هل تقايض إيران إنهاء الحرب في غزة بانتقامها من إسرائيل؟

توقيت انتقام إيران ينتظر ما ستسفر عنه المفاوضات من أجل غزة

يوسف بنده

تماطل طهران في ضربتها من أجل شراء الوقت وانتظار ما قد تسفر عنه الاتصالات مع الغرب خاصة، أنها تضع الأولوية لعدم وقوع حرب إقليمية، وتحقيق ذلك يكون بإنهاء الحرب في غزة أولًا.


من المفهوم لماذا لم تنفذ إيران وعيدها لإسرائيل بالانتقام القاسي لاغتيال رئيس مكتب حماس، إسماعيل هنية على أراضيها، فهي تستعد عسكريًا ودفاعيًا قبل الدخول في مغامرة غير معروفة العواقب.

لكن على الجانب الآخر، فإن إيران لا تريد الانتقام ولا الحرب، وإنما إثبات قوة تأثيرها في المعادلة الإقليمية، وهو ما يمكن أن يتحقق إذا ما استجابت لجهود الوساطة في مقابل إعادة الاستقرار للمنطقة، وعلى رأسها إيقاف إسرائيل الحرب في غزة.

حزب الله

حزب الله

على غرار أكتوبر 1973

صحيفة الديار اللبنانية المقربة من حزب الله اللبناني، كشفت عن أن الشرق الأوسط سيشهد حربًا كبيرة بين مقاومة حزب الله والجيش الإسرائيلي على الحدود الجنوبية للبنان مع الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة”.

وأشارت الصحيفة، اليوم الخميس 8 أغسطس 2024، إلى أن خطورة هذه الحرب، أنها لم تحصل في السابق إلا في حرب 1973 عندما شن الجيش العربي المصري والجيش السوري هجومهما على الجولان واستطاعا خرق الجبهة الإسرائيلية كما استطاع الجيش المصري عبور قناة السويس ما هدد الأمن الوجودي في إسرائيل”.

ويشير تقرير الصحيفة إلى خطورة أن تندلع حربًا تشمل توغلًا داخل الأراضي المحتلة، أو تحريرًا للأراضي اللبنانية أو السورية المحتلة.

اتصال بين بزشكيان وماكرون

اتصال بين بزشكيان وماكرون

وقف إطلاق النار

لطالما اشترط حزب الله إيقاف عملية الإسناد التي يشنها ضد الجبهة الشمالية من الأراضي المحتلة، إذا ما توقفت الحرب في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية من هناك.

وحسب تقرير صحيفة آرمان امروز، اليوم الخميس، فإن الاتصال الهاتفي بين الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأربعاء الماضي، مؤشر على إمكانية عقد تسوية يكون الانتصار لمكانة إيران الإقليمية من خلال استجابة إسرائيل لإيقاف الحرب في غزة.

ونقلت الصحيفة الإيرانية، أن الموقف الذي أبلغه الرئيس الإيراني لنظيره الفرنسين هو إن كانت الولايات المتحدة والدول الغربية تفتش عن الاستقرار فعلى إسرائيل وقف الإبادة الجماعية وعليها وقف إطلاق النار والانسحاب من قطاع غزة، وعندها يمكن البحث بحصول الاستقرار انطلاقا إلى خطوات أخرى.

وأكد بزشكيان: “تعتبر إيران تجنب الحرب ومحاولة إرساء السلام والأمن العالميين أحد مبادئها الأساسية، لكنها في إطار المعاهدات والقوانين الدولية لن تلتزم الصمت أبدا في مواجهة الانتهاكات ضد مصالحها وأمنها”.

تظاهرات إيرانية تندد باغتيال هنية

تظاهرات إيرانية تندد باغتيال هنية

شراء الوقت

يبدو أن طهران تماطل في ضربتها من أجل شراء الوقت وانتظار ما قد تسفر عنه الاتصالات مع الغرب خاصة، أنها تضع الأولوية لعدم وقوع حرب إقليمية، وتحقيق ذلك يكون بإنهاء الحرب في غزة أولًا.

فقد تلقت طهران اتصالات متعاقبة من أطراف غربية، فقد طلبت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجا ملوني، من الرئيس الإيراني، خلال اتصال هاتفي، الامتناع عن التصعيد في الشرق الأوسط.

وقد ذكرت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، أمس الأربعاء 7 أغسطس، أن إيران ربما تعيد النظر في شن هجوم كبير ومتعدد الجوانب على إسرائيل.

وحسبما نقلت الصحيفة أن مسئولين أمريكيين، فإن إدارة بايدن تحاول، بالتعاون مع حلفائها في الشرق الأوسط، إقناع طهران بمراجعة خططها للانتقام من إسرائيل.

وأضاف تقرير بوليتيكو الأمريكية، أن “المسؤولين الأميركيين يعتقدون، أن إيران ستواصل رد فعلها على اغتيال هنية، لكن رد الفعل هذا قد يكون مدروسًا أكثر، وليس فوريًا”. لكن بالطبع هذا يتوقف على مدى ما ستتوصل إليه المفاوضات من أجل وقف الحرب في غزة.

ربما يعجبك أيضا