هل ستنفجر الأوضاع بمسيرات الغضب في فلسطين؟

محمود

محمد عبد الكريم

القدس المحتلة – لم تكن المشاهد التي بثها الإعلام العبري، لمئات من عناصر “اليسام” (وحدة من قوات الاحتلال)، اليوم الثلاثاء، وهم يتدربون على اقتحام للمسجد الأقصى، في ظل التوتر واحتمالات التصعيد خلال يوم الجمعة القادم الذي يصادف يوم الأرض، وعشية عيد الفصح اليهودي، إلا إيذانا ببركان قد ينفجر في جمعة الغضب 30 مارس 2018.

مشاهد اعقبها تصريح لئيس أركان الجيش الاحتلال الإسرائيلي جادي آيزنكوت، بأن احتمالية الانفجار في الحلبة الفلسطينية عالية جدا.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن رئيس الأركان قوله، بأنه على ضوء التوتر الحاصل في الجنوب، فإن على الجيش الإسرائيلي، أن يكون يقظا ومستعدا لأي سيناريو، مضيفا : “أن أمامنا الكثير من التحديات، وفي حال حدوث أي تطور فعلى الجيش الرد بقوة وحزم”.

ووفقا للصحيفة العبرية، جاءت تصريحات آيزنكوت خلال مراسيم توزيع شهادات التقدير على الضابط المتميزين بالجيش الإسرائيلي، والتي جرت اليوم في قاعدة “بلماخيم” العسكرية.

وشدد المراقبون على أن سلطات الاحتلال بدأت تعمل على المستوى الأمني على الأرض من خلال تعزيز من جنودها وأدواتها القتالية غير التقليدية على الحدود من أجل قمع تلك التظاهرات السلمية، وفي الوقت ذاته تحاول الحفاظ على مستواها الإعلامي، بالتصريح أن المسيرة عمل “إرهابي” منظم من قبل فصائل في قطاع غزة وليس حراكاً جماهيرياً إنسانيا.

وتتأهب إسرائيل، سياسياً وأمنياً، لمواجهة تظاهرات فلسطينية على حدودها مع قطاع غزة وفي الضفة الغربية، في الذكرى السنوية الثانية والأربعين لـ “يوم الأرض” الجمعة المقبل، مع إعلان حركة “حماس” عن مسيرات جماهيرية “مليونية” إلى السياج الحدودي، ستتواصل أسبوعياً حتى منتصف أيار (مايو) المقبل في الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية.

لا تقتصر استعدادات الجيش على الحدود مع القطاع حيث ألغى عطلة عدد من الوحدات، إنما أيضاً الضفة الغربية والقدس المحتلتين، مع مخاوف من عمليات دهس أو طعن بالسكاكين في القدس، بمناسبة اقتراب عيد الفصح اليهودي، الجمعة المقبل. وعليه تقرر تعزيز قوات الجيش في الضفة الغربية والشرطة في القدس.

وأفادت مصادر عسكرية أن جيش الاحتلال سينشر قوات خاصة تضم قناصة، وأنه سيتم تزويد الجنود بوسائل مختلفة لتفريق المظاهرات والعمل على منع اقتحام السياج الحدودي.

وكشفت صحيفة “يسرائيل هيوم”، صباح اليوم الثلاثاء، أن حكومة الاحتلال أجرت اتصالات مكثفة، في الأيام الأخيرة، مع السلطة الفلسطينية في رام الله، بهدف إحباط اندلاع الغضب الفلسطيني في يوم الأرض، خاصّة على ضوء مسيرة العودة الفلسطينية التي يُفترض أن تنطلق من داخل قطاع غزة باتجاه السياج الحدودي.

وقالت الصحيفة إن الاتصالات بين حكومة الاحتلال والدول المذكورة تجري سراً، بهدف منع “التصعيد” في مسيرة العودة المقررة لشهر مايو/أيار القادم في يوم النكبة الفلسطينية والنشاطات المقررة يوم الجمعة، الذي يصادف الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض.

وأضافت الصحيفة أنها علمت من مصادرها أن هناك مخاوف في رام الله من تصعيد النشاطات المقررة في قطاع غزة، وانتقال الأحداث إلى الضفة الغربية.

وأشارت صحيفة “هآرتس”، في هذا السياق، إلى أن جيش الاحتلال يعتزم تعزيز تواجد قواته على الحدود مع قطاع غزة، ونشر عشرات القناصة على امتداد السياج الحدودي، وتسيير طائرات مسيرة محملة بقنابل الغاز لاستخدامها لتفريق جموع الفلسطينيين عند السياج الحدودي، ووضع وحدات كاملة على أهبة الاستعداد لمواجهة حالة اندفاع الجموع باتجاه الحدود، مع وضع سيناريوهات تتحدث، أيضاً، عن استخدام الرصاص الحي في مواجهة المتظاهرين.

وفي الضفة الغربية المحتلة، أشارت “يسرائيل هيوم” إلى أن أجهزة الأمن الفلسطينية تلقت تعليمات بالسماح للفلسطينيين بتسيير مسيرات وتظاهرات تضامنية مع قطاع غزة، ولكن وفي الوقت ذاته منع المتظاهرين من الوصول إلى خطوط التماس ونقاط الاحتكاك مع حواجز الجيش الإسرائيلي وتخوم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني فلسطيني قوله لها إنه “على الرغم من القطيعة السياسية بين السلطة وحكومة الاحتلال، إلا أن التنسيق الأمني (التعاون بين الأجهزة الفلسطينية وجيش الاحتلال) يجري بشكل مهني”.

وكان رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال غادي إيزنكوط، قال، أمس الاثنين، إن “هشاشة الأوضاع تلزم الجيش بالحفاظ على درجة عالية من اليقظة في مواجهة التهديدات المتطورة في بيئة استراتيجية متغيرة، نحن ملزمون بالعمل بتصميم وبقوة لإثبات تفوقنا”.

وعلى صعيد الاستعدادات في جيش الاحتلال، قالت الصحيفة إنه إضافة إلى نشر عدة وحدات وعشرات القناصة على امتداد الحدود مع قطاع غزة، فقد استدعى الجيش فرقاً من حرس الحدود والشرطة المختصة بمواجهة المظاهرات، وأنه سيتم استخدام كافة الوسائل.

ربما يعجبك أيضا