هل تستطيع هاريس هزيمة ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

هل تصبح هاريس خليفة بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

شيرين صبحي
كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن

صارت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، مصدر قلق للجهات المتبرعة للحزب الجمهوري في الوقت الذي بدأ فيه عدد من كبار الشخصيات في الحزب الديمقراطي في الاصطفاف خلفها.

ويقول ديمقراطيون بارزون إن هاريس ستكون الخليفة الطبيعي للرئيس جو بايدن إذا رضخ للضغوط المتزايدة وتخلى عن ترشيح الحزب الديمقراطي له في الانتخابات المقررة في نوفمبر من العام الحالي، وفق وكالة رويترز، اليوم الأحد 7 يوليو 2024.

أول رئيسة أمريكية

الآن يتساءل المتبرعون والناشطون والمسؤولون في الحزب الديمقراطي: هل لدى هاريس فرصة أفضل من بايدن للتغلب على الرئيس السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب؟

إذا أصبحت هاريس (59 عامًا)، وهي عضو سابق بمجلس الشيوخ الأمريكي وسبق أن شغلت منصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، مرشحة الحزب الديمقراطي وفازت في انتخابات الخامس من نوفمبر، ستكون أول رئيسة في تاريخ الولايات المتحدة. وهاريس حاليا هي أول أمريكية من أصل أفريقي وآسيوي تشغل منصب نائب الرئيس.

كامالا هاريس

تولت هاريس عملها في البيت الأبيض قبل ثلاث سنوات ونصف السنة، واتسمت تلك الفترة ببداية باهتة لاضطلاعها بمهام منصبها وإحلال موظفين بآخرين والتبكير بتولي مهام سياسية، منها ملف الهجرة من أمريكا الوسطى الذي لم يتحقق فيه الكثير من النجاح.

وخلال العام الماضي عبر كثيرون داخل البيت الأبيض وفريق حملة بايدن بشكل خاص عن قلقهم من أن تمثل هاريس عائقا أمام نشاط الحملة لكن، وفقا لمسؤولين ديمقراطيين، تغير الوضع بشكل كبير منذ ذلك الحين إذ تحركت هاريس في ملف حقوق الإجهاض وبدأت في التودد إلى الناخبين الشبان.

تأييد هاريس باستطلاعات الرأي

تشير استطلاعات رأي حديثة إلى أن أداء هاريس يمكن أن يكون أفضل من بايدن في مواجهة المرشح الجمهوري ترامب، غير أنها ستواجه منافسة شديدة.

وأظهر استطلاع أجرته شبكة “سي.إن.إن” ونشرت نتائجه في 2 يوليو أن الناخبين يفضلون ترامب على بايدن بست نقاط مئوية وبنسبة 49 % مقابل 43 %. كما كان التأييد لهاريس بنسبة 45 % مقابل 47 % لترامب، وهو فارق يدخل ضمن هامش الخطأ في الاستطلاع.

وأظهر الاستطلاع كذلك أن التأييد لهاريس من المستقلين بلغ 43 % مقابل 40 % لترامب، كما أن الناخبين المعتدلين من كلا الحزبين أيدوها بنسبة 51 % مقابل 39 % لترامب. كما أظهر استطلاع أجرته رويترز بعد المناظرة التلفزيونية التي جرت الأسبوع الماضي بين ترامب وبايدن، الذي تعثر خلالها، أن هاريس وترامب متعادلان تقريبًا إذ أيدها 42 % وأيده 43 %.

ميشيل أوباما الأفضل

كانت السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما، التي لم تعبر قط عن أي اهتمام بدخول السباق الرئاسي، هي الشخصية الوحيدة التي حصلت على نتائج أعلى بين البدائل المحتملة لبايدن.

ويظهر استطلاع داخلي نشرته حملة بايدن بعد المناظرة أن هاريس لديها نفس فرص فوز بايدن على ترامب إذ قال 45 % من الناخبين إنهم سيصوتون لها مقابل 48 % لترامب.

