هل يخسر حزب المحافظين البريطاني الانتخابات المبكرة في يوليو؟

إدارة المحافظين الكارثية للاقتصاد حطمت صورة بريطانيا كنظام سياسي مزدهر

بسام عباس
ريشي سوناك

توقع الكاتب الأمريكي فريد زكريا، أن يعاني حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا من هزيمة ساحقة في الانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها في الرابع من يوليو المقبل.

وأوضح، في مقاله بصحيفة “واشنطن بوست”، أن الحملة الانتخابية في المملكة المتحدة تقدم “لمحة أخرى عن الاتجاه الذي تتجه إليه السياسة في الديمقراطيات المتقدمة.

التوجه نحو المركز

قال فريد زكريا، في مقاله المنشور السبت 22 يونيو 2024، إن المحافظين يعانون من نقص ملحوظ في الكفاءة وتساؤلات حول ما يمثلونه، ويبدو أن حزب العمال استفاد من التوجه نحو المركز.

ويرى أن زعيم حزب العمال “كير ستارمر” يفتقر إلى الكاريزما، لكنه تعامل مع استراتيجية الحزب ببراعة، معتمدًا على النمو الاقتصادي وتحسين الخدمات الحكومية مع تجنب “أي تلميح لأجندة متيقظة”.

وخلص فريد إلى أن “الدرس المستفاد من بريطانيا هو أنه لكي يفوز اليسار، يجب عليه أن يحافظ على الأرض الوسطية، ويضمن بشكل خاص عدم إمكانية الالتفاف عليه في قضية الهجرة، والابتعاد عن السياسات الأيديولوجية المفرطة التي تنفر العديد من الناخبين العاديين”.

ماذا حدث للمحافظين؟

تكثر التنبؤات بهزيمة ساحقة لحزب المحافظين البريطاني، كما تكثر الملاحظات حول الأخطاء الواسعة والضيقة التي يرتكبها الحزب وزعيمه، وأعلن رئيس الوزراء “ريشي سوناك” إجراء الانتخابات في 4 يوليو، وخرج من الاحتفال بذكرى يوم النصر لإجراء مقابلة تلفزيونية، وهو ما اعتذر عنه لاحقًا.

من جهته، انتقد الكاتب “جون إليدج” في مجلة (The New Statesman) عدم كفاءة سوناك السياسية ووصفها بأنها “كوميديا الأخطاء”. وفي مجلة (The Spectator) البريطانية التي تنتمي إلى يمين الوسط، كتبت المحررة السياسية “كاتي بولز” أن مهمة سوناك الانتخابية المحتضرة ستكون الحد من خسائر حزب المحافظين.

وفي مقال آخر نشرته مجلة (The New Statesman)، كتب أندرو مار أنه مع تراجع حزب المحافظين، فإن حزب الإصلاح البريطاني الشعبوي اليميني بزعامة نايجل فاراج يلوح في الأفق كقوة ذات مصداقية يمكن أن تؤثر على نتائج الانتخابات.

تفكير قصير المدى

قال الكاتب توم كرو، في مجلة (London Review of Books)، السبت 22 يونيو 2024، إن التفكير قصير المدى تغلغل في معالم حزب المحافظين، ممثلًا في: التقشف بعد عام 2008، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والاستجابة غير المنتظمة لكوفيد-19، و”ميزانية ليز تروس المصغرة” التي أدت إلى هبوط الجنيه الاسترليني مؤقتًا، ثم التقلبات المتتالية في فترة ولاية تيريزا ماي وسوناك.

ويعتقد كرو أن تراجع حزب المحافظين يعود إلى الاقتصاد والجوانب السلبية لروح الحكومة الصغيرة، مشيرًا إلى أنه “لم يكن توجه حزب المحافظين قصير الأمد أكثر وضوحًا من سياسة التقشف التي ينتهجها واعتقاده المغرور بأنه قادر على تجنب إلحاق الأذى بنفسه بينما يترأس كرنفالًا لإيذاء الذات على المستوى الوطني”.

وأوضح أن الإدارة الكارثية للاقتصاد والمجال العام هي التي حطمت صورة بريطانيا الذاتية كنظام سياسي مزدهر وناجح وجيد الأداء، متهمًا المحافظين بأنهم جعلوا البلاد أكثر فقرًا، لافتًا إلى أن مستويات التوظيف كانت مرتفعة، لكن الوظائف التي جاءت في عهد المحافظين كانت في الأساس منخفضة الأجر وغير آمنة.

ربما يعجبك أيضا