هل تغير التكتيك العسكري في أوكرانيا؟.. خبير يوضح لـ«رؤية»

محمد النحاس

كثير من الأنباء التي تتردد خلال الحرب ليست سوى محض مبالغات من قبيل الحرب النفسية.. كيف تجلّى ذلك في الحرب الروسية الأوكرانية؟


منذ نهاية الأسبوع الماضي، يتصاعد الحديث في الأوساط الغربية عن تحقيق القوات الأوكرانية تقدمًا لافتًا جنوبي شرق جبهة القتال.

ويأتي هذا بعد أشهر من إطلاق أوكرانيا هجومها المضاد، الذي كان “أبطأ من المتوقع” وفق اعتراف كييف ذاتها، في ظل الحديث عن تقدم أوكراني كبير.. فما حقيقة هذا الأمر؟ وكيف يمكن تفسيره في خضم هذه الحرب؟.

حرب نفسية

في حديث مع شبكة “رؤية” الإخبارية، قال الباحث في الشؤون الدولية، بهاء محمود، إن “الحديث عن الاختراقات العسكرية عادةً ما يكون من قبيل الحرب النفسية”، لافتًا إلى أنه “من الطبيعي أن يتحدث كل طرف عن تحقيقه تقدمًا وتفوقًا عسكريًّا”.

وحسب ما صرح به الباحث بهاء محمود إلى “رؤية”، الاثنين 3 سبتمبر 2023، تُعد ممارسة أساليب الحرب النفسية أمرًا طبيعيًّا لكلٍ من طرفي الصراع، وفي هذا الصدد يرى أن أطراف الصراع ليس روسيا وأوكرانيا فحسب، بل القوى الغربية التي تدعم كييف عسكريًّا وسياسيًّا.

الغرب في مواجهة روسيا

قال الباحث في الشؤون الدولية: “يجب ألا نثق بالبيانات العسكرية من طرفي النزاع”، مشيرًا إلى أن “المسألة نسبية إلى حد كبير، فلا يوجد تطور كبير في الهجوم الأوكراني المضاد حتى هذه اللحظة”.

وبشأن الأسلحة النوعية بعيدة المدى التي تتحدث عنها كييف، استبعد الباحث أن تكون أوكرانيا قد حازت أسلحة، من شأنها أن تغير موازين القتال على نحو دراماتيكي.

ولفت إلى “رغبة كييف في الترويج إلى فكرة أن روسيا، الدولة الكبرى، والقوة العظمى سابقًا، تحارب مثل دولة صغيرة متواضعة الإمكانيات”.

تقدم القوات الأوكرانية

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، في وقت سابق، إنه “لا يمكن إنكار أن القوات الأوكرانية تحرز تقدمًا”، لافتًا إلى أن “هذه القوات أمامها معارك ضارية للتقدم جنوبًا”، وفق شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، فقد صرح الجنرال أولكسندر تارنافسكي الذي يقود الهجوم المضاد جنوبًا، اخترقت القوات الأوكرانية الخط الدفاعي الأول لروسيا بالقرب من زابوريجيا جنوبي الجبهة.

اقرأ أيضًا| رغم الاعتراف الأمريكي بتقدمها.. أوكرانيا تخشى تراجع الدعم الغربي

وتوقع المسؤول العسكري أن تحقق كييف إثر هذا التقدم مكاسب بوتيرة أكثر سرعة، في ما تكثف القوات الأوكرانية ضغطها على الخط الثاني الأضعف، بعد تجازوها الأول من 3 خطوط دفاع محصنة، على حد وصف تارنافسكي.

دعم غربي “سخي”

بدأت أوكرانيا، في يونيو الماضي، هجومًا مضادًا، كانت تأمل أن تحدث تحولًا كبيرًا في ميدان القتال، وتغير كفة الصراع لصالحها، وهو ما لم يحدث، بعدما واجه الهجوم صعوبات كبيرة متعددة المستويات، ما أدى إلى بطء الهجوم وارتفاع الخسائر.

وتكافح القوات الأوكرانية ميدانيًّا، وسط محاولة الدول الغربية أن توفر جميع ما تحتاجه أوكرانيا، ليس عسكريًّا فحسب، فقد وفرت دعمًا سياسيًّا وماليًّا لكييف، وتواجه روسيا من خلال سلاح العقوبات، والسعي إلى تقويض نفوذها السياسي.

وتمد العواصم الغربية كييف بكميات هائلة من الأسلحة والذخائر والمعدات، التي تطورت كمًّا ونوعًا منذ بدء الصراع في 24 من فبراير 2022، في منحى تعده روسيا عدائيًّا ضدها.

اقرأ أيضًا| بعد أشهر من التعثر.. أوكرانيا تخترق خط دفاع روسيًّا رئيسًا

ربما يعجبك أيضا