هل تدفع إصلاحات نتنياهو القضائية الجيش الإسرائيلي نحو التمرد؟

عمر رأفت
إصلاحات نتنياهو القضائية .. هل تضع الديمقراطية الإسرائيلية على حافة الهاوية؟

حالة فوران يشهدها الشارع الإسرائيلي اعتراضًا على إصلاحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القضائية، فهل يمتد شرار التظاهرات إلى الجيش الإسرائيلي دافعًا له نحو التمرد؟


تعيش إسرائيل حالة من الاضطرابات خلال الأيام الماضية، بعد خروج آلاف للتظاهر ضد الإصلاحات الحكومية القضائية، حسب ما أبرزت شبكة سكاي نيوز البريطانية.

وأضافت سكاي نيوز أن المتظاهرين كانوا يلوحون بالعلم الإسرائيلي ويعبرون عن غضبهم إزاء حزمة القرارات الخاصة بالإصلاحات القضائية المقترحة من الحكومة الإسرائيلية الجديدة، والتي يعتقد البعض أنها ستدمر الديمقراطية في بلادهم.

الديمقراطية الإسرائيلية مهددة

قالت إحدى المتظاهرات: “أريد حرية التعبير ودولة حرة، أريد حقوقًا متساوية لكل شخص من كل دين وجنسية”، في حين قال متظاهر آخر: “علينا الخروج والقتال، لأننا في اللحظات الأخيرة لإنقاذ النظام الديمقراطي الإسرائيلي”.

وذكرت سكاي نيوز، أن حجم الاحتجاجات التي وصفت بالسلمية، تزايدت خلال الأشهر القليلة الماضية، وامتدت إلى المدن في جميع أنحاء البلاد، وكان للعاصمة تل أبيب النصيب الأكبر من المتظاهرين.

وشملت التظاهرات، حسب ما أشارت إليه سكاي نيوز، جميع قطاعات المجتمع الإسرائيلي، يتخللها الغضب والخوف من حزمة القرار الخاصة بنتنياهو.

اقرأ أيضًا: نتنياهو يعرض الغاز على إيطاليا ويسعى لاعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل

نتنياهو

نتنياهو

إسرائيل منقسمة

أوضحت سكاي نيوز أنه من المقرر أن تحتفل إسرائيل بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيسها، وبدلًا من أن تحتفل البلاد بنجاح ديمقراطيتها، فإنها منفسمة في مشهد لم يحدث من قبل.

وقالت شبكة الأخبار البريطانية إنه بعد خمس انتخابات في أقل من ثلاث سنوات، أصبح لإسرائيل الآن حكومة ذات أغلبية مستقرة، ولكنها تعد الأكثر يمينية في تاريخ البلاد.

وأضافت أنه رغم أداء اليمين الدستورية قبل ثلاثة أشهر فقط، فإن الحكومة الجديدة تسرع في إجراء إصلاحات قضائية من خلال الكنيست الإسرائيلي، من شأنها أن تعزز التدخل في تعيينات القضاة، بما في ذلك قضاة المحكمة العليا.

نتنياهو

نتنياهو

إسرائيل بلا ضوابط أو توازنات

تسعى حكومة نتنياهو لتمرير حزمة القرارات الجديدة الخاصة بالقضاء بسبب تفضيل المحكمة العليا منعَ المزيد من التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وسعي اليمينيون لتمرير قوانين مثل الإعفاء من الخدمة العسكرية للشباب الذين يدرسون التوراة وغيرها من القوانين.

وقال الباحث في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، جاي لوري، في تصريحات لسكاي نيوز إن “بعض اليمينيين وضعوا بعض القوانين لتمريرها على جدول أعمالهم منذ سنوات، ويرون أن الفرصة مواتية لتمريرها الآن”.

وشدد الصحفي الإسرائيلي، أنشل بفيفر، في تصريحات لسكاي نيوز، على أن “افتقار إسرائيل إلى دستور مكتوب جعل المحكمة العليا الحامي الوحيد للحقوق المدنية والأقليات، وإضعافها سيترك إسرائيل بلا ضوابط وتوازنات حقيقية على سلطات الحكومة”.

