هل تسعى إيران للحصول على أي مكاسب مقابل عدم ضرب إسرائيل؟

هل تمحي إيران الخطوط الحمراء من أجل إسرائيل؟.. مفاوضات سرية خلف الكواليس

أحمد الحفيظ
اسماعيل هنية

لم يكن اغتيال إسماعيل هنية داخل إيران، مجرد ضربة لحركة حماس، بل كان أيضًا تحديًا مباشرًا للسيادة الإيرانية.

إيران التي تُعتبر أحد أكبر داعمي حماس، وجدت نفسها في موقف يستدعي رد فعل قوي، معتبرة أن الهجوم تجاوز الخطوط الحمراء واعتداء على أرضها وشعبها، لكن هناك تساؤلات لماذا تأخر الرد؟

مفاوضات خلف الكواليس

بحسب صحيفة “مونت كارلو” في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء 13 أغسطس 2024، فإنه في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة التوترات، بدأت مفاوضات سرية تهدف إلى احتواء الوضع ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.

يشير التقرير إلى أن هناك عرضًا قدم لإيران لوقف التصعيد مقابل التزام إسرائيلي بوقف إطلاق النار في غزة التي تشهد تصعيدًا مستمرًا منذ 10 أشهر، وتعاني من أزمة إنسانية خانقة بسبب الحصار والعمليات العسكرية المستمرة.

هل يمكن لإيران التغاضي عن الرد؟

السؤال الآن هو: هل يمكن لإيران أن تتغاضى عن الرد على اغتيال هنية إذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة؟ الإجابة على هذا السؤال معقدة، وتعتمد على عدة عوامل.

من ناحية، إيران ترى في دعم المقاومة الفلسطينية جزءًا من سياستها الاستراتيجية ضد إسرائيل، والتغاضي عن الرد قد يُنظر إليه كضعف أو تراجع في موقفها، ومن ناحية أخرى، فإن الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل قد يؤدي إلى تصعيد أوسع لا يخدم مصالح إيران، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها داخليًا وخارجيًا.

إيران قد ترى في وقف إطلاق النار في غزة فرصة لتحقيق مكاسب سياسية، خاصة إذا كان هذا الاتفاق يتضمن تخفيف الحصار وتحسين الظروف الإنسانية في القطاع.

مبرر لعدم الرد

في هذا السياق، قد تجد إيران مبررًا لتهدئة الموقف، مع الاحتفاظ بحق الرد في وقت لاحق أو من خلال وسائل غير مباشرة مثل دعم عمليات محدودة ضد المصالح الإسرائيلية في المنطقة.

قرار إيران بالتغاضي عن الرد أو التصعيد سيكون له تداعيات كبيرة على الساحة الدولية، إذا اختارت إيران التهدئة، فقد يُفسر ذلك كخطوة نحو حل دبلوماسي أكبر للصراع في المنطقة.

أما إذا قررت الرد، فقد يؤدي ذلك إلى تصعيد شامل يهدد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، ويزيد من تعقيد العلاقات بين إيران والدول الكبرى، التي تسعى لاحتواء التوترات في المنطقة.

ربما يعجبك أيضا