هل يحضر بشار الأسد القمة العربية المقبلة؟

إسراء عبدالمطلب
عودة سوريا للحضن العربي.. عرض جديد مدعوم من السعودية

مبادرة عربية لإعادة العلاقات مع النظام السوري.. فما بنودها؟


تشجع بعض الدول العربية الرئيس السوري، بشار الأسد، على اتخاذ خطوات نحو استئناف العلاقات مع دول المنطقة، وفي الوقت ذاته كبح نفوذ إيران.

وحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، اقترحت دول عربية، لم تحددها، مساعدات بمليارات الدولارات لإعادة بناء سوريا، بعد الحرب الأهلية التي استمرت 12 عامًا، وتعهدت بالضغط على الولايات المتحدة وأوروبا لرفع العقوبات الاقتصادية عن حكومة الأسد.

عودة سوريا للحضن العربي.. عرض جديد مدعوم من السعودية

عودة سوريا للحضن العربي.. عرض جديد مدعوم من السعودية

عرض عربي للأسد

ذكرت وول ستريت جورنال، في تقريرها، إن تلك الدول اشترطت لتفعيل المبادرة، أن يتعاطى الأسد مع المعارضة السياسية السورية، ويقبل وجود قوات عربية لحماية اللاجئين العائدين، والسيطرة على تهريب المخدرات غير المشروع، وأن يطلب من إيران التوقف عن توسيع وجودها في البلاد.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مستشار للحكومة السورية ومسؤولون عرب ومسؤولون أوروبيون مطلعون على المحادثات، إن المحادثات في مرحلة مبكرة، مشيرة إلى أن القوى الغربية لم تُظهر أي ميل لإنهاء العقوبات الصارمة.

دعم سعودي للتطبيع مع الأسد

أعطى الزلازل المدمرة، التي ضربت تركيا وسوريا، في 6 فبراير الماضي، وقتلت 6 آلاف مواطن سوري، وفق التقديرات الرسمية، زخمًا للمحادثات العربية للتطبيع مع نظام الأسد، الذي سعى لتقليل عزلة بلاده، وفق التقرير.

ووافقت المملكة العربية السعودية، مؤخرًا، على استعادة العلاقات مع إيران، في صفقة بوساطة الصين، ما يشير إلى أن المملكة منفتحة على تغيير المسار في الاصطفاف الجيوسياسي للمنطقة. ودعا وزير الخارجية السعودي الأمير، فيصل بن فرحان،  إلى إنهاء الوضع الراهن بشأن سوريا، للسماح بالرد على أزمتها الإنسانية طويلة الأمد.

الأسد يستعيد سوريا

قال التقرير إن الانفراج بشأن الأسد قد يكون أحد أكثر الأمثلة جرأة على إعادة الاصطفاف الواسع الجارية في الشرق الأوسط، مع تلاشي التوترات التي انبثقت عن ما يسمى بالربيع العربي وتغير مصالح القوى الأجنبية في المنطقة.

لكنه أشار إلى أن روسيا وإيران تظلان شريكين رئيسين للنظام السوري، لافتة إلى أن الأسد وصل إلى موسكو، يوم الأربعاء 15 مارس، لإجراء محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين، تهدف إلى تطوير التعاون التجاري والإنساني بين البلدين.

عودة سوريا إلى الجامعة العربية

علقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا عام 2011، وفرضت عقوبات على حملة الأسد ضد الاحتجاجات، التي بدأت خلال انتفاضة الربيع العربي، وسرعان ما تحولت إلى حرب أهلية، مع انتشار الجماعات الإرهابية، وفرضت الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات صارمة على دمشق والشركات المرتبطة بعائلة الأسد.

لكن الآن، وفق التقرير، يوجد احتمال لإعادة إدماج سوريا في المنطقة، وإعادة إدراجها على جدول أعمال القمة العربية المقبلة، هذا العام، في السعودية، وأشار التقرير إلى أن تحسين العلاقات مع الأسد يساعد على تقليل نفوذ إيران على أحد حلفائها الرئيسين بالمنطقة، منوهًا بزيارة وزراء خارجية عرب دمشق، في الأسابيع الأخيرة، في أول زيارة دبلوماسية منذ 2011.

رفع العقوبات عن الأسد

قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن العقوبات المفروضة على سوريا لها تصاريح طويلة الأمد تسمح بالمساعدة الإنسانية، وتابع: “يظل تركيزنا في هذا الوقت من الأزمات على إنقاذ الأرواح ومساعدة الشعب السوري على التعافي من الزلزال، ونشجع شركائنا الإقليميين على اتباع نفس النهج. ”

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، الشهر الماضي مباشرة بعد الزلزال، إننا “نشجع التطبيع” فقط، إذا نفذ نظام الأسد خريطة الطريق نحو انتخابات حرة.

ولا يزال الاتحاد الأوروبي يشعر بالقلق إزاء سجل الأسد تجاه حقوق الإنسان وعدم رغبته في إجراء انتخابات حرة، واستبعد دعوة الحكومة السورية لعقد مؤتمر للمانحين، ومن المقرر في الأشهر المقبلة، إعادة بناء المناطق التي ضربها الزلزال، حسب مسؤولين أوروبيين.

الاستفادة من التعاطف الدولي

سمحت الولايات المتحدة وأوروبا بإعفاءات إنسانية واسعة من العقوبات، لفتح الطريق أمام مساعدات الزلزال إلى شمال غرب سوريا، لكنهم يقولون إن الزلازل لا ينبغي أن تكون ذريعة لتغيير جذري في السياسة تجاه بشار الأسد.

وفي 6 فبراير، بعد ساعات فقط من وقوع الزلازل، طلبت مستشارة اتصالات الأسد، بثينة شعبان، من مسؤولي وزارة الخارجية والصحة الاستفادة من التعاطف الناتج عن الكارثة، للضغط على الرأي العام الدولي لإنهاء العقوبات، واستخدام المساعدات لتوثيق العلاقات مع الدول العربية.

تقارب عربي إيراني

رحبت إيران، التي تعاني من ضائقة مالية، واضطرت لقطع الوقود والإمدادات الطبية عن سوريا، بالتقارب العربي حتى الآن، لكنها لم تظهر أي مؤشر على تقليص وجودها العسكري.

ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، التقدم بين سوريا والعالم العربي بأنه نهج واقعي وخطوة إيجابية نحو التضامن الإسلامي.

ربما يعجبك أيضا