هل تعود الرحلات الجوية إلى الصين بعد إلغاء الحجر الصحي؟

أعلنت الصين أن الزائرين لن يكونوا في حاجة إلى دخول الحجر الصحي، عند وصولهم إلى البر الرئيس للبلاد.

وحسب ما نقلته شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية، يوم الاثنين 26 ديسمبر 2022، يأتي هذا التحول في أعقاب إنهاء الصين لسياسة “صفر كوفيد” الأكثر تقييدًا، التي فرضتها منذ ما يقرب من 3 سنوات، لمكافحة فيروس كورنا المستجد.

إلغاء الحجر الصحي

حسب الشبكة الأمريكية، اضطر المسافرون إلى الصين لدخول الحجر الصحي، منذ مارس 2020، في فنادق مخصصة لذلك، ولمدة 14 يومًا، إلا أن فترات الحجر كان يمكن أن تمتد لـ21 يومًا وأكثر لبعضهم، قبل أن تبدأ الصين في خفض أوقات الحجر الصحي هذا الصيف.

وقالت لجنة الصحة الوطنية الصينية إن السلطات ستتوقف عن تتبع المخالطين لمرضى كوفيد-19،  بدءًا من 8 يناير 2022، وكذلك ستلغي العمل بتحديد المناطق الخطرة لكوفيد، وإلغاء الإجراءات التي أبطأت استيراد البضائع.

شهادة سلبية كوفيد

أعلنت اللجنة الصحية الصينية أن المسافرين إلى بكين سيكونون في حاجة لإظهار شهادة تثبت سلبية الإصابة بفيروس كورونا قبل 48 ساعة من دخولهم البلاد، ولن يتعين عليهم التقدم للحصول على إذن بالإفراج الصحي بعد الآن، لكن سيظل عليهم ارتداء أقنعة الوجه.

وتباطأ نمو الاقتصاد الصيني، هذا العام، على إثر ضوابط كوفيد الصارمة، التي تسببت في إغلاق مدينة شنجهاي وأجزاء أخرى من البلاد لشهرين، وفي الوقت نفسه، ارتفعت الإصابات المحلية، بعدما أنهت بكين إجراءات الإغلاق، ما ضغط على نظام الصحة العامة المرهق بالفعل.

المزيد من الرحلات الجوية

وفق شبكة “سي إن بي سي”، أدى الإغلاق والإجراءات الصينية المتعلقة بالحجر الصحي إلى صعوبة جلب الموظفين والمديرين التنفيذيين وفنيي المصانع، في حين قال رئيس غرفة التجارة الأمريكية في الصين، مايكل هارت، الأسبوع الماضي: “إن مجرد إلغاء الحجر الصحي لا يعني أن الخروج والدخول إلى الصين سيكون سهلًا.”

وأضاف هارت: “لا أعتقد أن شركات الطيران الأمريكية أو شركات النقل الدولية ستعود على الفور إلى طبيعتها، لأن تلك الطائرات تسير بالفعل في مسارات أخرى، قد يكون الأمر مختلفًا مع شركات الطيران الصينية، لأن رحلاتها قلّت بقدر ملحوظ.”

عدد رحلات أقل

ذكرت الصين أن عدد الرحلات عبر مطاراتها الدولية، خلال عام 2019، بلغ 670 مليون رحلة داخل وخارج البلاد، وانخفض العدد إلى 128 مليون رحلة عام 2021، وفقًا لإدارة الهجرة الوطنية، في حين قالت حكومة بكين إنها ستحسن ترتيبات التأشيرة للأجانب لدخول البلاد، لاستئناف العمل والدراسة.

وقالت “سي إن بي سي” إن المواطنين الصينيين سيستأنفون السفر إلى الخارج بطريقة طبيعية ومنتظمة، بعد أن منعت الصين مواطنيها خلال الجائحة من إصدار جوازات السفر أو مغادرة البلاد، ما لم يكن لديهم هدفًا واضحًا أو للأعمال التجارية.

احتجاجات

ذكرت جريدة “نيويورك تايمز“، ، يوم 26 ديسمبر، أن الحريق الذي حدث في نوفمبر الماضي، وأدى إلى مقتل 10 أشخاص في منطقة شينجيانج، شكك الكثير من المواطنين في أن إجراءات الإغلاق أعاقت جهود إنقاذهم، كان أحد أسباب اندلاع الاحتجاجات ضد قيوم كوفيد في جميع أنحاء البلاد.

وقال الزميل البارز للصحة العالمية في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، يانتشونج هوانج، إن الإجراءات التي طبقتها الصين لا ترقى حتى الآن إلى فتح حدودها، خاصة في ظل وجود الكثير من التفاصيل غير الواضحة، فلم توضح الحكومة متى تستأنف إصدار التأشيرات السياحية، أو عدد الرحلات الجوية.

مليون حالة إصابة

قال مسؤول الصحة في مقاطعة تشجيانج إن السلطات سجلت مليون حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا بالمقاطعة، وأشار إلى أنه يشعر بالقلق من السرعة الكبيرة التي تحركت بها الحكومة للتخلي عن سياسة الإغلاق.

ونوه بأنه يخشى من أن تكون استراتيجية التخفيف، التي من المفترض أن تركز على كبار السن والضعفاء، ستنزل إلى المرتبة الثانية، في حين استقبل مواطنون صينيون خبر التراجع عن “صفر كوفيد” بمزيج من عدم التصديق والبهجة، واحتفل طلاب بالخارج بقدرتهم أخيرًا على العودة إلى البلاد.