هل تغامر طهران وتحتل السفارة الأمريكية في العراق

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

صحيفة كيهان الإيرانية التي تمثل واحدة من أبواق مؤسسة المرشد الأعلى في إيران، وكثيرا ما تحمل تهديداتها جدية، سيما تجاه العالم العربي عبر المليشيات الموالية لإيران؛ وصفت الاحتجاجات العراقية بـ”الفتنة”، مؤكدة على رواية السلطات العراقية حول الاحتجاجات عن “وجود مندسين من داعش والبلطجية والمجرمين بين المتظاهرين”، دون التطرق إلى عدد الضحايا والمصابين بين المحتجين أو شعاراتهم، بل وزادت الصحيفة في اتهاماتها ضد المحتجين حيث وصفت المتظاهرين بأنهم يتلقون دعمًا من “الولايات المتحدة والدول الخليجية”.

دعوة لاحتلال السفارة الأمريكية

ما زالت رواية احتلال السفارة الأمريكية في طهران إبان ثورة 1979م، تسيطر على خيال ممثل المرشد الأعلى، حسين شريعتمداري، في صحيفة “كيهان”، الذي دعا يوم السبت 5 أكتوبر 2019، المحتجين العراقيين إلى احتلال السفارة الأميركية. وكأنه يستدعي الحادثة الإيرانية، ويظن أن الشعب العراقي هو نفسه الشعب الإيراني، وأن احتلال السفارة الأمريكية سيغلق الدولة على نظام حكم الملالي كم حدث في إيران بعد ثورة 1979م.

فكتب آنذاك: من الواضح أن هناك تواجدًا من العناصر الأميرکية، في الاضطرابات العراقية الأخيرة، ويجب على المواطنين احتلال “وكر التجسس” الأميركي.

واليوم الأربعاء 30 أكتوبر 2019، كرر شريعتمداري، نفس تلك الدعوة عبر صحيفته كيهان، قائلًا: إن الاحتجاجات الدامیة في العراق ضد الفساد وعدم كفاءة الحکومة تديرها أميرکا. ومن المتوقع أن تقوم الجماهير الضخمة من الشباب العراقي المؤمن والثوري، والذي یعد “الحشد الشعبي” أحد رموزها، أن تقوم بـ “احتلال” سفارة الولايات المتحدة .

يذكر، أن الخارجية الإيرانية أمس الثلاثاء 29 أكتوبر 2019، دعت المواطنين وزوار العتبات إلى تأجيل سفرهم إلى العراق حتى إشعار آخر، بسبب الاضطرابات الأخيرة.

وفي وقت سابق، حذر البيت الأبيض إيران من تحريك مليشياتها الشيعية ضد المصالح الأمريكية في العراق، فقال: سنعتبر إیران مسؤولة عن أي هجوم على المراكز الأمريكية وإلحاق الضرر بأفرادنا أو مبانینا. وسوف تتصرف أمريكا بحزم وسرعة للدفاع عن حياة الأميركيين.

وكانت شبكة روسيا اليوم، قد كشف في 23 أكتوبر 2019، أن السفارة الأمريكية دخلت في حالة إنذار كبيرة، وسفرت بعض موظفيها غير الأساسيين إلى خارج العراق خشية حدوث أي طارئ خلال التظاهرات. وأن السفارة لديها معلومات بنية المتظاهرين الدخول إلى المنطقة الخضراء الحكومية التي يقع فيها مقرها. وكانت السفارة الأمريكية قد حذرت رعاياها من السفر إلى بغداد وكبريات مدن البلاد، في ظل تظاهرات العاصمة وعدد من محافظات الوسط والجنوب.

هذا، وتنظر طهران إلى التظاهرات والحراك في العراق ولبنان، على أنه يستهدف وجودها ومصالحها في كلا البلدين. وتقلق بشدة من مطالب التغيير الدستوري والإداري في العراق، بما يخل بالتركيبة الطائفية التي تتغذى إيران عليها من أجل تحقيق تواجد نفوذ في هذا البلد، عبر أحزابه ومليشياته الشيعية، السياسية والمسلحة.

ربما يعجبك أيضا