تظاهرات - إسرائيل - نتنياهو - الإصلاحات القضائية

تظاهرات – إسرائيل – نتنياهو – الإصلاحات القضائية

معارضة الإصلاحات القضائية

عارض العديد من الشخصيات المعروفة في المجتمع الإسرائيلي تلك الإصلاحات، بما في ذلك رؤساء الوزراء السابقون، ورئيس المحكمة العليا السابق، وقادة سابقون في الجيش الإسرائيلي وجنود الاحتياط العسكريون وضباط المخابرات.

وأبرزت سكاي نيوز شعور المتظاهرين عندما أطلقت الشرطة الإسرائيلية خراطيم المياه وقنابل الصوت، وقالت إنهم صدموا من ردة الفعل، في حين أعرب كبار قادة المعارضة عن قلقهم، بل توقعوا أن يزداد الوضع سوءًا ويحدث بعض العنف خلال الأيام المقبلة.

وعاد لوري ليقول في تصريحات لسكاي نيوز: “أعتقد أن الحكومة بصفة عامة، تبدو غير مستعدة لتلك التظاهرات الموجودة في الشوارع الآن، وكانوا يعتقدون أن الشعب لا يبالي بما يقررونه”.

نتنياهو

نتنياهو

الاعتداء على سارة نتنياهو

وصل الأمر، حسب ما ذكرت سكاي نيوز، إلى هجوم المتظاهرين على زوجة نتنياهو سارة، وهي داخل صالون شعر فاخر في تل أبيب، وهتف المتظاهرون ضدها، قائلين: “البلد تحترق وسارة تقص شعرها”، ولم يلحق بها أي ضرر، واصطحبها الجنود الإسرائيليون إلى خارج الصالون.

ورد نتنياهو بصورة على تويتر له وهو يحتضن زوجته، وقال إن هذه الفوضى يجب أن تتوقف، بل إن بعض كتاب المقالات قالوا إن الحادثة من تدبير نتنياهو نفسه.

وقالت سكاي نيوز إن شركة الطيران الوطنية الإسرائيلية كانت لا تستطيع تعيين طاقم من الطيارين لرحلة نتنياهو الأخير لإيطاليا، ولكن جرى تدارك الأمر، وانسحبت المترجمة الإيطالية أيضًا التي كانت مرافقة لنتنياهو في الرحلة، وكتبت في منشور على فيسبوك أن أطفالها لن يسامحوها على ترجمة كلماته.

نتنياهو

نتنياهو

هجوم بن غفير

قالت سكاي نيوز إن موقف الشرطة الإسرائيلية صعب للغاية، ففي العلن تدعم الحق في الاحتجاج، ولكن الحكومة تحثها بنحو متزايد للتعامل بصرامة مع المتظاهرين، وتعرض قادة الشرطة لانتقادات لاذعة من وزير الأمن، إيتمار بن غفير، لاتباعهم نهجًا لينًا.

وذكرت شبكة الأخبار الأمريكية أن بن غفير حاول إقالة رئيس شرطة تل أبيب، ولكنه فشل في ذلك، وهذا التدخل من الوزير يوضح سبب سعي الحكومة المتشددة لإضعاف المحاكم.

وحزمة القرارات التي يسعى نتنياهو لتطبيقها تحظى باهتمام دولي كبير، وتحدث الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خلال مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، فبراير الماضي، مشيرًا إلى أن “الديمقراطية الإسرائيلية مثل الأمريكية، مبنية على مؤسسات قوية وعلى ضوابط وتوازنات وقضاء مستقل”.

نتنياهو

نتنياهو

الإصلاحات ستمر في نهاية الأمر

أشارت سكاي نيوز إلى أن نتنياهو يعتقد أن الإصلاحات ستمر في نهاية الأمر، ولديه الآن خياران، فإما أن يواصل المضي في الإصلاحات القضائية أو يوقفها مؤقتًا، للتوصل إلى اتفاق يرضي الأطراف المتنازعة.

وأضافت أن كلا الخيارين له عيوبه، فإذا أوقف حزمة الإصلاحات وانتهى به الأمر إلى إجباره على التراجع في أجزاء منها، فقد يواجه معارضة كبيرة داخل ائتلافه، وربما انهيار الحكومة.

وفي حال التمسك بسياسته، فقد تواجه الحكومة استقالات جماعية، وضربة كبيرة للاقتصاد، وسوف يسحب المستثمرون أموالهم من إسرائيل وسيتمرد بعض العناصر من الجيش.

ربما يعجبك أيضا