هل يعلن الاتحاد الأوروبي الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية؟

يبدو أنه توجد علاقة ترابط بين الاحتجاجات في إيران والحرب في أوكرانيا، دفعت الاتحاد الأوروبي لفرض المزيد من الضغوط على طهران.

وطالب البرلمان الأوروبي بحظر الحرس الثوري الإيراني، في فترة من التوتر المتزايد بين طهران وبروكسل، على خلفية الاحتجاجات والإعدامات التي تشهدها إيران، واتهام الغربيين لها بتزويد روسيا بطائرات مسيّرة ضد أوكرانيا.

حظر الحرس الثوري الإيراني

طلب البرلمان الأوروبي الخميس الماضي، من الاتحاد الأوروبي إدراج الحرس على القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية، بما يشمل فيلق القدس الموكل بالعمليات الخارجية، وقوات التعبئة (الباسيج) التي تساند النظام الإيراني في الداخل.

وهذا بالإضافة إلى حظر أي نشاط اقتصادي أو مالي مع الحرس الثوري. وفي تنسيق بين الحرس الثوري والبرلمان داخل إيران لمواجهة العقوبات الأوروبية، وحسب تقرير موقع سباه نيوز، قال قائد الحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، إن على الأوروبيين تحمّل العواقب إذا أخطؤوا.

وقال رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، إن بلاده “ستعد جيوش الدول الأوروبية في المنطقة منظمات إرهابية”، وذلك ردًّا على موقف الاتحاد الأوروبي من الحرس الثوري الإيراني.

معلومات أوكرانية مؤكدة

أعلن مكتب المدعي العام الأوكراني، أمس السبت، حسب تقرير أوكراين فورم، أن الحكومة الأوكرانية لديها أدلة على تزويد إيران للجيش الروسي بطائرات بدون طيار، تُستخدَم في العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا.

وقال رئيس قسم جرائم النزاعات المسلحة في مكتب المدعي الأوكراني يوري بيلوسوف، إنه يجري حاليًّا جمع المزيد من الأدلة، لتوجيه الإدانات إلى مسؤولين وأفراد في إيران عن طريق المحكمة الأوكرانية، وليس لدى مكتب المدعي العام (الأوكراني) وهيئات التحقيق أدنى شك في تورط مسؤولين إيرانيين في إنتاج وتسليم هذه الطائرات إلى روسيا.

تفوق طائرات الحرس الثوري

تضرب الطائرات المسيرة الإيرانية، من نوع شاهد 136، منذ سبتمبر الماضي، يوميًّا وبدرجة مدمرة، المباني السكنية والبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. وحسب تقرير عرب نيوز، فإن هذه الطائرة يبلغ مداها 2000 كم تقريبًا وحمولتها المتفجرة 30 كجم.

ويقول الخبير العسكري في جامعة الدفاع الوطني الأمريكية، ديفيد دي، في التقرير: “إن هذه الطائرات سمحت لروسيا بمهاجمة مجموعة واسعة من البنية التحتية المدنية. ويوضح الخبير العسكري: “لقد جرى تصميمها وبناؤها من شركة تصنيع دفاعية إيرانية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بفيلق الحرس الثوري الإسلامي القوي في النظام”.

وهذه الطائرة ذات تقنية منخفضة، مقارنة بأنظمة الطائرات بدون طيار (UAV) التي طورتها دول أخرى. ومع ذلك، فإن فائدتها الاستراتيجية تكمن في حقيقة أنه يمكن إنتاجها بكميات كبيرة بتكلفة منخفضة نسبيًّا.

ويزعم تقرير حديث صادر عن معهد واشنطن أيضًا أن الكرملين قد أعرب عن اهتمامه بشراء طائرات إيرانية بدون طيار أكثر تقدمًا، مثل طائرة آرش، التي لديها مدى أطول، ويمكن أن تحمل حمولة متفجرة أكبر من الشاهد.

