هل تصبح العملات ملاذًا للمستثمرين بعد تراجع سوق السندات الأمريكية؟

سارة كريم

كان الذهب ملاذاً للباحثين عن الأمان، غير أنَّه بعيد عن مستوى التحوط الكامل.


السياسة التقشفية التي ينوي الاحتياطي الفيدرالي اتباعها، فضلاً عن دلائل نقص السيولة في سوق السندات، سيؤديان إلى ضعف موقف سندات الخزانة الأمريكية باعتبارها ملاذاً يعتمد عليه المستثمرون.

في وقت يبحث فيه المستثمرون عن أصول يحتمل أن تكون آمنة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية حول أوكرانيا، ويعد اليوان الصيني الخارجي واحداً من الطرق البديلة التي لجأ إليها بعضهم، في حين أُغرم آخرون بعقود الخيارات على الين الياباني، كما يظل الذهب بالطبع هو الملاذ الأزلي.

اليوان الصيني

العملة الصينية هي من أقوى العملات أداء في آسيا، في عام انخفض فيه مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة تجاوزت 8%، كما أنَّ تقلب سعرها في ثلاثة أشهر يقل عن 4%، وينخفض كثيراً عن معظم العملات الكبرى.

وخلافاً لكثير من الأسواق المتقدمة؛ تقدّم العملة الصينية بالفعل أسعار فائدة تتجاوز 2%، موفرة بعض الحماية ضد موجات الهبوط في الأسواق التي تزداد فيها المضاربة، وكذلك ضد ذلك النوع من مخاطر سعر الفائدة التي تواجه كثيرًا من المستثمرين في الولايات المتحدة.

السوق الصينية تميل نحو السياسة التوسعية

تنفرد أسواق الصين في ميلها نحو سياسة توسعية، رغم ارتفاع الفائدة في مختلف أنحاء العالم لمواجهة التضخم العالمي، كما تبدو فيها ضغوط أسعار المستهلك تحت السيطرة نسبياً.

رغم ذلك ومع حفاظ البنك المركزي على سياسة احتوائية أيضًا، فإن اليوان الصيني الخارجي قد اقترب من أعلى مستوياته أمام الدولار فيما يقرب من 4 سنوات.

الين الياباني

يعد الين أحد الملاذات التقليدية لمستثمري أسواق العملة، ورغم أنَّ أداء العملة اليابانية في سوق التداول الفوري هذا العام لا يبدو من الوهلة الأولى متميزاً بأي درجة؛ فإن حركة الاستثمار في سوق عقود الخيارات تشير إلى أنَّ المستثمرين يعدونها نوعاً من التأمين.

أداء الين في التعاملات الفورية دفاعياً وسط صعود عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وارتفاع أسعار السلع الأولية، أدى إلى تحول حركة أسعار الخيارات بصورة ملحوظة لصالح العملة اليابانية في أواخر شهر نوفمبر الماضي مباشرة بعد انتشار سلالة أوميكرون من فيروس كورونا، ومع إعلان مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي عن قلق متزايد إزاء مستوى التضخم.

الملاذ الأمن

صعدت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها منذ يونيو 2021 مع زيادة التوترات الجيوسياسية حول أوكرانيا، وتجاوز مؤشر التضخم في أسعار المستهلك المستوى المتوقَّع في الاقتصادات الرئيسية المتقدمة. وربما تسبّبت زيادة هذه المخاوف أيضاً في استمرار زيادة أسعاره.

فشهدت الأسابيع الأخيرة التي اتسمت بتجنّب المخاطرة تحول المعدن النفيس مرة أخرى إلى الارتباط السلبي بحركة الأصول الأخرى مثل الأسهم الأمريكية، وذلك بعد أن كانت حركته منذ بداية 2022 تسير مع تلك الأصول في الاتجاه نفسه.

الذهب يرتبط بالدولار الأمريكي

كان استنتاج تجار العملة الرئيسي أنَّ قوة الذهب ترتبط تاريخياً بضعف الدولار الأمريكي، رغم أنَّ هذا الارتباط العكسي قد تراجع نوعاً ما عندما، فإنه بلغ أعلى مستوى له في أكثر من 10 سنوات في منتصف 2021.

ربما يعجبك أيضا