هل تشعل «عرين الأسود» فتيل الانتفاضة الثالثة؟

ضياء غنيم
شعار "عرين الأسود"

الإعلان الفعلي عن مجموعة "عرين الأسود"، الوكالة، جاء في 2 سبتمبر 2022 بحفل تأبين المؤسس محمد العزيزي (23 عامًا) والمعروف بأبوصالح ورفيقه عبدالرحمن صُبح، الذي تلقبه المجموعة بـ"أسد الاشتباكات".


مع تزايد هجمات الاحتلال الإسرائيلي على مدن ومناطق الضفة الغربية، لمواجهة تسلل المسلحين إلى الداخل، برزت مجموعة “عرين الأسود” كبديل شعبي غير مسيس.

والمجموعة التي ظهرت في نابلس، تثبت الفشل في القضاء على المقاومة الشعبية في مدن الضفة، باستهداف رموز الفصائل المسلحة بالقتل والاعتقال، فما هذه المجموعة؟ وكيف تعزز إسرائيل شرعيتها في الشارع الفلسطيني؟

شرارة الغضب

ردًّا على الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة، نشأت بؤر توتر دائمة ومجموعات مسلحة غير مسيسة بمسميات “كتيبة جنين”، و”كتيبة طولكرم”، و”كتيبة طوباس”، إلى أن ظهرت مجموعات “عرين الأسود” وقلبت المعادلة في نابلس. ولا يوجد تاريخ محدد لتكوين هذه المجموعات.

ولكنها ظهرت بفعل الغضب والإحباط من الفصائل السياسية وجمود عملية السلام، منذ 8 فبراير الماضي، فاشتبك شبان فلسطينيون أبرزوا دورهم كحماة للمدن مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفرت عن مقتل محمد الدخيل وأشرف مبسلط وأدهم مبروكة، وظهرت “كتيبة نابلس” على غرار “كتيبة جنين”، حسب “وكالة سما الإخبارية“.

 كيف ظهرت «عرين الأسود»؟

الإعلان الفعلي عن مجموعة “عرين الأسود”، بحسب الوكالة، جاء في 2 سبتمبر 2022 بحفل تأبين المؤسس محمد العزيزي (23 عامًا) والمعروف بأبوصالح ورفيقه عبدالرحمن صُبح، الذي تلقبه المجموعة بـ”أسد الاشتباكات”، بعد 40 يومًا من مقتلهما خلال اشتباك مع قوات إسرائيلية في البلدة القديمة.

وسعت المجموعات لترسيخ حضورها في الشارع الفلسطيني، بإعلان ميثاق وشعار يتضمنان رموزًا وطنية ودينية، شملت قبة الصخرة وأمامها فتى فلسطيني يحمل الحجار، ويغلف الشعار بندقيتان متقاطعتان تعلوان المسجد.

تحريك الشارع

استخدمت “عرين الأسود” وسائل التواصل الاجتماعي للدعوة إلى فعاليات المجموعة والحث على التظاهر واستجاب سكان المدينة لندائهم. وبالفعل تجمع الناس فوق أسطح العمارات، وارتفعت الأصوات بالتكبير منتصف ليل 17 أكتوبر 2022، حسب وكالة معًا الإخبارية.

ومع تضييق سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إعلام الحركة في وسائل التواصل الاجتماعي عبر غلق صفحاتها، اتجهت إلى إصدار بيانات وإعلاناتها الرسمية عبر تطبيق تليجرام الروسي، فيتابع قناتهم على التطبيق نحو 130 ألف فلسطيني، حسب موقع “بي بي سي عربي”.

محاولات احتواء المخاطر

باتت “عرين الأسود” التحدي الأبرز للاحتلال الإسرائيلي في مدن الضفة الغربية خاصة مع دعواتها إلى انضمام مدن أخرى إليها وسعيها لتجنيد المزيد من الفصائل، ورفضت عرضًا أيضًا بإلقاء السلاح مقابل دمجها في الأجهزة الأمنية الفلسطينية في محاولة لاحتوائها من السلطة وتفادي العقاب الجماعي لسكان نابلس عبر فرض الحصار.

وبينما رفضت أي محاولات لاحتواء ونفت صلتها بأي دعوات للتبرع المالي لأنشطتها، يدرس قادة الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد مواقع محددة تستهدف القضاء على المجموعة، عبر اجتياح عسكري واسع وتغطية جوية من الطيران المسير، حسب موقع قناة “الشرق” للأخبار.

الهيكل القيادي لمجموعة «عرين الأسود»

فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي طوقًا أمنيًّا على المدينة، منذ الأسبوع الماضي بعد مقتل الرقيب عيدو باروخ قرب مستوطنة شابي شومرون القريبة من نابلس في 11 أكتوبر 2022، وترجح سلطات الاحتلال الإسرائيلي أن يتراوح عدد عناصر المجموعة بين 30 و50 فردًا، حسب صحيفة “الشرق الأوسط“.

ولكن موقع “فلسطين أونلاين” قال إن القيادي بكتائب شهداء الأقصى إبراهيم النابلسي، الذي اغتيل في نابلس، ضمن الهرم القيادي لـ”عرين الأسود”، بجانب الأسير سلمان عمران والمحتجز لدى السلطة الفلسطينية مصعب أشتية، وأطلقت، الشهر الحالي، عملياتها الأخيرة تحت مسمى “ربيع الغضب”، وقاومت عمليات اقتحام المستوطنين قبر يوسف.

ربما يعجبك أيضا