هل تستطيع الأمم المتحدة تحقيق «أهداف التنمية»؟

محمد النحاس

يوجد الكثير من العوائق تقف أمام سبيل تحقيق أهداف التنمية الـ17 الطموح.. ما أبرزها؟


تبدو القضايا المطوحة على طاولة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 78 كثيرة ومعقدة ربما أكثر من أي وقتٍ مضى.

وتفرض قضية أهداف التنمية المستدامة نفسها على القمة، التي تعقد بين 18 و26 سبتمبر 2023، فيمن بين قضايا أخرى كالحرب الروسية الأوكرانية، والتغيّر المناخي، وفيضانات ليبيا الكارثية، والانقلابات المتعددة بالقارة الإفريقية، وأزمة هايتي.

أهداف التنمية.. هل يمكن تحقيقها؟

استبعد خبير الشؤون الدولية، بهاء محمود، في حديث لشبكة رؤية الإخبارية، قدرة الجمعية على إحداث تغير يذكر في ما يتعلق بأهداف التنمية، التي من المقرر أن تستعرضها الجميعة في دروتها هذا العام تحت شعار “إعادة بناء الثقة وإحياء التضامن العالمي”، مفسرًا ذلك بأن المنظمة باتت “مسخرة لخدمة أهداف واشنطن إلى حدٍ بعيد” على حد وصفه.

اقرأ أيضًا|الأمم المتحدة تخاطب روسيا لإحياء اتفاق حبوب البحر الأسود

وتشمل أهداف التنمية المستدامة 17 هدفًا، جرى الاتفاق عليها سلفًا عام 2015، ومن بينها القضاء على الفقر والجوع عالميًّا، وضمان الوصول إلى مياه الشرب النظيفة، والمساواة بين الجنسين، والأمن الغذائي العالمي.

إعادة بناء الثقة

تساءل خبير التنمية في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية ومقره الولايات المتحدة، آلان نوام أنجر: “هل تسهم قمة أهداف التنمية هذه في إعادة بناء الثقة وإحياء التضامن العالمي كما وصفها شعار القمة؟”

وحذر من أن “التنافس الجيواستراتيجي والصعوبات الاقتصادية، يرجح أن تغطى على قضايا جوهرية أخرى مرتبطة بالتغير المناخي والتنمية”، وفق ما نقلت عنه «فرانس 24».

الحرب الروسية الأوكرانية

يحضر الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، القمة، وبطبيعة الحال سيحاول مجددًا حشد الدعم الدولي، وتسويق مخططه للسلام المكوّن من 10 نقاط، لكن من المرجح أن تحدث مواجهة مع روسيا، ما يهدد بتحوّل القمة لساحة من الخلاف والجدال، ومن ثمّ الابتعاد عن الأهداف الرئيسة.

وتطرق الخبير في الشؤون الدولية، بهاء محمود، إلى أن الجمعية، وبقيادة أمريكية، باتت منشغلة بإدانة روسيا، وإعادة اتفاق الحبوب، الذي وصفه بـ “المجحف لروسيا”، مردفًا “ليس من المنطقي فرض عقوبات على الروس، في حين يُطلب من موسكو أن تسمح لأوكرانيا بالتصدير وتحقيق مكاسب طائلة”.

غياب قادة بارزين

من المحتمل أن يضعف تأثير القمة، حقيقة أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سيكون الزعيم الوحيد الحاضر من بين الأعضاء الـ5 الدائمين بمجلس الأمن، وسيبقى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في باريس لعمل على معالجة الأوضاع المعقدة والمتدهورة في القارة الإفريقية، ويلتقي الملك البريطاني، تشارلز الثالث.

ولن يحضر أيضًا رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، وهو أمر غير معهود بالنسبة لبلاده، التي عادةً ما تحرص على الحضور في مثل هذه المناسبات، ويغيب كذلك الرئيسان، الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينج. ورغم غياب قادة بارزين، سيحضر القمة 140 رئيس دولة وحكومة، وعشرات الوزراء ونواب رؤساء الحوكمات، و نوّاب الرؤساء، لإلقاء الكلمة الخاصة ببلادهم.

خلافات عالمية

حسب التقرير الذي نشرته شبكة «سي إن إن» الأمريكية، فمن من المرجح أن تؤدي الخلافات العالمية والتنافس الجيوسياسي المحتدم إلى إبطاء أي فرص لإحراز تقدم في العديد من القضايا العالمية.

وتعتقد الدبلوماسية السويسرية، باسكال بايريسويل، أن التنافس المتزايد بين الولايات المتحدة والصين سينعكس صداه على القمة، ومن جانبها حثت منظمة هيومن رايتس ووتش الدول على عدم تشتيت انتباهها بالسياسة، لكن “إبقاء حقوق الإنسان في المقدمة والمركز خلال أحداث الأسبوع” حسب ما نقل تقرير الشبكة الأمريكية.

اقرأ أيضًا| الأمم المتحدة تكشف عن حصيلة جديدة لضحايا فيضانات ليبيا

ربما يعجبك أيضا