طائرات ذات خبرة ميدانية

حسب تقرير عرب نيوز، فإن الطائرات المسيرة الإيرانية جرى اختبارها على جبهات متعددة في الشرق الأوسط، حيث ينشط الحرس الثوري الإيراني ووكلاؤه، فقد تمكنت إيران من تجربتها ضد الدفاعات الجوية الأمريكية الصنع المتمركزة في العراق والخليج العربي، بما في ذلك نظام صواريخ باتريوت أرض-جو.

وكذلك، فإن الاختبارات القتالية للطائرات بدون طيار الإيرانية، في أوكرانيا ضد أنظمة الدفاع الجوي الغربية والسوفيتية، ستعزز أيضًا استخدامها الاستراتيجي في سوريا ولبنان والعراق واليمن وما وراءها، ما يخلق مشكلات أمنية جديدة لإسرائيل والمنطقة العربية الأوسع.

هزيمة مُكلّفة

حسب تقرير عرب نيوز، فإن الطائرات الانتحارية تمثل مشكلة فريدة للجيوش الحديثة. ورغم أن أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة قادرة على إسقاط معظمها قبل أن تصل إلى هدفها، فإن عددًا كافيًا منها سيخترق حتمًا، ممطرًا على المباني السكنية والبنية التحتية المدنية الأوكرانية.

وهذه الطائرات تحلق دون مستوى رادار الدفاع الجوي التقليدي، لذا فهي قادرة على الاختراق والتسبب في أضرار أكثر مما يمكن للروس فعله بمفردهم. وبذلك فإن هزيمة طائرة بدون طيار أغلى بكثير من تركها، وليس لدى أي شخص ما يكفي من المعدات لحماية كل محطة فرعية كهربائية في بلده.

مكافأة روسية لإيران

كافأت موسكو طهران في مقابل دعمها في حربها ضد أوكرانيا بتزويد إيران بمقاتلات سوخوي الروسية. وحسب تقرير معهد واشنطن فإن روسيا قد تزود إيران، إلى جانب هذا النوع من الطائرات، بأنظمة دفاع جوي، وطائرات هليكوبتر، فضلًا عن مساعدة بحرية إلى جانب مساعدة إيران في إنتاج الغواصات.

ويضيف التقرير أن امتلاك إيران مجموعة من أقمار التصوير الصناعية الروسية سيمكنها من استخدام طائراتها المسيرة وصواريخها بفعالية ودقة أكبر، وتحسين قدراتها في مجال الإنذار المبكر والاستهداف، وقد تستفيد طهران أيضًا من تكنولوجيا محركات الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل، لتطوير صواريخها الباليستية ومركبات الإطلاق الفضائية.

وكذلك، قد تلجأ إيران إلى روسيا لكي تساعدها على صعيد الأمن الداخلي، ولا سيما في ظل الاحتجاجات المناهضة للنظام، والتي تجتاح البلاد حاليًّا. وقد تأمل الحصول على مركبات وأنظمة غير فتاكة للسيطرة على الحشود، فضلًا عن تقنيات التعرف على الوجوه والتعقب.

محور إيران-روسيا

حسب تقرير سكاي نيوز، فقد فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، عقوبات على 6 من المديرين التنفيذيين وأعضاء مجلس إدارة شركة “القدس” الإيرانية لصناعة الطيران. وقد وصفت شركة “القدس”، التي تخضع للعقوبات الأمريكية منذ 2013، بأنها مسؤولة عن تصميم وإنتاج الطائرات المسيرة.

وحسب التقرير، فإن هذه العقوبات تعكس مخاوف واشنطن من التحالف والتعاون العسكري بين إيران وروسيا، واستخدام روسيا الطائرات المسيرة الإيرانية لضرب أوكرانيا، وهو تهديد يمكن أن يصبح أكثر قوة إن كانت طهران ستوفر صواريخ لموسكو، لتعزيز إمداداتها، ما يصعب من معالجة الغرب للحرب في أوكرانيا.