هل ستحظى الصين بنفوذ عسكري في الشرق الأوسط؟

عمر رأفت
أسيا تايمز: هل سيكون للصين نفوذًا عسكريًا في الشرق الأوسط؟

كاتب: من الواضح أن الصين لديها مصالح أمنية وطنية عليها حمايتها في منطقة الشرق الأوسط.


تمثل طموحات الصين إلى الصعود عالميًّا، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، مثار تكهن لكثير من المراقبين.

ووفق مقال للكاتب يون سون، نشرته صحيفة آسيا تايمز الصينية، اليوم السبت 3 يونيو 2023، تحاول بكين أن تحل محل واشنطن كوسيط لحل النزاعات بالشرق الأوسط، مع طموحات سياسية وعسكرية خاصة، إلى جانب طموحات اقتصادية.

الصين تطيح بالولايات المتحدة

ذكر الكاتب يون سون في المقال أن المراقبين يرون أن أهداف وطموحات الصين تتجاوز مستويات التعاون على مستوى الطاقة، إلى محاولة الإطاحة بالولايات المتحدة ونشر قوات خاصة بها لإظهار قوتها. ويتيح هذا للاستراتيجيين طرح سؤال بخصوص ما يمثله هذا الأمر للولايات المتحدة.

وقال يون سون في مقاله إن من الواضح أن الصين لديها مصالح أمنية وطنية عليها حمايتها في منطقة الشرق الأوسط، فهي المنطقة التي تستورد الصين منها أكثر من 53% من احتياجاتها من النفط الخام، وهو ما لا تريد خسارته بالتأكيد.

اقرأ أيضًا: رحلة سرية.. ماذا فعل رئيس المخابرات الأمريكية في الصين؟

وأشار الكاتب في مقاله إلى مجالين يؤثران في إمدادات الطاقة في بكين وهما الإنتاج والنقل. وبينما تتلخص تهديدات الإنتاج في عدم الاستقرار الداخلي أو النزاعات بين الدول، تعد تحديات حماية نقل الطاقة أكثر تنوعًا، فتشمل عدم الاستقرار على المستوى الإقليمي، وتعطيل الاتصالات عبر الممرات البحرية، والقرصنة، والحصار البحري.

أسيا تايمز: هل سيكون للصين نفوذًا عسكريًا في الشرق الأوسط؟

آسيا تايمز: هل سيكون للصين نفوذ عسكري في الشرق الأوسط؟

تايوان نقطة الصدام

يقول الكاتب إنه ما دام اعتماد الصين على مصادر الطاقة في الشرق الأوسط مرتفعًا، سيظل خطر تعطيل الإنتاج والنقل حقيقيًّا، مشيرًا إلى أنه على الرغم من اعتمادها الكبير على مصادر الطاقة من الشرق الأوسط، تعلم بكين أن الشرق الأوسط يحتاج إلى الصين كما تحتاج بكين إلى الطاقة من المنطقة.

وفي حالة حدوث أزمة إقليمية تتسبب في تعطل الإنتاج أو النقل، لن تكون الصين الخاسر الوحيد، وستؤثر التداعيات في الدول المستوردة للنفط من آسيا إلى أوروبا، وهو السيناريو الذي لا تريده الصين ولا الولايات المتحدة.

اقرأ أيضًا| الصين تعترض على وصف حلف «الناتو» لها بأنها «تهديد»

ومن ناحية أخرى، أشار المقال إلى أن نقطة الصدام المحتملة الآن بين واشنطن وبكين هي تايوان. ففي حالة حدوث أعمال عدائية هناك، يمكن للولايات المتحدة استخدام جيشها لإغلاق أو خنق ممرات نقل الطاقة الصينية، لمحاولة إخضاع بكين في مضيق تايوان. ومن المفترض أن تستعد الصين لهذا الاحتمال، بتشديد عمليات نقل الطاقة لديها من الشرق الأوسط.

أسيا تايمز: هل سيكون للصين نفوذًا عسكريًا في الشرق الأوسط؟

آسيا تايمز: هل سيكون للصين نفوذ عسكري في الشرق الأوسط؟

تطوير طرق أخرى

أشار المقال إلى أنه بينما الولايات المتحدة تنفق، حاليًّا، أكثر من 70 مليار دولار على ميزانيتها العسكرية على المستوى الإقليمي فقط، وصلت ميزانية الدفاع الصينية بالكامل هذا العام إلى 224 مليار دولار. ولكي تجاري بكين الانفاق الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، سيتطلب هذا ثلثي ميزانيتها الدفاعية بالكامل.

ولحل هذه المشكلة، تعمل الصين البالغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، على تطوير وسائل أخرى أقل تكلفة للتخفيف من مخاطر أمن الطاقة، وسعت لإنهاء الصراعات الإقليمية من خلال التوسط في اتفاقات السلام بين دول متنازعة، وتحاول إحداث تناغم بينها وبين الدول المنتجة للطاقة.

أسيا تايمز: هل سيكون للصين نفوذًا عسكريًا في الشرق الأوسط؟

آسيا تايمز: هل سيكون للصين نفوذ عسكري في الشرق الأوسط؟

استبدال واشنطن

لدى الاستراتيجيين الأمريكيين مشاعر مختلطة بشأن الوجود الصيني المتنامي في الشرق الأوسط، فبينما واشنطن مقتنعة بأن بكين تسعى لاستبدال واشنطن كضامن للسلام في المنطقة، يحرص العديد من الدبلوماسيين الأمريكيين المخضرمين، بهدوء، على رؤية الصين تتعثر في منطقة تعاني صراعات لا يمكن حلها.

وشدد مقال آسيا تايمز على أنه حتى لو لم تنشر الصين قوات لها في منطقة الشرق الأوسط، فإن وجودها السياسي والاقتصادي والدبلوماسي سيكون قوة لا يستهان بها.

 

ربما يعجبك أيضا