هل تنتشل سياسات أردوغان المقبلة تركيا من أزمتها الاقتصادية؟

شروق صبري
رجب طيب أردوغان

سياسات أردوغان الفترة المقبلة ستحدد ما إذا كان سينجح في دعم اقتصاد بلاده وكسب ود الغرب أم سيجر البلاد لأزمة اقتصادية حادة ويزيد التوتر مع الغرب.


خرج مؤيدو الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للاحتفال بعد إعلان فوزه في جولة الإعادة للانتخابات، لكن ملايين الأتراك يعيشون في حالة فزع.

يترقب هؤلاء ما سيحدث خلال السنوات الخمس المقبلة، ويدرك أردوغان، الذي هيمن على السياسة التركية لمدة عقدين من الزمن، جيدًا أنه ليس لديه وقت للاستمتاع بفوزه، وعليه السعي من أجل تجنب جر البلاد لأزمة اقتصادية أعمق.

896748

أردوغان

أزمات تواجه أردوغان

أجريت الانتخابات التركية في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة تكاليف المعيشة الحادة، وسجل تداول العملة التركية أدنى مستوياته، وسجل معدل التضخم 44%. ويرجع ذلك إلى سعي أردوغان لسياسات اقتصادية غير تقليدية، فقد عارض رفع أسعار الفائدة، في حين ارتفع التضخم، ما أدى إلى تحييد استقلالية البنك المركزي.

اقرأ أيضًا| فيديو| كيف احتفل أردوغان وأنصاره بعد الفوز برئاسة تركيا؟

أشارت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، اليوم الاثنين 29 مايو 2023، إلى أن الضغوط على موارد الدولة المتناقصة تتطلب اتخاذ المزيد من الإجراءات، وتتصارع الدولة أيضًا لسد عجز قياسي في الحساب الجاري، بعدما تراجعت احتياطياتها من العملات الأجنبية والذهب بمقدار 17 مليار دولار في الأسابيع الستة التي سبقت الجولة الأولى من التصويت في 14 مايو.

التوتر مع الغرب

ترى الصحيفة البريطانية أن سياسات أردوغان وميله لخوض المعارك مع الحلفاء الغربيين وانجرافه نحو الاستبداد، أقلقت المستثمرين الأجانب الذين يمكنهم توفير العملة الصعبة التي تعتبر تركيا في أمس الحاجة إليها، لتوفير موارد الدولة، وللدفاع عن الليرة.

يتعين على أردوغان تنحية المعتقدات الشخصية جانبًا، والعودة إلى السياسة النقدية التقليدية واتخاذ خطوات جادة لاستعادة المصداقية لمؤسسات الدولة، عندها فقط سيكون لدى أنقرة فرصة لإقناع المستثمرين بالعودة لتركيا، ولكن إذا استمر أردوغان في سياساته، فيمكن للغرب أن يتوقع حقبة أخرى من العلاقات المتوترة وغير المتوقعة مع الدولة العضو في الناتو، وفقا للصحيفة.

أردوغان - تركيا

أردوغان – تركيا

أردوغان والديمقراطية

هناك أيضًا مخاوف بشأن ما سيعنيه انتصار أردوغان للديمقراطية في البلاد، فمنذ أن قاد حزب العدالة والتنمية السلطة للمرة الأولى منذ 21 عامًا، عزز أردوغان سلطته ومركزية صنع القرار إلى مستويات غير مسبوقة، واقترب أكثر من أي وقت مضى من حكم الرجل الواحد، واستبدل الديمقراطية البرلمانية في تركيا برئاسة تنفيذية قوية للغاية.

ووفق الصحيفة البريطانية، يخشى العديد من الأتراك على حرياتهم المدنية، فقد هاجم أردوغان، مرارًا وتكرارًا خصمه، كمال كيلتشدار أوغلو، لكونه مؤيدًا لحقوق المثليين ودعمه للإرهابيين.

وعلى أي حال، ينبغي أن تكون هذه الولاية الأخيرة لأردوغان إذا كان الأمر كذلك بالفعل، فسيكون من الحكمة أن يفكر في الإرث الذي ينوي تركه، ولكن أيًّا كان المسار الذي رسمه، فإن تركيا تخاطر بالتوجه إلى مياه عاصفة مثيرة للقلق، حسب ما ذكرت الصحيفة.

اقرأ أيضًا|تحليل| ماذا سيتغير في سياسة أردوغان المقبلة؟

ربما يعجبك أيضا