هل نجحت زيارة “خان” في إبعاد شبح الحرب بين السعودية وإيران

يوسف بنده

رؤية

كتبت وكالة فارس الإيرانية، هل ستزيل رحلة “عمران خان” غيوم التوتر بين طهران والرياض؟ وهي تقصد بذلك الحديث عن نتائج زيارة رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان إلى السعودية، في 15 أكتوبر 2019، والذي يعدّ أعلى مسؤول سياسي في “إسلام أباد”، حيث التقى مع الملك “سلمان” وولي العهد الأمير “محمد بن سلمان”؛ وهدفت زيارته إلى الوساطة بين طهران والرياض.

وفي هذا السياق، كتب وزير الخارجية الباكستاني “محمود قريشي” تقريراً مفصّلاً حول هاتين الزيارتين وأكد أن هناك العديد من المؤشرات الإيجابية، حيث قال: “لقد استجابت السعودية بشكل إيجابي لمبادرة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان لتخفيف التوترات في منطقة الخليج”.

كما أكد قريشي قائلاً: “استجاب القادة السعوديون بشكل إيجابي وهذا الأمر أثبت بأن الدبلوماسية هي الطريق الوحيد للاتفاق وحل النزاعات في المنطقة، لقد بدأنا بداية جيدة”.

وفي هذا الصدد، ووفقاً لصحيفة “باكستان ديلي ديفان”، حثّ رئيس الوزراء الباكستاني “عمران خان” خلال زيارته للسعودية القادة السعوديين على تسوية النزاعات الإقليمية بسلام وعلى وجه الخصوص، أكد “خان” على حل الأزمة اليمنية وتقديم رؤية أوضح لوقف إطلاق النار في هذا البلد المنكوب.

ولفتت تلك الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الباكستاني ركّز في مهمته الأساسية هذه على حل الأزمة اليمنية وإقامة نوع من التعاون بين طهران والرياض.

بالنظر إلى رغبة السعودية الجادة في حل الأزمة اليمنية والحدّ من تهديدات قوات “أنصار الله” ضد الأراضي السعودية، يبدو أن محور هذه الوساطة الباكستانية سوف يركّز على حل تلك الأزمة وإزالة غيوم التوتر بين البلدين.

في الواقع، إن دعوة السعودية لإجراء محادثات مع الجانب الإيراني بشأن الأزمة اليمنية والضوء الأخضر الذي أظهرته طهران، يشيران إلى أن “عمران خان” نجح في هدفه المتمثّل في إزالة سحابة التوتر المظلمة بين القوتين الإقليميتين المهمتين في المنطقة.

المسألة اليمنية

تعد المسألة اليمنية هي القضية الأكبر في الخلافات بين الرياض وطهران، سيما أنها تعبر عن تدخل إيراني واضح ضد الأمن القومي السعودية والاقتراب من الأراضي السعودية.

وظهور وزير الخارجية الإيرانية، جواد ظريف، على قناة المسيرة التابعة لجماعة أنصار الله الموالية لإيران والتي تقاتل بالنيابة عنها ضد السعودية؛ يعني أن ظريف يبعث برسالة تهدئة إلى السعودية، خاصة أنه أعلن دعم بلاده لإنهاء الحرب في اليمن.

حيث قال ظريف، “مستعد لزيارة السعودية لحل الخلافات معها في حال كانت الظروف مواتية لذلك. وأن إيران ترحب بأي مبادرة لخفض التوتر في المنطقة، ومستعدون للتعاون مع أي خطوة لإنهاء الحرب في اليمن”.

وأكد وزير الخاريجية الإيراني على أن المفاوضات رئيس الوزراء الباكستاني مع عمران خان حول اليمن متواصلة.

وتقود السعودية، منذ 26 مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها الجماعة أواخر عام 2014. وتنفذ جماعة “أنصار الله” هجمات متكررة بطائرات دون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة، تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وعلى أراضي المملكة.

كما أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، اليوم الإثنين، أنه “تم إرسال نص “مبادرة هرمز للسلام” الإيرانية إلى قادة الدول المعنية، ويحدونا الأمل بأن تنضم لهذه المبادرة”. وهي المبادرة التي دعت لها إيران دول للخليج للمشاركة في تأمين مياه الخليج، مع التعهد بعدم الاعتداء.

وقد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية إيلنا، حوارها مع “فرانك إن وون هيبل” مساعد الأمن القومي الأسبق في البيت الأبيض، الذي قال “لا أرى الحرب حقًا نتيجة للهجوم على أرامكو ، لكنني أعتقد أن الهجوم هذا أظهر ما سيحدث في حالة حدوث نزاع عسكري. الوضع خطير فعلا”.

ربما يعجبك أيضا