هل تحوّل حماس الأنفاق إلى «فخ مائي» للقوات الإسرائيلية؟

حماس قد تخلق فيضانًا من مياه البحر في غزة

آية سيد
هل تحوّل حماس الأنفاق إلى «فخ مائي» للقوات الإسرائيلية؟

يُستخدم تكتيك الإغراق بمياه البحر كاستراتيجية أرض محروقة لمنع الوصول منذ قرون.


أشارت تقارير صحفية إلى أن حماس تخطط لاستخدام براعتها في القتال في الأنفاق لمواجهة الهجوم البري الإسرائيلي على شمال قطاع غزة وإحباطه.

وحسب ما أفاد تقرير لصحيفة آسيا تايمز، أمس السبت 11 نوفمبر 2023، ربما ابتكرت حماس فخًا مائيًّا مخادعًا للقوات الإسرائيلية، منتظرةً اللحظة المناسبة لشن ضربتها مع دخول حرب غزة مرحلة جديدة خطيرة.

إغراق غزة

أوردت شبكة “إي تي في بهارات” الهندية، الشهر الماضي، نقلًا عن مذكرة أعدها مركز “إيماج إنديا” للأبحاث، أن حماس قد تخلق فيضانًا من مياه البحر في غزة عن طريق تفجير قنبلة عن بُعد على ساحل البحر المتوسط.

ولفت التقرير إلى أن أنفاق حماس تقع على مسافة 50 قدمًا (15.24 مترًا) تحت الأرض في غزة، لكن يمكن حفرها أيضًا على عُمق 3 إلى 4 أقدام (0.9 إلى 1.2 مترًا) تحت الأرض لربط آخر مترين بساحل البحر المتوسط.

وإذا توغلت إسرائيل أكثر في غزة، ستندفع مياه البحر عبر الأنفاق وتغمر المناطق المنخفضة، ما يخلق حزامًا سبخيًا حول 4 كيلومترات، ويجعل من المستحيل على الدبابات والآليات الإسرائيلية التحرك.

مترو غزة

معلومات عن شبكة أنفاق حماس

تكتيك قديم

أشارت آسيا تايمز إلى أن الإغراق بمياه البحر يُستخدم كاستراتيجية أرض محروقة لمنع الوصول منذ قرون، وضربت مثالًا بحصار لايدن عام 1574، في أثناء حرب الاستقلال الهولندية، عندما دمر الهولنديون الحواجز على نهر الميز، التي كانت تحجز مياه بحر الشمال، ما أغرق الريف وأجبر الإسبان على التراجع.

واستُخدم التكتيك نفسه كاستراتيجية عسكرية في تدمير حواجز النهر الأصفر، في خلال الحرب الصينية اليابانية الثانية عام 1938. وعن طريق تدمير الحواجز، منع الصينيون اليابانيين من الاستيلاء على شنشي، وسيشوان، وتشونجتشينج، وإن كان بتكلفة بشرية باهظة.

ولعل أحدث الأمثلة هو تدمير سد كاخوفكا، في يونيو 2023، الذي كان خاضعًا للسيطرة الروسية حينها، ما تسبب في فيضان غزير في مقاطعة خيرسون وأخّر الهجوم الأوكراني المضاد في المنطقة.

الخيارات الإسرائيلية

تطرق تقرير الشبكة الهندية إلى صفقة الأسلحة دقيقة التوجيه التي وافقت الإدارة الأمريكية على بيعها لتل أبيب في مايو الماضي. ويمتلك الجيش الإسرائيلي خيار استخدام قنابل “جي بي يو 28″ المعروفة بـ”خارقة التحصينات” ضد الأنفاق.

لكن إسقاط هذا النوع من القنابل ردًا على تفجير حماس لقنبلة لإحداث فيضان من مياه البحر قد يفاقم الوضع أكثر، ويزيد من حجم المناطق المغمورة بالمياه.

إجبار حماس على الخروج

بما أن القنابل الخارقة للتحصينات قد لا تكون خيارًا، قالت مصادر غير رسمية إن إسرائيل قد تضخ مادة كيميائية في شبكة أنفاق حماس لإخراج عناصر الحركة وتسهيل عملية إنقاذ الأسرى، وفق ما نقلت آسيا تايمز.

أنفاق غزة

أنفاق غزة

ورأى الدبلوماسي الأمريكي السابق، جيف جودسون، في مقال له بموقع ريل كلير ديفينس، أن إسرائيل قد تتجه إلى إغراق أنفاق حماس، عبر ضخ مياه البحر المتوسط مباشرة في فتحات الأنفاق، لإجبار عناصرها على الخروج، وتقليل الخسائر الإسرائيلية، وحل مشكلة التعامل مع حرب الأنفاق.

أفضلية لحماس

في تحليل نشره معهد الحرب الحديثة الشهر الماضي، رجح الباحث جون سبنسر أن تستخدم حماس شبكة أنفاقها بطريقة هجومية لشن هجمات مفاجئة، وتشمل التسلل خلف المواقع الإسرائيلية لمفاجأة القوات التي قد تكون غير مستعدة للقتال، وأن تستخدمها أيضًا بطريقة دفاعية للهرب من المراقبة والهجمات الإسرائيلية.

ولفت سبنسر إلى أن عُمق وحجم البنية التحتية للأنفاق يتجاوز قدرات إسرائيل المتخصصة، وأن النجاح في معركة الأنفاق سيعود في النهاية إلى تعامل المشاة والمهندسين بفاعلية مع المشكلات عند ظهورها.

وذكر الباحث أيضًا أن التضاريس ستُعقّد العثور على أنفاق حماس وتدميرها، وكذلك الحاجة إلى خليط من القدرات المعتمدة على المواقف، التي تتطلب وقتًا طويلًا لتطويرها.

ربما يعجبك أيضا