المنافس الديمقراطي الأفضل

قال ديمقراطيون مؤثرون إن هاريس ستكون المنافس الديمقراطي الأفضل إذا اختار بايدن التنحي. ومن هؤلاء النائب جيم كلايبرن، الرجل الذي كان سببا رئيسيا في فوز بايدن عام 2020، والنائب جريجوري ميكس، عضو الكونجرس عن نيويورك وكذلك العضو البارز في كتلة السود بالكونجرس، والنائبة الديمقراطية عن بنسلفانيا سمر لي.

وقال أحد المساعدين في الكونجرس إن زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز تحدث برأي مماثل إلى زملائه.

وقال اثنان من المتبرعين للحزب الجمهوري لرويترز إنهما يأخذان مسألة ترشح هاريس على محمل الجد وإنهما يفضلان أن يواجه ترامب بايدن بدلا منها.

بايدن غير كفء

قالت بولين لي، وهي إحدى جامعات التبرعات لترامب في نيفادا بعد مناظرة 27 يونيو “أفضل أن يظل بايدن في السباق” لا أن تحل هاريس محله، معبرة عن اعتقادها بأن بايدن أثبت أنه “غير كفء”.

وبدأ البعض في وول ستريت، وهو مركز مهم لجمع التبرعات للحزب الديمقراطي، في التعبير بالإدلاء بآرائهم حول المرشح المفضل.

الانتخابات الأمريكية 2024

قال سونو فارجيز، الخبير الاستراتيجي لدى شركة الخدمات المالية كارسون جروب، “بايدن يتخلف عن ترامب بالفعل، ومن غير المرجح أن يتمكن من سد هذه الفجوة بالنظر إلى وضع حملته حاليا. وسيؤدي وجود نائبة الرئيس هاريس على الأرجح إلى تحسين احتمالات سيطرة الديمقراطيين على البيت الأبيض”. وأضاف “من المحتمل أن تكون فرصها أفضل من فرص بايدن في هذه المرحلة”.

وينظر غالبية الأمريكيين إلى هاريس نظرة سلبية مثلما ينظرون إلى بايدن وترامب.

ووجد استطلاع أجرته مؤسسة فايف ثيرتي إيت أن 37.1 % من الناخبين يؤيدون هاريس مقابل معارضة 49.6 % وأن 36.9 % يؤيدون بايدن مقابل 57.1 % في حين حصل ترامب على نسبة تأييد38.6 % مقابل 53.6 %.

النساء والسود وأنصار غزة

منذ أن ألغت المحكمة العليا الحق الدستوري للنساء في الإجهاض في 2022، أصبحت هاريس الصوت الأبرز في إدارة بايدن بشأن حقوق الإنجاب وهو ملف يراهن عليه الديمقراطيون لمساعدتهم في الفوز في انتخابات 2024.

يعتقد بعض الديمقراطيين أن هاريس بمقدورها أن تبث الحماس لدى المجموعات ذات الميول الديمقراطية التي تراجع حماسها لبايدن بما يشمل الناخبين السود والشبان ومن لا يوافقون على طريقة تعامل بايدن مع الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

موقف هاريس من أزمة غزة

قال تيم ريان عضو الكونجرس الديمقراطي السابق من ولاية أوهايو في مقال رأي نشر مؤخرا “ستبث الحماس لدى الأعضاء من السود وأصحاب البشرة السمراء ومن تعود أصولهم لمنطقة آسيا والهادي في تحالفنا.. ستجتذب على الفور المحبطين من الشبان في بلادنا ليعودوا للمشهد”.

وأضاف أنه يعتقد أن النساء المقيمات في الضواحي قد يكن أكثر ارتياحا لهاريس مقارنة بترامب أو بايدن.

أما استراتيجية هاريس العلنية تجاه إسرائيل بصفتها نائبة للرئيس، فهي متطابقة مع بايدن لكنها كانت أول شخصية سياسية بارزة في الحكومة الأمريكية تدعو لوقف إطلاق النار في مارس.

ربما يعجبك أيضا