هل يكون الاقتصاد الروسي سببًا في هزيمة بوتين بأوكرانيا؟

عمر رأفت
العقوبات أثرت عليه.. هل يكون الاقتصاد الروسي سببًا في هزيمة بوتين بأوكرانيا؟

سلط موقع ياهو الاقتصادي، الضوء على الحرب الأوكرانية والاقتصاد الروسي المتعثر، موضحًا أنه يمكن أن يكون الفرصة الأخيرة لكييف لإيقاف الحرب المستمرة منذ 2022.

وتحدث ياهو الاقتصادي، في تحليل له، أمس الأحد 2 يونيو 2024، عن شركة الغاز الروسية العملاقة، جازبروم، واصفًا إياها بأنها عبارة عن آلة أموال تحافظ على استمرار الحكومة الروسية الحالية والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

خسارة جازبروم

قال الموقع الاقتصادي إنه مؤخرًا انتهى هذا الأمر، إذ أعلنت شركة جازبروم مؤخرًا أنها خسرت 6.9 مليار دولار في عام 2023، ويرجع ذلك أساسًا إلى الحرب الروسية في أوكرانيا والعقوبات التي أعاقت مبيعات الشركة العملاقة.

وأضاف أنه مثلما حدث مع شركة جازبروم، بدأ الاقتصاد الروسي في الاقتراب من الهاوية، تحت وطأة الضغوط المتمثلة في الإنفاق الهائل على الحرب المستمرة منذ فترة، وصمدت روسيا بشكل أفضل مما توقع العديد من الغربيين، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الإدارة الجيدة للاقتصاد من قبل البنك المركزي والإيرادات القوية من النفط والغاز.

وأوضح أن العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة، تخنق الاقتصاد الروسي، وقالت الخبيرة في الشؤون الروسية في معهد بروكينجز، فيونا هيل، في 28 مايو الماضي: “كان الاتحاد السوفييتي مثل آلة الحرب، وقد استنفد قوته، يريد بوتين منا جميعا أن نعتقد أنه لا يمكن هزيمته، إنه يعلم أنه يمكن أن يكون كذلك، وهو يشعر بقلق حقيقي في هذه اللحظة بالذات”.

بوتين

بوتين

أوقات صعبة

كانت أبرز الأخبار المتعلقة بالحرب الروسية في أوكرانيا هذا العام هي الحالةالسيئة التي وصلت إليها القوات الأوكرانية وتقدمها داخل الأراضي ببطء، ومن جهة أخرى، تأخير المساعدات العسكرية الأمريكية لمدة 6 أشهر، فضلًا عن النقص في القوى البشرية وغير ذلك من المشاكل، والذي سمح لروسيا باستغلال نقاط الضعف، وقصف البنية الأساسية الأوكرانية بالقنابل والصواريخ، وتهديد خاركيف، ثاني أكبر المدن في أوكرانيا.

وفي نفس الوقت، يمر الاقتصاد الروسي بأوقات صعبة، حيث أشار ياهو الاقتصادي إلى سؤال مفاده هل يستطيع الاقتصاد الروسي الصمود بشكل كافي، وظاهريًا يبدو أن الاقتصاد الروسي بخير، إذ يتوقع صندوق النقد الدولي نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3,2% هذا العام، وهذا أفضل من توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنسبة 2.7%.

ومن ناحية أخرى، يعتقد بعض المحللين أن توقعات الناتج المحلي الإجمالي تخفي العديد من المشاكل، وقال الاقتصادي الروسي، فلاديمير ميلوف، إن بوتين لا يزال لديه بعض القدرات الاقتصادية لتمويل تلك الحرب، لكنها تنفذ بسرعة كبيرة، وفي نفس الوقت، الأمر قد يستغرق الكثير لخنق الاقتصاد الروسي”.

خسائر جازبروم ستشكل مشكلة

من بين المشاكل التي تواجهها روسيا هي انخفاض صندوق الثروة الوطنية، وهو عبارة عن مجموعة من الاحتياطيات التي يستغلها بوتين لتمويل الحرب، من 113 مليار دولار قبل الحرب إلى حوالي 56 مليار دولار الآن.

وقالت أجاث ديماريه من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في فعالية معهد بروكينجز في 28 مايو الماضي إن احتياطياتهم تستنزف بسرعة، وأضافت أن خسائر جازبروم ستشكل مشكلة فيما يتعلق بتجديد الاحتياطيات.

ويعتقد المحللون أن شركة جازبروم ستستمر في خسارة الأموال حتى عام 2025 على الأقل، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن الدول الأوروبية التي اعتادت أن تكون أكبر عملاء الشركة قد فطمت نفسها عن الطاقة الروسية. أسهل طريقة لنقل الغاز هي عبر خطوط الأنابيب، وبينما تشتري الدول الأخرى الغاز الروسي، لا يتم توصيلها عبر الأنابيب.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

زيادة الضرائب على الشركات والأثرياء

في الوقت نفسه، أدت العقوبات إلى إضعاف قيمة الروبل ورفع تكلفة السلع، وخاصة الواردات، وحاول البنك المركزي الروسي التعويض عن هذه المشاكل من خلال رفع أسعار الفائدة، حيث حددت أسعار الفائدة القصيرة الأجل حاليًا عند مستوى 16% .

ورغم ذلك، أشار ياهو الاقتصادي إلى أنه لا تزال الصعوبات مستمرة، فمعدل التضخم الرسمي في روسيا وصل إلى 7.8%، وتشير تقارير شركة الأبحاث الروسية رومير إلى أن مستويات الأسعار الإجمالية للسلع الاستهلاكية المشتركة تضاعفت تقريبا منذ غزو عام 2022، وعلى سبيل المثال، ارتفعت أسعار الخضروات بشكل كبير بسبب العقوبات المفروضة على الإمدادات الغربية من البذور والأسمدة وغيرها من المواد الأساسية للإنتاج الزراعي.

ويخطط بوتين لزيادة الضرائب على الشركات والأثرياء، لكن هذا قد يأتي بنتائج عكسية، فقد انخفض الاستثمار الأجنبي في روسيا، ولم تعد معظم الشركات قادرة على تحمل القروض بأسعار فائدة مكونة من رقمين.

 

ربما يعجبك أيضا