هل تنهي المفاوضات حرب الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراي؟

محمود سعيد

آبي أحمد ينفى وجود مفاوضات سرية مع جبهة تحرير تيجراي كما زعم المسؤولون في منطقة أمهرة المجاورة.


تتجه الحكومة الإثيوبية إلى المفاوضات مع جبهة تحرير تيجراي، بعد أشهر من القتال لم تستطع فيها أي من القوى المتصارعة حسم المعركة.

وانسحبت قوات جبهة تحرير التيجراي من أمام أبواب العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، ومعظم أقاليم أمهرة والعفر التي تقدمت إلى معاقلها في إقليم تيجراي، إثر هجوم معاكس للجيش الفيدرالي الإثيوبي، استخدم فيه سلاح الطائرات المسيرة دون طيار.

مفاوضات مرتقبة

كشف رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد علي آبي، عن تأليف لجنة تكون مخوَّلة بإجراء مفاوضات سلام مع جبهة تحرير شعب تيجراي، نافيًا، في الوقت ذاته، حدوث أي مفاوضات سرية معها، وقال آبي إن “إجراء مفاوضات ليس بالأمر السهل، يوجد الكثير من الجهد الذي يتعين بذله لهذا الغرض”.

ونفى آبي أحمد وجود “مفاوضات سرية” مع الجبهة، كما زعم المسؤولون في منطقة أمهرة المجاورة لتيجراي. وأوضح أن تلك اللجنة التي يترأسها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ديميكي ميكونين، ستضع تقريرًا يفصل الشروط المسبقة للمفاوضات. وتابع بأن “هذه اللجنة ستكون لجنة التفاوض”.

رأي منظِّر آبي أحمد في التفاوض

السفير الإثيوبي بالإمارات، سليمان ددفو، أحد أهم راسمي سياسات آبي أحمد، قال إن “جبهة تيجراي الفاشية تضع شروطًا، وهي استعادة منطقة ولقايت، أي غرب إقليم تيجراي، وعدم المساس بالمؤسسة العسكرية التيجراوية والاعتراف بها، وهذه الشروط تقاطع الخط الأحمر للحكومة المركزية في أديس أبابا”.

وأضاف سليمان ددفو: “أدعو إلى تعطيل المفاوضات، والحل الوحيد هو تدمير الجماعة الفاشية”. وتابع “جبهة تحرير تيجراي تستعد للحرب من جهة، وتطالب بمدها بالكهرباء والبنوك من جهة أخرى، وهذا مؤشر على أن الحل السلمي لا ينجح، وأن الحل الوحيد هو تفكيك الجماعة وتحرير شعب تيجراي”.

تحديات تواجه المفاوضات

رئيس مكتب الشؤون الخارجية لإقليم تيجراي، البروفيسور كندايا جبري هيويت، قال إن الأمور غير القابلة للتفاوض في ما يتعلق بشعب وحكومة تيجراي، هي تحرير جميع أراضي تيجراي من القوات الفيدرالية، وضرورة إجراء استفتاء تقرير مصير، والحفاظ على الجيش الخاص بإقليم تيجراي، وتوقيف المسؤولين عن الإبادة الجماعية ضد التيجراي، وتقديم التعويض عن الإبادة.

وقال الخبير في شؤون القرن الإفريقي شفا العفري، إن “التحديات التي ستواجه المفاوضات المرتقبة بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراي، هي الحكم الذاتي، أي الكونفيدرالية، وهذا قابل للتفاوض والإقرار، ولكن نزع سلاح الجبهة وسيطرتها على مدن لقايت وحومرا غير قابل للتفاوض من خلال تصريحات رسمية إثيوبية، لذا فالصدام آت لا محالة”.

 

اتهامات أممية لحكومة آبي أحمد

الأمم المتحدة شددت مرات عديدة، على أن الحكومة الإثيوبية تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى إقليم تيجراي، وكشفت عن أنه لم لم تدخل إليه أي شاحنات منذ 15 ديسمبر الماضي، وهو ما صدقت عليه جبهة تحرير تيجراي، متهمة حكومة آبي أحمد بحصار الإقليم.

ولكن حكومة أديس أبابا تنفي سد الطريق أمام المساعدات، وتتهم الجبهة بمصادرة شحنات أُرسلت في السابق، ويتهم زعماء تيجراي آبي، وفقًا لـ”رويترز”، بالسعي لتكريس السلطة المركزية في قبضته على حساب الأقاليم، في حين يتهمهم هو بدوره بالرغبة في استعادة السلطة التي فقدوها، عند اختياره لتولي رئاسة الوزراء عام 2018.

 

ربما يعجبك أيضا