هل تنجح «الرمال الحمراء» بإبعاد الأسلحة الصينية عن الشرق الأوسط؟

الرمال الحمراء أول مناورة عسكرية من نوعها بين السعودية والولايات المتحدة لمواجهة مسيرات إيران الإرهابية

إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تسعى لتوجيه الحلفاء في الشرق الأوسط بعيدًا عن الأسلحة الصينية.. فهل تنجح؟


تخطط الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لبدء أول تدريب تجريبي لهما على الإطلاق لمكافحة الطائرات دون طيار، في الأسبوع الأخير من مارس.

ومع احتدام التوترات مع إيران، تأمل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، في أن تقنع مناورات الرمال الحمراء الحلفاء في الشرق الأوسط بأن التكنولوجيا الغربية لمكافحة الطائرات دون طيار لا تزال أفضل من نظيرتها الصينية.

الرمال الحمراء أول مناورة عسكرية من نوعها بين السعودية والولايات المتحدة لمواجهة مسيرات إيران الإرهابية

الرمال الحمراء أول مناورة عسكرية من نوعها بين السعودية والولايات المتحدة لمواجهة مسيرات إيران الإرهابية

خطط لتوسيع «الرمال الحمراء»

نقل موقع المونيتور، عن 4 مسؤولين عسكريين أمريكيين، وصفهم بالمطلعين على الأمر، إن مناورة الرمال الحمراء الأولى ستشمل أنظمة دفاع جوي مملوكة للولايات المتحدة والسعودية، لكنها لن تشمل جيوشًا إقليمية أخرى.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم يعتزمون ضم نظرائهم من جيوش شرق أوسطية إضافية إلى مناورة الرمال الحمراء اللاحقة في الأشهر المقبلة، التي من المتوقع أن تعقد جميعها في المملكة العربية السعودية.

سلاح جديد لردع إيران

تعد المناورات أهم خطوة في جهود البنتاجون المتأخرة للتكيف مع التقدم السريع، الذي حققته إيران، في حرب الطائرات دون طيار في السنوات الأخيرة.

وبعد أكثر من 3 سنوات من ضرب الصواريخ والطائرات دون طيار الإيرانية الموجهة منشآت شركة آرامكو السعودية للنفط في مدن بقيق وخريص، اعترف مسؤولو الدفاع الأمريكيون صراحة بأن الاعتماد على العروض التقليدية للقوة فشل في ردع هجمات إيران.

ما أسباب اختيار السعودية؟

أدى سحب البنتاجون أنظمة الدفاع الجوي من الشرق الأوسط، في السنوات الأخيرة، وسط توترات مع روسيا والصين، وتراكم طلبات الحكومات الإقليمية لشراء أنظمة مماثلة أمريكية الصنع، إلى تفكير القيادة المركزية الأمريكية في متابعة بعض الحلول المبتكرة.

ونقل تقرير المونيتور عن مسؤول عسكري أمريكي آخر أن السعودية اختيرت لاستضافة الرمال الحمراء جزئيًّا، بسبب الامتدادات الشاسعة للبلاد من الصحراء المفتوحة، بعيدًا عن المراكز السكانية، بما يمكّن الجيوش الأمريكية والإقليمية من تجربة “أسلحة الطاقة الموجهة لأغراض الدفاع الجوي”.

جهاز محاكاة للتدريب على أسلحة الطاقة

ذكر التقرير الأمريكي أن أسلحة الطاقة الموجهة، لن ترسل إلى لسعودية، هذا الشهر، لكن مسؤولي الجيش الأمريكي سيقدمون لنظرائهم السعوديين جهاز محاكاة كمبيوتر جديد، جرى تطويره العام الماضي، المسمى مبدئيًا بأداة التدريب المؤقتة للمنصة المضادة للطائرات دون طيار «إيمباكت»، لتدريب الأفراد على الاستجابة لهجمات الطائرات دون طيار المعادية.

الرمال الحمراء أول مناورة عسكرية من نوعها بين السعودية والولايات المتحدة لمواجهة مسيرات إيران الإرهابية

الرمال الحمراء أول مناورة عسكرية من نوعها بين السعودية والولايات المتحدة لمواجهة مسيرات إيران الإرهابية

ويعتمد كبار الضباط في القيادة المركزية الأمريكية على الرمال الحمراء، لتصبح أرض الاختبار الأولى في الشرق الأوسط لتكنولوجيا مكافحة الطائرات دون طيار والصواريخ الغربية الناشئة، ويهدف مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى توجيه الشركاء والحلفاء في المنطقة بعيدًا عن شراء معدات عسكرية متطورة من الصين.

