هل رفع “الشيوعي الصيني” الكارت الأحمر في وجه رئيس الإنتربول؟

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

في واقعة غامضة، اختفى  الصيني “مينج هونجوي”، رئيس الإنتربول، الذي يعيش في مدينة ليون الواقعة وسط شرق فرنسا، لتبدأ السلطات في باريس فتح التحقيق في الواقعة بعدما أبلغت أسرته عن فقدانها التواصل معه منذ نهاية شهر سبتمبر الماضي، منذ أن ترك مقر الإنتربول بفرنسا، في رحلة إلى الصين لتضع الشرطة الفرنسية زوجة “مينج” تحت الحماية بعد تلقيها تهديدات.

الإنتربول

في بيان لها أكدت منظمة الشرطة الجنائية الدولية، أن مسؤوليها مطلعون بشأن التقارير الإعلامية المتعلقة بالاختفاء المزعوم لرئيس المنظمة، “مينج هونجوي”، وأن هذه المسألة متروكة للسلطات ذات الصلة بالموضوع في فرنسا والصين.

ونوهت منظمة إنتربول، بأن الأمين العام للإنتربول، وليس رئيس المنظمة، هو المعني بمسؤولية إدارة العمليات التي تقوم بها الشرطة الدولية، فيما أعلن البيان -في ختامه- أن مقر الأمانة العامة للإنتربول لن يدلي بمزيد من التفاصيل بشأن هذا الصدد.

كان مسؤول قضائي في فرنسا -رفض الكشف عن هويته، نظرًا لسير التحقيقات الجارية بشأن الاختفاء المزعوم- قد أفاد في وقت سابق اليوم بأن “مينج”، ولم ترد عنه معلومات حتى الآن.

في مسقط رأسه

في تقارير صحفية جاء فيها أن “مينج هونجوي”، رئيس الشرطة الجنائية الدولية، قد اعتقل حال وصوله إلى بلاده الأسبوع الماضي.
ونقلت صحيفة “مورننغ بوست” الصينية عن مصدر لم تسمه قوله: إن “مينج” 64 عاما، قد أُخذ للتحقيق معه في الصين من مسؤولين في الحزب الشيوعي الصيني بتهم فساد.

يقول المتحدث باسم الإنتربول، إن هيئة تنفيذ القانون الدولية على علم برواية الصحيفة الصينية، ولكن رفض التعليق على ما إذا كانت السلطات الصينية تحتجز مينج  أم لا.

وفي الوقت ذاته لم تصدر اللجنة المركزية “سلطات الانضباط” السرية التابعة للحزب الشيوعي الصيني، أي بيانات على موقعها الإلكتروني خاصة بهذا الشأن.

وعبرت جماعات حقوقية فرنسية عن قلقها من أن تحاول بكين استغلال منصب “مينج” كرئيس للمنظمة لتعقب المنشقين المقيمين في الخارج.
وحاولت بكين لأعوام كثيرة دفع الدول الأجنبية لمساعدتها في ضبط وترحيل المواطنين الصينيين، الذين تتهمهم بارتكاب جرائم منها الفساد والإرهاب.

بعد انتخابه عام 2016 أعربت جماعات ناشطة في مجال حقوق الإنسان عن قلقها من أن يساعد وجوده في المنصب الصين على ملاحقة المنشقين السياسيين الذين فروا من البلاد.

لكن “مينج” قال حينها إنه على استعداد للقيام “بكل ما في وسعه من أجل قضية حفظ النظام في العالم”.

ويمكن للشرطة الدولية، أن تصدر مذكرة تحذير حمراء “تحذير دولي” بشأن المطلوبين، لكنها لا تمتلك السلطة لإرسال عناصر شرطة لاعتقالهم في بلدان العالم، أو إصدار مذكرات إلقاء قبض عليهم.

استياء صيني 

في فبراير الماضي أبدت الصين استياءها من قرار الشرطة الدولية برفع اسم زعيم منفي للويغور تتهمه الصين بأنه إرهابي من قائمة المطلوبين.
وكانت جماعة “فير ترايلز” الحقوقية ومقرها لندن أكدت أن الإنتربول رفع اسم “دولكان عيسى” رئيس مؤتمر الويغور العالمي ومقره ميونيخ من القائمة الحمراء للمطلوبين، والقائمة الحمراء للمطلوبين عبارة عن إخطار دولي بالمطلوبين ولكنها ليست أمر اعتقال دولي.

وحينذاك، قالت وزارة الخارجية الصينية -في بيان- “تبدي الصين استياءها من رفع الإنتربول الإشارة الحمراء عن “دولكان عيسى”، تصنف الحكومة الصينية دولكان عيسى على أنه إرهابي”.

وأغلب الويغور من المسلمين ويعيشون في منطقة شينغيانغ في أقصى غرب البلاد، حيث قتل المئات خلال السنوات القليلة المنصرمة وخاصة في اضطرابات بين الويغور الذين يبلغ عددهم عشرة ملايين نسمة، والهان الذين يمثلون غالبية سكان الصين.

وتلقي الصين باللوم في أغلب الاضطرابات على إسلاميين متشددين انفصاليين. وتقول جماعات حقوقية ومنفيون: إن الغضب ناجم بشكل أكبر عن فرض الصين قيودا على ديانة وثقافة الويغور.

– من هو مينج هونجوي؟

ولد في نوفمبر عام 1953، في مدينة هاربن، بمحافظة هي لونج يانج الصينية، وتخرج من جامعة بكين، حيث درس الحقوق، فهو سياسي صيني، وضابط شرطة، ومسؤول بارز في الحزب الشيوعي في الصين.

وبحسب الموقع الرسمي للإنتربول، فإن “مينج” شغل عدة مناصب سابقة، حيث عمل نائبا لوزير الأمن العام في الصين، ولديه ما يقرب من 40 عامًا من الخبرة في مجال العدالة الجنائية والشرطة.

كما أشرف على الشؤون المتعلقة بالمؤسسات القانونية، ومراقبة المخدرات، ومكافحة الإرهاب، ومراقبة الحدود، والهجرة والتعاون الدولي.
وشغل “مينج” عدة مناصب في وزارة الأمن العام، منها مدير شعبة شرطة الدوريات، والمدير العام لإدارة مراقبة المرور، ومساعد الوزير، ونائب الوزير.

كما شغل منصب نائب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات، ومدير المكتب الوطني لمكافحة الإرهاب، وعضو المجلس الصيني لهيكل مكافحة الإرهاب الإقليمي لمنظمة شنجهاي للتعاون. كما أنه شغل منصب المدير العام لخفر السواحل الصيني بين عامي (2013- 2017).

في العاشر من نوفمبر عام 2016 انتخب الرئيس الـ85 للشرطة الدولية، وسيخدم في ذلك المنصب حتى 2020.

ربما يعجبك أيضا