هل فشلت جميع الخطط الأمريكية لإجلاء الدبلوماسيين من السودان؟

شروق صبري
الصراع في السودان

يشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من أن القتال والأضرار التي لحقت بمطار الخرطوم قد تفسد فرصة إجلاء ما بين 70 إلى 90 دبلوماسيًا وعائلاتهم.


تسعى إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لإجراء مكالمة أخرى مع طرفي النزاع المسلح في السودان.

وأشتعلت حربًا في الخرطوم بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، يوم السبت الماضي، تركت معظم سكان المدينة، بمن فيهم الدبلوماسيون الأمريكيون والأوروبيون، محاصرين في منازلهم، مع أمل ضئيل في الهروب ما لم يندلع القتال.

جهود دولية

يعمل رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، على تنسيق المكالمات مع قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان وقائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، لتنسيق جهود خروج الدبلوماسيين الأمريكيين من البلاد.

زحسب صحيفة الجارديان البريطانية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، ووزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكين، إلى وقف إطلاق النار لمدة 3 أيام،على الأقل، بمناسبة عيد الفطر، لكن الجهود الجديدة لوقف القتال في السودان باءت بالفشل، على الرغم من تعهدات قوات الدعم السريع بهدنة لمدة 72 ساعة.

الصراع في السودان

الصراع في السودان

خطط الإجلاء

منذ اندلاع الأعمال العدائية في السودان، سعت الولايات المتحدة لإجلاء موظفي الحكومة، ووضعت دول أخرى خططًا لإجلاء آلاف الأجانب، لكن جهودهم توقفت بسبب استمرار العنف. والتمس العديد من العاملين في المجال الإنساني الدولي المأوى في فندق روتانا، الذي يضم 300 سرير في الخرطوم، ويقيم الآن أكثر من 1000 شخص، حسب ما أوردت الجارديان البريطانية

ومع اندلاع إطلاق نار جديد وانهيار آخر وقف لإطلاق النار، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أنها بصدد نشر قوات إضافية في شرق إفريقيا، حيث يوجد للولايات المتحدة قوة عمل عسكرية مقرها جيبوتي، للمساعدة في الإخلاء المحتمل لسفارة الخرطوم.

ومع ذلك، ذكرت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، أن نائبة وزير الخارجية الأمريكية، ويندي شيرمان، أبلغت المشرعين في الكونجرس أن المهمة العسكرية ستخرج الدبلوماسيين الأمريكيين وعائلاتهم من البلاد، وليس المواطنين الأمريكيين.

معسكر ليمونير

وفق الجارديان، بدأ التخطيط للانتشار في معسكر ليمونير في جيبوتي جديًّا، يوم الاثنين الماضي 17 إبريل، بعد هجوم على قافلة تابعة للسفارة الأمريكية في الخرطوم. وقال البنتاجون، في بيان “ننشر قدرات إضافية في مكان قريب في المنطقة، لأغراض طارئة تتعلق بتأمين وربما تسهيل مغادرة موظفي السفارة الأمريكية من السودان، إذا اقتضت الظروف ذلك”.

وطلبت وزارة الخارجية من المواطنين الأمريكيين في السودان البقاء داخل منازلهم، وقالت إن الوضع الأمني غير المستقر في الخرطوم وإغلاق المطار جعل إجلاء الموظفين أمر صعب، حتى رغم التنسيق من الحكومة الأمريكية.

صعوبات تواجه أمريكا

أشارت الجارديان إلى أن أي إجلاء للمواطنين الأمريكيين في السودان في الظروف الحالية، محفوف بالصعوبات والمخاطر الأمنية، فلا يزال مطار الخرطوم معطلًا والطرق البرية من العاصمة إلى خارج البلاد طويلة وخطيرة، حتى من دون الأعمال العدائية الحالية.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أنه إذا تعذر العثور على منطقة هبوط آمنة في الخرطوم أو بالقرب منها، فسيكون أحد الخيارات هو نقل من جرى إجلاؤهم إلى بورتسودان على البحر الأحمر. لكن هذه رحلة تستغرق 12 ساعة، والطرق فيها محفوفة بالمخاطر.

خيار آخر للهروب

وفق الجارديان، قد يكون الخيار الآخر هو الانتقال عبر إريتريا المجاورة، ومع ذلك، توجد مشكلة نظرًا لأن زعيم إريتريا، أسياس أفورقي، ليس صديقًا للولايات المتحدة أو للغرب عمومًا.

وأشارت فورين بولسي الأمريكية إلى أن الجيش الأمريكي يمتلك  طائرة من طراز V-22 Osprey يمكنها إيواء نحو 30 جنديًّا، والإقلاع والهبوط، لكن هذا الحل من الممكن أن يضع الدبلوماسيين أو المدنيين في مرمى النيران. وأطلق المتمردون في جمهورية إفريقيا الوسطى النار على الطائرات الأمريكية، التي جرى إجلاؤها في عام 2012.

وفق الجارديان، كانت آخر مرة أجلت فيها الولايات المتحدة موظفي السفارة برًا من ليبيا في يوليو 2014، عندما نقلت قافلة كبيرة من المركبات العسكرية الأمريكية الموظفين من سفارة طرابلس إلى تونس. ونفذت أيضًا عمليات إجلاء حديثة، وعلى الأخص في أفغانستان واليمن، ولكن كانت إلى حد كبير عن طريق الجو.

الصراع في السودان

الصراع في السودان

الأمن هو الحل

قالت مجلة فورين بولسي الأمريكية إنه مع استمرار تشكيل خطط الهروب وتضاؤل ​​الإمدادات، بالنسبة لمعظم الدبلوماسيين والمواطنين الغربيين المحاصرين في السودان، أصبح الأمن هو التركيز الأكبر في أروقة السلطة في الولايات المتحدة وأوروبا.

وحسب المجلة، قالت مساعدة وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، مولي في، بعد فترة وجيزة من تشكيل الوزارة لفريق عمل لمواجهة الأزمات في السودان، “إن إجلاء المواطنين الأمريكيين والموظفين الدبلوماسيين من الخرطوم غير ممكن حتى يتوقف القتال”.

خطط إجلاء آمنة

أشارت فورين بولسي إلى أن الحكومات الغربية تسعى جاهدة لصياغة خطط إجلاء آمنة، مع تصعيد مقاتلي الدعم السريع من هجماتهم على الدبلوماسيين الأجانب ومجمعات الأمم المتحدة.

واندلع القتال بين الفصائل العسكرية المتناحرة، نهاية الأسبوع الماضي، وأسفر العنف عن مقتل أكثر من 400 شخص حتى الآن، ودفع دولة تعتمد على المساعدات الغذائية إلى ما تصفه الأمم المتحدة بأنه كارثة إنسانية.

اقرأ أبضًا| واشنطن تخطط لإجلاء دبلوماسييها في السودان.. ولا أفق لنهاية النزاع
اقرأ أيضًا| اشتباكات السودان.. واشنطن تستعد لفرض عقوبات على طرفي النزاع

ربما يعجبك أيضا