هل تُشكل منصة ترامب «تروث سوشيال» منافسًا لـ«تويتر» و«فيسبوك»؟

أماني ربيع

بعد طرد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من تويتر وفيسبوك في أعقاب اقتحام الكابيتول في 6 يناير 2021، بدا الأمر وكأنه مسألة وقت فقط قبل أن ينشر أفكاره وآراءه اليومية عبر الإنترنت من خلال وسيلة جديدة.

وبالفعل أعلن في أكتوبر من العام نفسه أن منصته “تروث سوشيال” في الطريق، لكن بعد إطلاقها الرسمي يوم 21 فبراير تبدو الأمور غير مبشرة. فبعد أشهر من التكهنات، أطلق ترامب منصته التي طال انتظارها وأصبح تطبيقها متاحًا للتنزيل على متجر آب ستور، لكنها غابت عن متجر جوجل.

إطلاق متعثر عشرات الثغرات الفنية

رغم إقبال المستخدمين عليها، والضجة التي صاحبت إطلاقها، تعاني “تروث سوشيال” إطلاقًا متعثرًا، بعدما حاول مئات الآلاف من الأشخاص التسجيل وإنشاء حساب، لكنهم واجهوا رسائل خطأ ووُضعوا في قائمة انتظار ضخمة، ما أثار تساؤلًا بشأن مدى قدرة المنصة على منافسة تويتر.

لا تزال “تروث سوشيال” غير قابلة للاستخدام تمامًا، ووصفها موقع “ذا فيرج” بـ “النسخة المخزية من تويتر”. ويعانى التطبيق من عشرات الثغرات الفنية، التي تؤخر المستخدمين عن نشر “حقائقهم”، التي تعني في لغة ترامب “تغريدات”، ومنها انقطاع الخدمة عن المستخدمين لمدة 13 ساعة. وأبلغ بعضهم عن تلقيهم رسائل خطأ متكررة عند محاولة التسجيل في المنصة وأبلغ آخرون عن وضعهم في “قائمة الانتظار” بعدما اشتركوا وحجزوا اسم المستخدم الخاص بهم، لكنهم تلقوا رسالة: “نظرًا للطلب الهائل، وضعناك في قائمة الانتظار الخاصة بنا”.

50 ألف متابع فقط لترامب!

حتى صباح يوم الأربعاء 23 فبراير 2022، كان لدى حساب ترامب على التطبيق، أقل من 50 ألف متابع، وهو رقم بعيد تمامًا عن عشرات الملايين من المتابعين له على تويتر، قبل حظره العام الماضي، ولا يوجد سوى منشور واحد حتى الآن على الحساب.

وأخبر ديفين نونيس، العضو السابق في مجلس النواب الأمريكي ورئيس مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، أن التطبيق لن يكون جاهزًا للعمل كاملًا حتى نهاية شهر مارس.

إطلاق متعثر

ومع هذا الإطلاق المتعثر، يبدو أن “تروث سوشيال” لن تمثل منافسًا لفيسبوك وتويتر، ومع ذلك سيستفيد تطبيق ترامب الجديد من المظالم والمشكلات الأخلاقية المتعلقة بالمنصات الكبيرة، خصوصًا أن هدفه الحقيقي ليس أن يكون بديلًا لهذه المنصات، إنما أن يصبح مساحة اجتماعية تركز على المحافظين، ما يجعل تحقيق المنصة للنجاح سهلًا.

من الرائج الاعتقاد أن ترامب يحاول تقليد تويتر واستبداله، ويرجع ذلك نسبيًّا إلى ما قاله بنفسه، عندما تم حظره من تويتر العالم الماضي، وتعهد ببناء منصته الخاصة لمنافسة “اتحاد وسائل الإعلام الليبرالية”، ما يتماشى مع الإجراءات التي اتخذها في منصبه، حينما أدان فيسبوك وتويتر بسبب “فرض الرقابة” على خطاب المحافظين، وحظر حسابات نواب جمهوريين بارزين، شعروا بأنهم عوملوا بظلم من قبل عمالقة وادي السيليكون.

كسر احتكار عمالقة التكنولوجيا

ويسوّق ترامب لمنصته بأنها فرصة لكسر احتكار شركات التكنولوجيا العملاقة، وتوحيد عالم شركات التكنولوجيا الأصغر، بدلًا من التنافس مع فيسبوك وتويتر للحصول على حصة من السوق، وبالنسبة للشركات المتنافسة في نظام وسائل التواصل الاجتماعي البديلة، فالمنصة الناجحة ليست التي تحل محل تويتر، لكنها تضع معيارًا للمجتمع الذي يتصدى لهيمنتها.

وتعد منصات الوسائط الاجتماعية البديلة مثل “جيتر” و”بارلر”، وغيرها، دخول ترامب إلى الساحة أمرًا جيدًا، ويساعدهم على النمو، وضم مشتركين جدد، لكن استمرار قاعدة مستخدمي “تروث سوشيال” في النمو غير واضح، كيف ستستثمر المنصة نفسها لتظل مستمرة، خصوصًا أن وسائل الإعلام المحافظة تكون من تركيبة سكانية كبيرة السن غير مناسبة للتسويق والإعلان، وتمثل هذه مشكلة حقيقية، فعندما يبلغ جمهورك 70 عامًا في المتوسط ​​لن يظل موجودًا إلى الأبد.

ربما يعجبك أيضا