هل تمتلك روسيا دليلًا على تورط بريطانيا في الهجوم على أسطولها؟

بسام عباس

كثرة الاتهامات الروسية لبريطانيا يهدف إلى الضغط على الحكومة البريطانية الجديدة لتقليل مستوى دعمها لأوكرانيا


زعم سفير روسيا لدى المملكة المتحدة، أن بريطانيا أدت دورًا في هجوم على سفن بلاده الحربية، وحذر بريطانيا من أن تتورط “بعمق أكثر” في حرب أوكرانيا.

وفي مقابلة مع شبكة سكاي نيوز، زعم السفير الروسي، أندريه كيلين، أن لديه دليلًا على تورط القوات الخاصة البريطانية في هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على الأسطول الروسي في البحر الأسود في شبه جزيرة القرم، موضحًا أنَّه سلم “الأدلة” إلى السفير البريطاني.

السفير الروسي لدى بريطانيا أندريه كيلين


هل يوجد دليل لدى روسيا؟

لدى سؤاله عن تقديم دليل على مزاعم روسيا، قال كيلين: “نحن نعلم تمامًا مشاركة متخصصين بريطانيين في تدريب وإعداد وتنفيذ أعمال العنف ضد البنية التحتية الروسية والأسطول الروسي في البحر الأسود. نحن نعلم أن ذلك حصل”، وفق ما أوردته سكاي نيوز.

وحول الدليل على اتهام موسكو بأن الهجوم على الأسطول الروسي في البحر الأسود نُفذ بتوجيه وقيادة متخصصين في البحرية البريطانية، قال كيلين إن السفير البريطاني تسلم الدليل، مضيفًا أن الوضع أصبح أخطر، لأنه يصعّد الموقف، ويدفع إلى خط اللاعودة، ولكن ينبغي تجنب التصعيد.

مزاعم لتشتيت الانتباه

قال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن مثل هذه المزاعم كاذبة وتهدف إلى تشتيت الانتباه عن الإخفاقات العسكرية الروسية في أوكرانيا، والخسائر الكبيرة التي تكبدتها في ساحة المعركة، وقصفها للسكان المدنيين والبنية التحتية، دون أي اعتبار للقانون الدولي والخسائر في الأرواح البريئة، بحسب سكاي نيوز.

وأضاف أن بريطانيا لا تخطط لتقديم تعليق مستمر على هذه الادعاءات، فليس سرًّا أنها اتخذت زمام المبادرة علنًا في دعم أوكرانيا، وهذا مستمر منذ ضم روسيا غير القانوني لشبه جزيرة القرم في عام 2014. في حين لفتت الشبكة إلى اتهامات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لبريطانيا بأنها تخطط لتدمير روسيا واقتطاع مواردها الطبيعية الهائلة.

روسيا لن تستخدم الأسلحة النووية

نقلت سكاي نيوز نفي كيلين استخدام موسكو للأسلحة النووية في أوكرانيا، وذلك في سياق حديثه حول اتهامات روسيا للغرب بـ”تشجيع الاستفزازات بأسلحة الدمار الشامل”، وقال كيلين: “لا يمكن كسب الحرب النووية، ولا ينبغي خوضها أبدًا، ونحن نتمسك بهذا البيان بشدة”.

ولدى سؤاله عما إذا كان بإمكان موسكو استخدام سلاح نووي تكتيكي في الصراع، أجاب كيلين: “لا، العالم يعرف جيدًا أن روسيا لن تستخدم سلاحًا نوويًا تكتيكيًا في الصراع الأوكراني”.

 تكثيف الخطاب النووي

قالت شبكة سكاي نيوز إن موسكو تعمل على تكثيف خطابها النووي منذ حربها في أوكرانيا، وكان آخرها اتهام كييف بالتخطيط لاستخدام “قنبلة قذرة”، رغم أنها لم تقدم أدلة، في حين نفت كييف أن يكون لديها مثل هذه الخطة.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها تخشى أن تكون القوى النووية تتأرجح “على شفا صراع مسلح مباشر”، وأضافت: “إننا مقتنعون أنه في ظل الوضع الحالي المعقد الناجم عن أعمال غير مسؤولة ووقاحة تهدف إلى تقويض أمننا القومي، فإن المهمة الأكثر إلحاحًا هي تجنب أي صدام عسكري للقوى النووية”.

بريطانيا تنفي تورطها

وفي تقرير سابق، قالت شبكة سكاي نيوز إن بريطانيا نفت مزاعم روسية تتهمها بالتورط في تفجير أنابيب غاز نورد ستريم في شهر سبتمبر الماضي، قائلة إنها قصة مُفبركة، وأوضحت وزارة الدفاع البريطاني أن وزارة الدفاع الروسية تستخدم هذا الادعاء لتغطية الانتهاكات التي تقوم بها عبر غزو أوكرانيا.

وبعدما شهدت شبه جزيرة القرم، في 29 أكتوبر 2022، أكبر هجوم بالمسيرات منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وجهت روسيا أصابع الاتهام إلى بريطانيا، وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن الهجوم الأوكراني ضد أسطول البحر الأسود شارك في إعداده متخصصون بريطانيون، محملة لندن المسؤولية.

هوس روسي غير صحي

من جانبها قالت محررة الأمن والدفاع بشبكة سكاي نيوز، ديبورا هاينز، إن روسيا لديها هوس غير صحي إزاء علاقة المملكة المتحدة بأوكرانيا، لافتة إلى أن كثرة الاتهامات الروسية لبريطانيا يهدف إلى الضغط على الحكومة البريطانية الجديدة لتقليل مستوى دعمها لأوكرانيا، ما قد يكون له تأثير على المساعدات العسكرية الغربية.

 

وأضافت أن المملكة المتحدة رفضت في السابق مثل هذه المزاعم ووصفتها بأنها سخيفة، لأنه لا يخفى على أحد أنها أحد أقوى مؤيدي أوكرانيا، لافتةً إلى أن هذه المزاعم الروسية تهدف إلى تشتيت الانتباه بعيدًا عن التحديات الحقيقية التي تواجهها في أوكرانيا.

ربما يعجبك أيضا