هل يصبح اليوان الصيني ملاذًا آمنًا مع تفاقم الأوضاع الجيوسياسية؟

سارة كريم

انخفض اليوان بعد أنباء إطلاق الهجوم وكان تراجعه مقابل الدولار أقل حدة من أقرانه، ليفقد في التعاملات المحلية بالصين 0.1 % إلى 6.3185 للدولار


تراجعت أسواق الأسهم الرئيسة، وانخفضت العملات من اليورو إلى الوون الكوري، بعد أن أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإطلاق عملية نزع السلاح في أوكرانيا.

تفوق اليوان الصيني بفضل تماسكه أمام تراجع الأسواق العالمية، ووصل أعلى مستوياته في السنوات الـ4 الماضية، قال خبراء، الخميس، 24 من فبراير 2022، إن اليوان الصيني من المرجح أن يحتفظ بقوته كملاذ آمن للمستثمرين العالميين الذين يبحثون عن ملاذ ضد الصراعات الجيوسياسية، ما يترك مساحة سياسية أكبر للبنك المركزي الصيني لدعم الاقتصاد، وذلك كما ورد في خدمة أخبار الصين “اي سي ان ايس”.

نجاح اليوان في كونه ملاذًا آمنًا

بفضل الجهود التي يبذلها صناع السياسات الصينين لتيسير التقدم لدعم النمو الاقتصادي ونمو الصادرات المرن، اكتسب اليوان الصيني مكانة كعملة ملاذ لآمن، بسبب الإضرابات الأخيرة في السوق العالمي.

يسعى المستثمرون إلى الاستقرار في غضون هذه التوترات الجيوسياسية المتصاعدة التي تزعج الأسواق العالمية. فانخفض ارتباط اليوان بالتقلبات العالمية إلي أدنى مستوى له في 3 سنوات في وقت سابق هذا الأسبوع. ووصفت السندات السيادة الصينية التي اجتذبت 575.6 مليار يوان (91 مليار دولار) من التدفقات في العام الماضي، وُصفت أيضًا بأنها بدائل محتملة لسندات الخزانة الأمريكية.

البعد عن المخاطرة

نقل تقرير إخباري صيني محلي الخميس عن محللين قولهم، إن التقلبات المنخفضة والقوة الشرائية المستقرَّة، جعلتا الأصول المقوَّمة باليوان أكثر جاذبية، وإن العملة الصينية تتقلب في نطاق 6.3 إلى 6.5 مقابل الدولار بفضل العزوف عن المخاطرة.

انخفض اليوان بعد أنباء الهجوم، وكان انخفاضه مقابل الدولار أكثر صمتًا من أقرانه. وانخفض اليوان المحلي 0.1% إلى 6.3195 للدولار حتى الساعة 5:30 مساء في بكين. ارتفع مؤشر بلومبرج CFETS RMB، الذي يقيس أداء العملة مقابل 24 شريكًا تجاريًا رئيسيًا، إلى 104.16، وهو أعلى معدل على الإطلاق في البيانات التي جمعتها بلومبرج منذ عام 2007.

خطر محتمل

أن يصبح اليوان قويًّا للغاية فهناك خطر بالنسبة لبنك الصين الشعبي لأنه قد يؤدي إلي تدخله، يقوض هذا التهديد احتمالية أن تصبح العملة ملاذًا موثوقًا به، ويشير التحرير الجزئي لحساب رأس المال في الصين إلى أن وضعها لا يزال “عملًا قيد التقدم”، وفقًا لبنك الكومنولث الأسترالي.

الاختلافات المتزايدة بين السياسة النقدية الصينية والبنوك المركزية الرئيسية الأخرى ستتسبب في ضغط على اليوان. قال هوانغ ييبينغ، أستاذ الاقتصاد بجامعة بكين والعضو السابق في لجنة السياسة النقدية في بنك الشعب الصيني (PBOC): “كان الاقتصاد الصيني غير مستقر بعض الشيء مؤخرًا، لكن السلطات أبدت تصميمًا كبيرًا على استقراره منذ نهاية العام الماضي”.

أصول اليوان والسندات الحكومية من أسباب الملاذ الآمن

أضاف ييبينغ: “يعتقد المستثمرون أن أصول اليوان بما في ذلك سندات الحكومة الصينية يمكن أن يكون لها بعض وظائف الملاذ الآمن. على الرغم من أنه لا يمكنك بالطبع مقارنتها بالدولار الأمريكي”.

وقال مات سيمبسون، محلل السوق في GAIN Capital  “إن حيازات المستثمرين العالميين المتزايدة في الأسهم والسندات الصينية ستدعم اليوان أيضًا”، مضيفًا: “إن الأموال الأجنبية التي تصل قيمتها إلى 800 مليار يوان (126.6 مليار دولار) قد تتدفق إلى السندات الصينية هذا العام، في حين أن التدفق الأجنبي السنوي لأسهم الصين A يمكن أن يصل إجمالي 200 مليار إلى 300 مليار يوان عبر وصلات الأسهم”.

ربما يعجبك أيضا