هل ترسل دول في «الناتو» قوات إلى أوكرانيا؟

آية سيد
هل ترسل دول في الناتو قوات إلى أوكرانيا؟

الأمين العام السابق لـ«الناتو» قال إن بعض دول الحلف قد ترسل قوات إلى أوكرانيا إذا لم تحصل كييف على ضمانات أمنية ملموسة.


صرح الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أندرس راسموسن، أن بعض دول الحلف قد ترسل قوات إلى أوكرانيا.

ولفت راسموسن إلى أن مجموعة من الدول مستعدة لنشر قواتها، في حالة أن الدول الأعضاء، ومنها الولايات المتحدة، لم تقدم ضمانات أمنية ملموسة إلى كييف، في قمة الحلف المقبلة بالعاصمة الليتوانية، ما أوردت عنه صحيفة الجارديان البريطانية.

تحرك فردي

قال راسموسن، يوم أمس الأول الأربعاء 7 يونيو 2023: “إذا لم يتفق الناتو على مسار واضح لأوكرانيا، توجد إمكانية واضحة لأن تتحرك بعض الدول بنحو فردي”، مشيرًا إلى أن بولندا منخرطة بشدة في تقديم المساعدات لأوكرانيا.

وأضاف: “لا أستبعد أن تشارك بولندا بنحو أقوى في هذا السياق، على أساس وطني، وأن تتبعها دول البلطيق، وقد يشمل هذا قوات على الأرض.. أعتقد أن البولنديين يفكرون بجدية في التدخل، وتشكيل ائتلاف من الراغبين إذا لم تحصل أوكرانيا على أي شيء في قمة فيلنيوس”.

اقرأ أيضًا| مناورات الناتو في بحر البلطيق.. رسالة إلى روسيا؟

أهمية الضمانات الأمنية

هل ترسل دول في الناتو قوات إلى أوكرانيا؟

الأمين العام السابق لحلف الناتو، أندرس راسموسن

حذر راسموسن من أنه لا ينبغي الاستخفاف بمشاعر البولنديين، وقال: “يشعر البولنديون أن أوروبا الغربية لم تستمع لتحذيراتهم، منذ فترة طويلة، بشأن العقلية الروسية الحقيقية”، مضيفًا أنه سيكون قانونيًّا تمامًا لأوكرانيا أن تطلب مثل هذه المساعدة العسكرية، حسب ما أوردته الجارديان.

وصرّح بأن بعض الدول قد ترى المخاطر هائلة، لدرجة إرسال قواتها، ما يعدّ تحذيرًا للدول بأن المخاطر، التي تشمل تهديد وحدة الناتو، لن تنشأ فقط من منح أوكرانيا مسارًا سريعًا للعضوية، أو ضمانات أمنية قوية. وقال إنه من الضروري أن تحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية مكتوبة، ويُفضل قبل قمة فيلنيوس، التي تنعقد 11 يوليو المقبل، لكن خارج إطار عمل الناتو.

ووفق الأمين العام السابق للناتو، يجب أن تغطي هذه الضمانات مشاركة المعلومات الاستخباراتية، والتدريب المشترك لأوكرانيا، والإنتاج المعزز للذخيرة، وقابلية التشغيل البيني للناتو، وإمداد أسلحة كافية لردع روسيا عن شن المزيد من الهجمات. ولفت إلى أن الزخم بدأ في التزايد خلف هذه الأفكار، بما في ذلك في فرنسا.

اقرأ أيضًا| الرئيس الفرنسي: أوكرانيا بحاجة إلى ضمانات أمنية واضحة بقمة الناتو

عضوية الناتو

أشارت الجارديان إلى أن راسموسن، الذي يعمل مستشارًا للرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، في ما يتعلق بمكانة البلاد في هيكل أمني أوروبي مستقبلي، كان في جولة في أوروبا والولايات المتحدة، لتقييم الحالة المزاجية المتغيرة، قبل قمة الناتو الحاسمة.

وحذر راسموسن من أنه حتى إذا قدمت بعض الدول ضمانات أمنية لأوكرانيا، فإن البعض الآخر لن يسمح بإبقاء مسألة عضوية كييف في الناتو، خارج أجندة قمة فيلنيوس. وقال: “بعض حلفاء الناتو قد يفضلون الضمانات الأمنية، لتجنب المناقشة الحقيقية لتطلعات أوكرانيا لعضوية الحلف. لكنني لا أعتقد أن هذا ممكنًا”.

وأضاف: “لقد تحدثت مع عدة قادة من دول أوروبا الشرقية، وتوجد مجموعة من الحلفاء المتشددين من شرق ووسط أوروبا يرغبون في رؤية مسار واضح لأوكرانيا باتجاه عضوية الناتو”.

ما موقف الناتو؟

جاءت تصريحات راسموسن، في وقت صرح فيه الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرج، بأن مسألة الضمانات الأمنية ستكون على أجندة قمة فيلنيوس، لكنه أضاف أن الناتو، بموجب المادة 5 من معاهدة واشنطن، يقدم الضمانات الأمنية الكاملة لأعضائه الكاملين فقط، وفق الجارديان.

أمين عام الناتو، ينس ستولتنبرج

أمين عام الناتو، ينس ستولتنبرج

وفي فعالية نظمها صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة في بروكسل، صرح ستولتنبرج بأن أوكرانيا لن تستطيع الانضمام إلى الناتو، ما دامت حربها مع روسيا مستمرة. وقال: “حصولها على العضوية وسط الحرب ليس مطروحًا على الأجندة. المسألة تتعلق بما يحدث عندما تنتهي الحرب”، حسب ما أوردت وكالة أنباء رويترز في 24 مايو 2023.

اقرأ أيضًا| الناتو في «سباق لوجيستيات» مع روسيا.. والصناعات الدفاعية للحلف تحت ضغط

خطورة الانتظار

من جهته، أشار راسموسن إلى أن التاريخ أظهر خطورة ترك أوكرانيا تنتظر عضوية الناتو إلى أجل غير مسمى. وإذا لم تُقدم الدعوة للعضوية في قمة فيلنيوس، يمكن الإشارة إلى تقديمها في قمة واشنطن العام المقبل.

وقال الأمين العام السابق للناتو إن مسار العضوية يجب أن يستبعد وضع شروط مسبقة، مثل خطة عمل لعضوية الناتو، لأن هذا لم يُطلب من السويد أو فنلندا كجزء من مسار العضوية.

وقال: “أي شيء أقل من هذا سيكون إحباطًا لأوكرانيا”. ورفض راسموسن فكرة أنه لا يمكن تقديم مسار للعضوية لأوكرانيا قبل نهاية الحرب، لافتًا إلى أن هذا سيقدم للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حق الفيتو.

ربما يعجبك أيضا