هل يمكن أن يفوز الإصلاحيون برئاسة إيران؟

كيف سيواجه نظام الملالي في إيران عزوف الناخبين عن الانتخابات؟

بسام عباس
الإصلاحي مسعود بيزشكيان والمحافظ سعيد جليلي

سيواجه مسعود بيزشكيان، المرشح الإصلاحي غير المعروف، منافسه المتشدد سعيد جليلي، في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية المبكرة في إيران يوم الجمعة المقبل، بعد فوز بيزشكيان بالجولة الأولى ولكنه فشل في الحصول على أغلبية الأصوات.

وشهدت الجولة الأولى، التي جرت يوم الجمعة الماضي، إدلاء أقل من 40% من الناخبين الإيرانيين المؤهلين بأصواتهم، حيث قال الكثيرون إنهم لن يشاركوا في جولة الإعادة يوم الجمعة أيضًا، وفق وكالة فرانس برس.

قدر من الشرعية

أوضحت مجلة وورلد ديلي ريفيو، في تقرير نشرته الثلاثاء 2 يوليو 2024، أن إدارة الانتخابات الإيرانية يديرها نظام الملالي في البلاد، الذي يقلص قائمة المرشحين المحتملين لتكون من الذين يوافق عليهم فقط، مشيرة إلى أن النظام، في الماضي، كان يدرج مرشحًا إصلاحيًّا واحدًا على الأقل للحفاظ على قدر من الشرعية، إن لم يكن على المستوى الدولي، فعلى الأقل على المستوى المحلي.

وأضافت أن النظام، في الانتخابات الأخيرة التي سبقت الانتخابات الحالية، همَّش المرشحين الإصلاحيين والمجاورين للإصلاحيين، والذين اتجهوا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين نحو المزيد من التعامل مع الغرب، والنتيجة هي أن المرشحين للرئاسة في عام 2021 وللبرلمان في وقت سابق من هذا العام كانوا متشددين بالكامل تقريبًا.

عزوف الناخبين

قالت المجلة إن النظام كان يأمل في أن يؤدي السماح بوجود مرشح إصلاحي في هذه الانتخابات إلى إعادة الناخبين إلى صناديق الاقتراع بعد دورتين انتخابيتين شهدتا نسبة إقبال منخفضة جدًا.، ولكن الجولة الأولى شهدت، الأسبوع الماضي، إقبالاً متدنيًا جدًا، ما يشير إلى أنه حتى مع وجود مرشح إصلاحي، فإن أغلب الإيرانيين لا يعتقدون أن عملية مجدية.

وأضافت أن النتيجة تترك الباب مفتوحًا أمام احتمال أن يصبح بيزشكيان، الذي كان يعتبر مرشحًا بعيدًا عندما بدأ السباق، الرئيس المقبل لإيران، موضحة أن الرئيس الإيراني ليس صانع القرار الأخير في البلاد، بل هو المرشد الأعلى علي خامنئي، وأن البرلمان لا يزال مليئا بالمتشددين.

تأثير العوامل الخارجية

لفتت المجلة إلى أن النظام سيجد وسيلة ما لإبقاء بيزيشكيان خارج الرئاسة حتى لو فاز بأكبر عدد من الأصوات، وحتى إن تولى منصبه، فإن ذلك سيشير إلى أن طهران ستُبقي الخيار مفتوحًا لمستوى معين من الإصلاح، ما يستلزم قمعًا أقل محليًا واستمرار ذوبان الجليد في السياسة الخارجية، خاصة مع دول الخليج وربما حتى مع الولايات المتحدة.

وتابعت أنه لا يوجد شيء من هذا مضمون، فالكثير سيعتمد على عوامل خارجية، مشيرةً إلى أن إسرائيل تستعد لصراع موسع مع حزب الله اللبناني، وهو خط صدع محتمل يمكن أن يؤجج التوترات مع إيران، مع ما يترتب على ذلك من آثار على المنطقة بأكملها.

وأضافت أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر إلى تبني واشنطن مرة أخرى موقف عدائي تجاه طهران، ولكن لا يزال هناك مستوى إضافي من الغموض والمكائد في السباق الإيراني، وهو أمر لم يكن متوقعًا قبل بضعة أشهر.

ربما يعجبك أيضا