هل يحل الذكاء الاصطناعي محل الجنود في الحروب؟

عمر رأفت
هل يحل الذكاء الاصطناعي محل الجنود في الحروب؟

لا يريد معظم الجنود الموت في المعركة ويرغبون في العودة سالمين في نهاية الحرب، إلا استثناءات قليلة، ولكن في بعض الثقافات، مثل الإسكندنافية، يعد الموت في المعركة نهاية مشرفة.

وفي مقال بموقع “ريسبونسبل ستيت كرافت”، اليوم الأربعاء 4 سبتمبر 2024، للكاتب فرانك جيوسترا، قال فيه إن احتمالية التعرض لإطلاق النار أو التفجير أمر مرعب، ويترتب عليه أن التجنيد بالنسبة للبعض بمثابة تحدي.

إقناع المواطنين بالحرب

في مقالة نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، مؤخرًا سلطت الضوء على الصعوبة المتزايدة في تجنيد جنود جدد في أوكرانيا، فبعد عامين ونصف العام من الحرب، أصبح التطوع في الجيش الأوكراني أمر نادر الحدوث.

وأضاف مقال بي بي سي، أنه بناء على ذلك، فقد أصدرت أوكرانيا قانونًا يلزم جميع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و60 عامًا بتسجيل بياناتهم في قاعدة بيانات إلكترونية للتجنيد المحتمل.

وعلى مر التاريخ، واجه الحكام والسياسيون تحدي إقناع المواطنين العاديين بالتجنيد للحرب، فكيف يقنع القادة شعوبهم بحمل السلاح والمخاطرة بحياتهم؟

ثورة في عالم الأسلحة

قال جيوسترا في مقاله إن الذكاء الاصطناعي سيكون له دورًا في هذا الأمر، بل إنه سيحدث ثورة في عالم الأسلحة على نحو لم يسبق له مثيل في التاريخ، ويسلط تقرير حديث صادر عن معهد كوينسي، الضوء على دخول وادي السليكون إلى صناعة الأسلحة، ويقتبس التقرير مقوله من الرئيس التنفيذي السابق لشركة جوجل إريك شميت، مفادها أنه من حين لآخر، يظهر سلاح جديد، وتكنولوجيا جديدة.

ويمكن للذكاء الاصطناعي تحقيق ما لا يستطيع البشر تحقيقه، من خلال تحليل ملايين المدخلات، وتحديد الأنماط، وإصدار تنبيهات أسرع من البشر، ويؤكد الخبراء العسكريون أن الجانب الذي ينجح في اختصار عملية الحرب وتحديد الهدف وتدميره في وقت أقصر هو المنتصر.

وقال الكاتب في مقاله إنه سيكون هناك روبوتات سيتم تزويدها بالأسلحة والذخيرة والمدافع الرشاشة وغيرها من الأسلحة، وستكون شبيهة للبشر في التحركات، وسيكون هناك الالاف منها بكميات كبيرة.

حرب الجيل الخامس

كما سيشمل مستقبل الحرب أيضًا حرب الجيل الخامس، والتي تتم في المقام الأول من خلال الإجراءات العسكرية بدون تحركات الجيوش، مثل الهندسة الاجتماعية، والتضليل، والهجمات الإلكترونية، وإن هذه الأساليب، عندما تقترن بالذكاء الاصطناعي والأنظمة المستقلة بالكامل، يمكن أن تكون مدمرة مثل الحرب الحركية.

وأشار جيوسترا إن إضافة الذكاء الاصطناعي إلى أي من هذه الأسلحة يخلق أنظمة مستقلة قادرة على اتخاذ القرارات دون تدخل بشري، ولكن في نفس الوقت، لا يجب الاستهانة بالأخطاء الكارثية التي يمكن أن يفعلها الذكاء الاصطناعي.

وأوضح الكاتب في مقاله أن الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى ما يسمى بالبوصلة الأخلاقية؛ فهو يهدف إلى إكمال مهمته بشكل كامل، وكما يوضح المؤلف وخبير الذكاء الاصطناعي ماكس تيجمارك، “لا تحتاج الآلة إلى أن تكون شريرة؛ بل تحتاج ببساطة إلى أن تكون قادرة على تحقيق أهدافها لتكون تهديدًا محتملاً”.

اتخاذ قرار الحرب سيكون أسهل

أكد أنه في حال حدوث ما سبق، سيقل عدد قتلى الحرب، بل إن اتخاذ قرار الحرب سيكون أسهل.

ونظرًا لأن الولايات المتحدة انخرطت في عقود من الحروب التي دمرت الأرواح والاقتصادات دون تحقيق أهدافها المعلنة، وساهمت بشكل كبير في ديون البلاد الكبيرة، أصبح الرأي العام، وخاصة الجيل زد لا يقبل بقرار إعلان الحرب.

وأنهى جيوسترا مقاله، وقال إن إدخال التكنولوجيا في مجال الحرب سيترتب عليها حروب ستكون أكثر عبئًا، وستكون النتائج مأسوية.

ربما يعجبك أيضا