أساليب جديدة لتعقب وإسقاط المسيرات الإيرانية

قال قائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأمريكية، اللفتنانت جنرال أليكس جرينكويتش، الشهر الماضي، إنه لا ينبغي أن نتفاجأ إذا استمر الشركاء الإقليميون في شراء بعض المعدات الصينية.

وتابع: “أعتقد أن ما ستمكّنهم شراكة «ريد ساندز» منه هو الحصول على رؤية أفضل لجودة المعدات الغربية والأوروبية والأمريكية على وجه الخصوص، إنها مشكلة صعبة للغاية، ولسنا مثاليين في حلها، لكن لدينا بعض الأشياء الجيدة، المنشورة عبر الإنترنت ويمكننا تجربتها”.

وأشاد جرينكويتش بالقوات المسلحة الملكية السعودية لتطويرها أساليب جديدة لتعقب وإسقاط الطائرات دون طيار الإيرانية، التي يطلقها المتمردون الحوثيون في اليمن، متابعًا أن الكثير يمكن تعلمه منهم، من حيث التكتيكات والتقنيات والإجراءات.

طهران تواصل شحن صواريخها ومسيراتها

قال مسؤولو دفاع أمريكيون إن طهران تواصل شحن صواريخها وطائراتها دون طيار إلى مجموعات تعمل بالوكالة، ما يشعل المخاوف من أن العدد الهائل من المقذوفات الإيرانية قد يكون ساحقًا للدفاعات الجوية الإقليمية، إذا اندلع صراع مفتوح مع إيران أو وكلائها.

وأعرب المسؤولون عن اهتمام كبير بالمنطقة، لكن لا تزال مخاوف من أن التقدم العسكري لدى الحلفاء لا يواكب الإيراني، خاصة الآن، بعد أن تستعد روسيا لتعزيز تكنولوجيا أسلحة طهران، مقابل دعم الكرملين في حرب أوكرانيا. وفشلت العقوبات الغربية، حتى الآن، في خنق سلاسل التوريد الإيرانية، اللازمة لمواصلة توسيع ترسانتها من الصواريخ والطائرات دون طيار التقليدية.

استراتيجية ضبابية ومتناقضة

قال خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات، الدكتور أحمد سيد أحمد، في تصريح لشبكة شبكة رؤية الإخبارية إن استراتيجية إدارة بايدن بشأن الملف النووى الإيرانى لا تزال ضبابية ومتناقضة.

الدكتور أحمد سيد أحمد

الدكتور أحمد سيد أحمد

وأوضح أن الأوروبيين يبدون انزعاجهم الشديد من تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن ذرات اليورانيوم فى منشأة فوردو، ويسعون لإصدار قرار جديد يدين إيران في اجتماع الوكالة، اليوم الاثنين، لكن إدارة بايدن لا تنحاز إلى هذا القرار، حتى لا تعقد المفاوضات النووية، وتتمسك بالخيار الدبلوماسي والحوار للتوصل إلى اتفاق بشأن إحياء اتفاق 2015.

الخيار العسكري

أشار خبير العلاقات الدولية إلى تأكيدات وتصريحات متواصلة ومتكررة للمسؤولين الأمريكيين، وعلى رأسهم الرئيس بايدن، بشأن عدم السماح لإيران بامتلاك السلاح النووى، وأن كل الخيارات باتت مطروحة، بما فيها الخيار العسكري لمنع ذلك.

وأضاف أن زيارة رئيس الأركان الأمريكى، مارك ميلى، إسرائيل، مؤخرًا، تمهيدًا لزيارة وزير الدفاع، لويد أوستن، هذا الأسبوع، تمثل تطورًا يعكس ترجيح الخيار العسكري.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل أجيوا مناورات عسكرية بمشاركة قوات المارينز الأمريكية وطائرات مقاتلة حديثة، وفى وجود الأسطول الأمريكى، ضمت نموذج لمحاكاة توجيه ضربات جوية عسكرية مشتركة للمواقع النووية الإيرانية.

ربما يعجبك أيضا