هل تخسر “الجزيرة” صديقتها إسرائيل؟

كتب – حسام عيد

تدرس الحكومة الإسرائيلية إغلاق مكتب قناة الجزيرة القطرية في تل أبيب تماشيًا مع قرارات اتخذتها عدد من الدول العربية بالإغلاق مكاتب القناة في عواصمها.

وترأس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الإثنين الموافق 12 يونيو الجاري، جلسة بمشاركة ممثلين عن وزارة الخارجية ومكتب الصحافة الحكومي وجهاز الأمن العام (الشاباك) لبحث إمكانية إغلاق المكتب.

ووجهت إسرائيل في الماضي انتقادات حادة إلى القناة القطرية بعد اتهامها بالانحياز إلى الفلسطينيين والموقف الفلسطيني.

الجزيرة صوت إسرائيل

محطة الجزيرة مسجلة رسميًا في إسرائيل ولديها مكتب في القدس المحتلة وطاقم من عشرات الصحفيين والموظفين في أقسامها، بما فيها المحطتان العربية والإنجليزية والقسم الإلكتروني.

وجاء إنشاء القناة في عام 1996 بدعم إسرائيلي وعلى رأسه ديفد كيمحي، وتقوم القناة بإيصال الصوت الإسرائيلي للمشاهد العربي وهي من جعلت هذا الحضور طبيعيًا وتفاعليًا في خطوة لم يسبق لها مثيل.

بوق دعاية “نازي”

على الرغم من أن إسرائيل لم تنضم رسميًا إلى المساعي الخليجية والعربية لعزل قطر، غير أن الحملة التي تُشن على قطر ربما شجعت رئيس الحكومة العبرية على المضي في هذا الاتجاه.

فمنذ فترة طويلة يتهم الإسرائيليون قناة الجزيرة بالتحامل ضد الدولة العبرية.

وشن وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان هجوما ضد القناة القطرية واصفا إياها بـ”بوق الدعاية” وأنها تسير على النسق “النازي”.

وقال ليبرمان: “الجزيرة ليست وسيلة إعلامية، وليست صحافة أصلا، بل هي مجرد بوق دعاية”.

وأضاف: “الجزيرة تقدم دعاية محرضة، أسوأ مما قدم في ألمانيا النازية أو روسيا السوفيتية”.

الجزيرة تتودد لعدم إغلاقها

رغم شكاوى إسرائيل من تحيّز الجزيرة، لكن القناة القطرية تعد من المنابر القليلة في العالم العربي التي تتيح الفرصة للمسؤولين الإسرائيليين للتوجه ومخاطبة الجمهور العربي.

وأكد وليد العمرى مدير مكتب قناة الجزيرة القطرية فى إسرائيل، أن الفضائية القطرية لم تحرض يومًا ضد تل أبيب، حتى يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لغلق مكاتب القناة.

ورفض العمري الادعاءات التي تتهم الجزيرة بالتحيّز، واتهم بالمقابل إسرائيل بشن حملة تحريضية، وأضاف “هذه ليست المرة الأولى التي يهاجموننا فيها”، وأَمِل أن “يسحبوا هذا التهديد”.

وقال “العمري” في تصريحات لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أمس الثلاثاء، إنه في حال اتخاذ إجراءات قانونية ضد الجزيرة لغلقها فإن إدارة القناة في الدوحة ستقدم التماسا للمحكمة العليا ضد الحكومة.

وأضاف مدير قناة الجزيزة القطرية”العمري” أن الجزيرة القناة الوحيدة العربية التي تسمح لمسئولين في الحكومة الإسرائيلية وكذلك من المعارضة ومن اليمين ومن اليسار أن يتحدثوا إليها، كاشفًا النقاب عن أن الجزيرة لم تمانع يوما في استضافة مستوطنين.

وأكد العمري أن بنيامين نتنياهو الذي يسعى لغلق القناة كان ضيفا عليها في عام 2009 عندما كان زعيمًا للمعارضة، وكان حينها إيهود أولمرت رئيسًا للوزراء.

ربما يعجبك أيضا