هل يتزايد اهتمام الولايات المتحدة بأمريكا اللاتينية؟

أحمد ليثي

سيطرح أوستن قضايا دعم الديمقراطية وتعزيز الردع المتكامل، وهو تعاون حكومي كامل لتحقيق الأهداف الأمنية، وفقًا للبيان الإخباري لوزارة الدفاع


غادر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إلى القيادة الجنوبية الأمريكية، وسيزور بعدها البرازيل، للمشاركة في المؤتمر 15 لوزراء دفاع الأمريكتين.

وبحسب موقع أير فورس ماجازين الأمريكي، أول من أمس الاثنين 25 يوليو 2022، حققت الصين نجاحات عديدة في أمريكا الجنوبية، فهي تقدم المساعدة العسكرية لفنزويلا بالمنطقة، ما يجعل أهداف الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية من التحديات التي سيواجهها وزير الدفاع الأمريكي.

إغفال الولايات المتحدة لأمريكا الجنوبية غير مقبول

قالت قائدة القيادة الجنوبية الأمريكية، الجنرال لورا جاي ريتشاردسون، في 20 يوليو بمؤتمر آسبن الأمني: “نميل إلى النظر إلى الشرق والغرب كثيرًا، لكننا لا ننظر كثيرًا إلى أمريكا اللاتينية، وأنا أسمي ذلك العمى الجنوبي، يوجد أعداء يستغلون هذه المنطقة كل يوم، ونحن نعد هذه المنطقة منقطتنا”.

ووفقًا للبيان الصادر عن البنتاجون، يتضمن جدول أعمال المؤتمر مناقشات حول الأمن السيبراني، والمساعدات الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث، ودور المرأة والسلام والأمن والهجرة، وسيتعرض أوستن لحالة الردع المتكامل أيضًا، وستشجع الدول المشاركة البالغ عددها 34 دولة على العمل معًا، لردع العدوان والتهديدات للديمقراطية الإقليمية.

الردع المتكامل

قالت قائدة القيادة الجنوبية الأمريكية، إن الردع المتكامل هو وسيلة لردع الصين في المنطقة، وعلى بلدنا أن تردع الصين، لأنها ترغب في استبدال الولايات المتحدة، وأنا عندما أنظر إلى أسلوب الردع المتكامل، أرى كل عناصر القوة الوطنية التي لدينا في الولايات المتحدة.

وأوضحت ريتشاردسون أن “هدف الجهات الخبيثة هو اكتساب مزايا دبلوماسية ومعلوماتية وعسكرية واقتصادية، وتوازنات مواتية للقوى، من خلال استراتيجيات قسرية وعدوانية على نحو متزايد لخدمة مصالحهم غير المتكافئة”. وهو الأمر الذي يوجب على الولايات المتحدة التنبه جيدًا، لعدم استغلال ذلك ضدها من جانب أعدائها والقوى المناوئة لها.

تحديات أمام الولايات المتحدة

بحسب التقرير، الذي نُشر في أير فورس ماجازين، سيواجه أوستن تحديات كبيرة في منطقة ذات اقتصادات تضررت بشدة من فيروس كورونا وتأثيرات الكوارث الطبيعية في السنوات الأخيرة، في حين قالت ريتشاردسون في منتدى آسبن، إن الصين استثمرت في البنية التحتية، في أمريكا الجنوبية.

واستثمرت الصين في أمريكا اللاتينية في مشاريع موانئ المياه العميقة، والاتصالات السلكية واللا سلكية، وموانئ الفضاء مع مشاريع في 25 دولة في نصف الكرة الأرضية، ففي البرازيل، وهي أكبر اقتصاد في أمريكا الجنوبية، تعد الصين الشريك التجاري الأول.

الولايات المتحدة تلقي باللوم على فنزويلا

وفقًا للتقرير، قالت ريتشاردسون، إن فنزويلا تسببت في الكثير من عدم الاستقرار في المنطقة، وتسببت في الكثير من الهجرة، ورفض مناقشة التهديدات الأمنية التي تمثلها الدولة الاشتراكية، وفي عام 2018، أرسلت روسيا طائرتين من طراز توبوليف تي يو-160 الأسرع من الصوت في مهمة إلى البلاد.

ومن جهة أخرى، تعد فنزويلا أكبر مشتر إقليمي للأسلحة الصينية، وفقًا لتقرير صادر عن مجلس العلاقات الخارجية في أبريل 2022، ولذلك سيطرح أوستن قضايا دعم الديمقراطية وتعزيز الردع المتكامل، وهو تعاون حكومي كامل لتحقيق الأهداف الأمنية، وفقًا للبيان الإخباري لوزارة الدفاع.

الفساد في أمريكا اللاتينية

أشارت ورقة المشاركة الأمريكية إلى أن الجهات الفاعلة الخبيثة، وكذلك الجماعات غير المشروعة، تعزز الفساد لتقويض المؤسسات الديمقراطية، واستشهدت الورقة بأنشطة المنطقة الرمادية مثل الصيد غير القانوني والإكراه الاقتصادي، وهما تكتيكان صينيان معروفان يؤثران في المنطقة.

ومن جهتها، قالت ريتشاردسون إن الصيد غير القانوني يحرم المنطقة من 3 مليارات دولار من العائدات، ولذلك ساعدت الولايات المتحدة دولًا في المنطقة على مكافحة الصيد غير القانوني، من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية الفضائية والاستخبارات البحرية والمراقبة والاستطلاع.

الصراع عبر المعلومات

بحسب التقرير، قالت ريتشاردسون إن حملات التضليل التي تتبناها روسيا تهدد الديمقراطية والنفوذ الأمريكي في نصف الكرة الأرضية، وأوضحت أن الصين وروسيا لديهما أهداف قصيرة المدى لتقويض ديمقراطيتنا، والتسبب في زعزعة الاستقرار من خلال الاعتماد على بيئة المعلومات عبر أكثر من 30 مليون متابع على وسائل التواصل الاجتماعي.

واستشهد ريتشاردسون بموقعي وسائل الإعلام الحكومية الروسية باللغتين الإسبانية والبرتغالية “سبوتنيك” و”روسيا اليوم”، لذلك تستميل الولايات المتحدة دول أمريكا الجنوبية، عبر تقديم الدعم في مجالات مثل القيم وحقوق الإنسان وسيادة القانون والديمقراطية وأنماط الهجرة، وتقدم المساعدة الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث إلى الدول التي تضررت بشدة من الزلازل والعواصف.

ربما يعجبك أيضا