومتر.

وأضافت أن دخول الدب الروسي في المواجهة بين إيران وإسرائيل قد يغير قواعد اللعبة، ومن المنظور الأمريكي، يثير هذا شبح المواجهة المباشرة مع روسيا، وهو ما لا تريده واشنطن، ونقلت وكالات الأنباء الروسية الرسمية عن مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أن بوتين يخطط للقاء نظيره الإيراني مسعود بيزيشكيان في العاصمة التركمانية عشق آباد في 11 أكتوبر.

تحالف لا رجعة فيه

ذكرت المجلة أن موسكو وطهران، في خضم التوترات الإقليمية المتتالية، قد فكرتا في تقديم موعد التوقيع الرسمي على اتفاقية الدفاع الروسية الإيرانية، والتي كان من المقرر أصلًا أن توقع في قازان، مشيرة إلى أن الحدث الذي سيقام في 11 أكتوبر سيذكرنا بالزيارة غير المقررة التي قام بها وزير الخارجية السوفييتي آنذاك، أندريه جروميكو، إلى نيودلهي لتوقيع معاهدة السلام والصداقة والتعاون التاريخية بين الهند والاتحاد السوفيتي في 9 أغسطس 1971.

ومن المثير للاهتمام أن أوشاكوف أضاف أن بوتين ليس لديه خطط للقاء نتنياهو، ولم يستجب بوتين بعد لطلب نتنياهو بإجراء محادثة هاتفية، قبل 5 أيام، والواقع أن الأسطورة التي ابتدعها نتنياهو، في السنوات الأخيرة لإقناع جمهوره المحلي، وإرباك الشارع العربي، أنه كان على علاقة خاصة مع بوتين، بدأت تنهار الآن.

من ناحية أخرى، ومع الاجتماع العاجل المزمع عقده في عشق آباد، كان الرئيس التركماني، سردار بردي محمدوف، في موسكو يوم الاثنين الماضي في زيارة عمل، ما يكشف لواشنطن وتل أبيب أن موسكو متحالفة بشكل لا رجعة فيه مع طهران وستساعد الأخيرة مهما كلف الأمر.

ربما يعجبك أيضا