هل تنجح «دبلوماسية الاقتصاد» الإماراتية في احتواء إيران؟

يوسف بنده

استعادت العلاقات بين إيران والإمارات قناتها الدبلوماسية، لكن سلوك طهران الخارجي مازال عائقًا أمام الوصول لعلاقة ثابتة مستقرة.


تواصل الإمارات مقارباتها القائمة على الدبلوماسية الاقتصادية، في العلاقات مع إيران، رغم مواقف أبوظبي الواضحة في مواجهة التهديدات الإيرانية الإقليمية

ونالت دول الخليج نصيبها من الاتهامات الإيرانية بخصوص حركة الاحتجاجات في الداخل. وفي حين اعترفت طهران متأخرًا بوجاهة هذه الاحتجاجات، فإنها ما زالت في حاجة لتغيير سلوكها داخليًّا وخارجيًّا أيضًا.

استئناف العلاقات الإمارتية الإيرانية

أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالإمارات، في بيان 21 أغسطس 2022، عودة سفيرها، سيف محمد الزعابي، إلى العاصمة الإيرانية طهران، بناء على تنسيق مع نظيرتها الإيرانية، وفق الأعراف الدبلوماسية المعمول بها بين الدول.

وجاءت هذه الخطوة، بعد أكثر من 6 سنوات من سحب دول خليجية سفراءها، تضامنًا مع السعودية، التي قطعت علاقاتها بإيران في العام 2016، على أثر الاعتداء على السفارة والقنصلية السعوديتين في طهران ومشهد.

عودة السفير الإماراتي

نقل موقع قناة “سكاي نيوز” عن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، 14 سبتمبر الماضي، رغبة بلاده في تطوير علاقتها مع الإمارات. خلال استقباله سفير الإمارات الذي عاد إلى طهران، للمرة الأولى منذ 2016، وبعد أعوام من خفض بلاده مستوى تمثيلها.

وحسب ما أوردته وكالة “فارس“، في 8 نوفمبر الحالي، قال السفير الزعابي، خلال اجتماع مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الإيراني، عباس كلرو، إن الإمارات تتطلع إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين الجارتين والمنطقة، من أجل خلق فصل جديد في علاقاتها مع إيران.

14010817000801 Test PhotoN

اتصال بين وزيري الخارجية

تلقى وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، اتصالاً هاتفيًّا، أمس الأربعاء، من نظيره الإيراني، حسين أمير عبداللهيان. وأكد بن زايد حرص بلاده على تعزيز العمل المشترك والتعاون البناء إقليميًّا وعالميًّا، بما يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة. حسب ما نقلت صحيفة “البيان” الإماراتية، عبر موقعها الإلكتروني.

في حين نقلت وكالة “شفقنا“، عن ذات الاتصال، أن وزير الخارجية الإيراني أعلن استعداد طهران لعقد اجتماع مشترك لرجال الأعمال الإيرانيين والإماراتيين. وانتقد “بشدة النهج غير البناء لأمريكا وبعض الدول الأوروبية تجاه الاضطرابات الأخيرة”، والانتهاكات السياسية والفعالة للمؤسسات الدولية مثل حقوق الإنسان.

images 9

وأشار موقع “حفريات” إبى أن الاتصال جاء عشية إدانة الإمارات في الأمم المتحدة هجمات ميليشيات الحوثي الإرهابية، التي تستهدف الموانئ اليمنية، وتشكل تهديدًا خطيرًا على الملاحة الدولية، وإمدادات الطاقة العالمية والاقتصاد اليمني.

الإمارات والاستقرار الاستراتيجي

يرى خبير العلاقات الدولية، صلاح الغول، أن سياسة الإمارات تجاه إيران تستند إلى مبادئ سياستها الخارجية، التي تتلخّص في صيانة الأمن الوطني، وخدمة الاقتصاد، وتنويع الشركاء، واقتراب متعدّد الأطراف، وقيم الاعتدال والتسامح والانفتاح، واستتباب الأمن والاستقرار الإقليمي، ومكافحة التطرف، حسب ما ذكر في مقال عبر صحيفة “الخليج“.

وأشار الغول إلى زيارة مستشار الأمن الوطني، الشيخ طحنون بن زايد، إلى طهران في ديسمبر 2021، التي وصفت بأنها نقطة تحول في العلاقات الإماراتية الإيرانية، وجاءت في إطار حملة دبلوماسية إماراتية تجاه دول المنطقة، وتزامنت مع مفاوضات بين السعودية وإيران في بغداد، لتطبيع العلاقات بينهما.

188 115424 whatsapp image 2021 12 06 at 10.49.59 am 700x400

اتهامات إيرانية لدول الخليج العربي

أوضح الغول أن الاتهامات الإيرانية لدول مجلس التعاون بالتورط في إشعال الاضطرابات الداخلية لا أساس لها من الصحة، في ضوء سعي دولة الإمارات إلى تصفير المشكلات مع دول محيطها الإقليمي، واستتباب الأمن في المنطقة؛ لأنه يصب في المصلحة الوطنية الإماراتية، والمصالح الجمعية لدول المنطقة بتحقيق التنمية المستدامة.

وشدد على أنه يمكن لإيران بعد معالجة اضطراباتها الداخلية وإسكات غضبها على جيرانها، أن تلعب دورًا إيجابيًّا في بناء تصور جديد للأمن الإقليمي، تتبنّاه دولة الإمارات، وحملته إلى طهران في أثناء زيارة الشيخ طحنون بن زايد، لافتًا إلى أن اقتراب إيران من الشرق (روسيا-الصين) فرصة لتحييد تهديداتها للمصالح المشتركة.

حاجة اقتصادية متبادلة

تظهر حاجة متبادلة بين إيران والإمارات لحركة التجارة والترانزيت بين البلدين، وكشفت السلطات الإيرانية، قبل عام، عن ممر تجاري يربط بين الإمارات وتركيا، ومن ثم أوروبا عبر الموانئ والأراضي الإيرانية.

وفي تصريحات سابقة، قال رئيس غرفة التجارة الإيرانية الإماراتية المشتركة، فرشيد فرزانكان، إن الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لإيران. مبينًا أن لدى الإمارات أكبر قدر من التجارة مع السعودية، ولذلك كلما حسّنت إيران علاقاتها مع الدول المجاورة، تعززت قدرتها على الوصول إلى السوق السعودية، حسب ما ذكرته “روسيا اليوم“.

ربما يعجبك أيضا