هل تسعى إسرائيل لجر الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران؟

محمد النحاس

يمكن أن تنطبق عدة تكهنات محتملة على دوافع إسرائيل في مهاجمة القنصلية الإيرانية في دمشق، فربما اعتبرت  إسرائيل بداية أن الهجوم ليس سوى عملية أخرى في حملة القصف الجوي المستمرة منذ سنوات ضد أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، وقد ينظر المرء -حسب التحليل- إلى الهجوم باعتباره مظهراً آخر للغضب الخارج عن السيطرة في تل أبيب والذي تبنته إسرائيل منذ عملية حماس في 7 أكتوبر.


توقعت مجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية، في تحليل لها، أن إيران سترد على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قنصليتها في دمشق.

غير أن المجلة الأمريكية ترى أن تحديد كيفية الرد لا يقل صعوبةً عن القرارات التي قد يتخذها المسؤولون في طهران، إذ يحاولون تحقيق التوازن بين عدة اعتبارات مُتضاربة تثقل كاهلهم.

أبعاد الهجوم

في ظل كافة التعقيدات التي يراها التحليل، فإن كل ما يمكن قوله “بكل ثقة” هو أن الرد الإيراني سيكون في الوقت والمكان اللذان تحددهما طهران، وفق التحليل المنشور اليوم الجمعة 5 إبريل 2024.

على الجانب الآخر، يمكن أن تنطبق عدة تكهنات محتملة على دوافع إسرائيل في مهاجمة القنصلية الإيرانية في دمشق، فربما اعتبرت  إسرائيل بداية أن الهجوم ليس سوى عملية أخرى في حملة القصف الجوي المستمرة منذ سنوات ضد أهداف مرتبطة بإيران في سوريا. 

وقد ينظر المرء – حسب التحليل – إلى الهجوم باعتباره مظهرًا آخر للغضب الخارج عن السيطرة في تل أبيب، والذي تبنته إسرائيل منذ عملية حماس في 7 أكتوبر.

تجاهل دروس 11 سبتمبر

هذا هو النوع من الضربات “الضارة” هو الذي حذر منه بايدن عندما أخبر الإسرائيليين في أكتوبر الماضي أن الأمريكيين يتفهمون “صدمتهم وألمهم وغضبهم”، ولكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة “ارتكبت أخطاءً” وسط غضبها بعد أحداث 11 سبتمبر، في إشارة غير مباشرة إلى شن حرب هجومية ضد العراق، البلد الذي لا علاقة له بهجوم 11 سبتمبر، في دعوة لإسرائيل للتعلم من هذا الدرس.

وفق التحليل، كان الهجوم جزءًا من محاولة الخروج من المأزق الذي وقعت فيه تل أبيب بسبب هدفها المعلن المتمثل في “تدمير حماس”، الذي تبين أنه بات بعيد المنال، وعزلة إسرائيل العالمية بسبب جرائمها في غزة.

ورغم تراجع الدعم الأمريكي التلقائي بشكل واضح بالنسبة لنتنياهو، فإن تصعيد الحرب وتوسيع نطاقها، بقدر ما يعني ذلك أيضًا استمرارها إلى أجل غير مسمى، هو أيضًا أمله الوحيد الواضح لتفادي الصعوبات السياسية والقانونية التي يواجهها.

محاولة لدفع إيران للحرب

وفق التحليل، فإن التصعيد الإسرائيلي هو وسيلة مقصودة للخروج من الطريق المسدود في غزة، والدافع الرئيس هو استفزاز إيران للرد.

وحال وقوع الرد، قد تنجر الولايات المتحدة إلى صراع إسرائيلي إيراني من خلال المطالب السياسية داخل الولايات المتحدة بأن تتصرف واشنطن بشكل مباشرة للدفاع عن “حليفتنا إسرائيل”، أو التدخل الأمريكي حال شمل الرد الإيراني أهدافًا أمريكية.

ما الحل بالنسبة للولايات المتحدة؟

يرى التحليل أن الحرب مع إيران ستكون ضارة للغاية بمصالح الولايات المتحدة لأسباب عديدة، بما في ذلك التكاليف البشرية والمادية المباشرة، وتعطيل النشاط الاقتصادي الذي يؤثر على الأمريكيين، ناهيك عن تصاعد الاستياء الخارجي الذي قد يؤدي إلى المزيد من الأعمال العنيفة، وتدمير مسارات الدبلوماسية.

ختامًا يؤكد التحليل أن تجنب مثل هذه الحرب لا يتطلب حنكة سياسية في التعامل مع الأزمات فحسب، بل يتطلب أيضًا ابتعادًا استراتيجيًا عن العلاقة مع إسرائيل التي أوصلت الولايات المتحدة إلى وضعها الحالي “المعقد والخطير”.

ربما يعجبك أيضا