هل تورطت دولة أوروبية في تخريب «نورد ستريم»؟

آية سيد
الغاز في

تعتقد دول الناتو، بقيادة الولايات المتحدة، أن مركبات روسية مسيرة تعمل تحت الماء نفذت التفجيرات، رغم عدم تصريحها بذلك رسميًّا. ولكن الكاتب الهندي، براكاش ناندا، استبعد هذا الاحتمال.. لماذا؟


تتبادل روسيا والدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الاتهامات بشأن ما اتفق الطرفان أنه “عمل تخريبي” تعرض له خطي أنابيب “نورد ستريم”.

وفي حين لم يتضح الفاعل بعد، طرح الكاتب الهندي، براكاش ناندا، في مقال نشر أمس الثلاثاء 11 أكتوبر 2022، بعض الدلائل التي قال إنها تشير إلى تورط دولة أوروبية في الحادث.

أهمية «نورد ستريم» لروسيا

المقال، الذي نشره موقع “يوراشيان تايمز“، وهو موقع هندي-كندي متخصص في الدفاع والسياسة العالمية، ذكر أن الروس أنفقوا مليارات الدولارات على تشييد خطي أنابيب “نورد ستريم”، ويملكون حصص الأغلبية فيهما، لافتًا إلى أن الغاز المتسرّب تقدر قيمته بـ600 إلى 800 مليون دولار.

وأضاف أن روسيا استمرت في ضخ الغاز إلى أوروبا عبر “نورد ستريم 1” حتى بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا. ولكن ألمانيا أوقفت ضخ الغاز عبر “نورد ستريم 1” في 31 أغسطس 2022، بسبب العقوبات الأمريكية ضد الشركات التي تقوم بأعمال مع روسيا.

نورد ستريم

هل تقف روسيا وراء التخريب؟

تعتقد دول الناتو، بقيادة الولايات المتحدة، أن مركبات روسية مسيرة تعمل تحت الماء نفذت التفجيرات، رغم عدم تصريحها بذلك رسميًّا. ولكن الكاتب الهندي استبعد هذا الاحتمال، مشيرًا إلى قوة خطي “نورد ستريم”، المصنوعان من الصلب والمغلفان بطبقة من الخرسانة.

ويجادل ناندا بصعوبة تدمير الروس ممتلكات تمنحهم مزايا جيوسياسية هائلة ضد الأمريكيين، ويوضح أن خطي الأنابيب يجلبان مليارات اليوروهات لهم، وكذلك يُضعفان العزم الأوروبي للقتال ضد روسيا لفترة طويلة، لاعتماد الأوروبيين، لا سيّما الألمان، على واردات الغاز الروسي.

مناورات BALTOPS 22

ويشير المقال إلى أنه في يونيو الماضي، شارك 14 عضوًا في حلف “الناتو” و2 من شركائه، وهما فنلندا والسويد، في مناورات بحر البلطيق المعروفة بـBALTOPS 22، بأكثر من 45 سفينة، و75 طائرة، و7 آلاف و500 جندي.

وشملت سيناريوهات التدريب العمليات البرمائية، والمدفعية، وعمليات مكافحة الغواصات، والدفاع الجوي، وعمليات إزالة الألغام، والتخلص من الذخائر المتفجرة، والمركبات الغواصة غير المأهولة، والاستجابة الطبية.

سيطرة الناتو على بحر البلطيق

دعمًا لتلك المناورات، قال الكاتب إن الأسطول السادس الأمريكي اشترك مع مراكز الأبحاث والحرب التابعة للبحرية الأمريكية لجلب آخر التطورات في تكنولوجيا البحث عن الألغام بمركبات غير مأهولة تعمل تحت الماء إلى بحر البلطيق.

وبعد هذا الاستعراض ، تساءل الكاتب هل من المعقول عدم رصد المركبة المسيرة الروسية، في الوقت الذي كان بحر البلطيق تحت السيطرة الكاملة للناتو شهرين كاملين؟

اتهامات روسية لأمريكا

بحسب ناندا، يفسر التساؤل السابق لماذا اتهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الولايات المتحدة وحلفاءها بتفجير خطي “نورد ستريم”. وقال بوتين: “العقوبات لم تكن كافية للأنجلو-ساكسون، لذلك اتجهوا إلى التخريب”.

وفي السياق ذاته، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن الهجمات وقعت في “دول تخضغ بالكامل لسيطرة أجهزة الاستخبارات الأمريكية”. وكلن رفض الأمريكيون تلك الادعاءات، واصفين إياها بـ”دعاية ومعلومات مضللة روسية”.

هل أمريكا بريئة فعلًا؟

لفت الكاتب إلى ما ذكره مذيع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، تاكر كارلسون، في برنامجه، يوم الأربعاء الماضي 5 أكتوبر، عندما قال إنه يجب أخذ الادعاءات الروسية على محمل الجد، لأنه من الحماقة أن يفجر بوتين خط الأنابيب الروسي.

وأشار كارلسون إلى بعض السياسات الأمريكية المهمة والمعروفة تجاه خطي “نورد ستريم” من خلال مقاطع فيديو، كان أحدها للرئيس الأمريكي، جو بايدن، وهو يقول: “إذا غزت روسيا، وهذا يعني عبور دبابات أو قوات لحدود أوكرانيا، لن يكون هناك “نورد ستريم 2″. سوف نضع حدًا له”.

وعندما سألته المراسلة كيف سيفعل ذلك، بما أن المشروع تحت سيطرة ألمانيا، أجاب بايدن: “سوف نتمكن من فعلها، أعدك بذلك”.

مروحيات عسكرية

في حوار مع صحيفة “بلومبرج”، اتهم أستاذ الاقتصاد بجامعة كولومبيا الأمريكية، جيفري ساكس، الولايات المتحدة وبولندا بالوقوف وراء تخريب “نورد ستريم”. مشيرًا إلى أدلة من أجهزة الرادار تشير إلى أن المروحيات العسكرية الأمريكية في “جدانسك” كانت تحلق فوق تلك المنطقة.

ولفت الأستاذ الجامعي إلى أنه لا يُسمح لأحد بأن يقول هذا في الإعلام الغربي، ولكن الناس من أنحاء العالم يعرفون أن الولايات المتحدة هي الفاعل. وبحسب ناندا، تلقى المحاور تعليمات بوقف الحوار فورًا، وعدم دعوة ساكس مجددًا.

تورط بولندا

أشار ناندا إلى احتمالية تورط بولندا في التفجيرات. ففي 2021، في أثناء بناء “نورد ستريم 2″، تدخلت البحرية البولندية، وعرّضت سفن مد الأنابيب للخطر في نفس المكان الذي وقع فيه التفجير.

وأضاف أنه بعد اندلاع الحرب، أغلقت بولندا خط أنابيب “يامال”، الذي ينقل الغاز من روسيا، وبنت بولندا والدنمارك خط أنابيب بحري جديد يربطها بالخط الذي يجلب الغاز النرويجي إلى هولندا، لافتًا إلى أن افتتاح هذا الخط كان في نفس يوم تخريب “نورد ستريم”، في 26 سبتمبر الماضي.

تنسيق بولندي أمريكي

رأى الصحفي الأسترالي-الأمريكي، جون هيلمر، المراسل الأجنبي صاحب أطول فترة خدمة في روسيا، أن القوات الخاصة البولندية فجرت خطي الأنابيب، بالتخطيط والتنسيق مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وبموافقة من رئيس الوزراء البولندي، ماتيوز موراوسكي.

وفي تغريدة على تويتر، نشر وزير الدفاع ووزير الخارجية البولندي السابق والعضو الحالي في البرلمان الأوروبي، رادوسلاو سيكورسكى، صورة للغاز المسرب من خطي الأنابيب، وشكر الولايات المتحدة على تفجيرهما، حسبما ذكر ناندا.

ربما يعجبك أيضا