هل يمكن إجبار الرئيس الفنزويلي على إعادة انتخابات الرئاسة؟

ماذا وراء اقتراح رئيس البرازيل ونظيره الكولومبي بإعادة الانتخابات في فنزويلا؟

بسام عباس
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

اقترح كل من الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ونظيره الكولومبي جوستافو بيترو، أول أمس، أن تعقد فنزويلا انتخابات رئاسية جديدة في ظل ظروف أفضل، وفق صحيفة “فاينانشيال تايمز”.

وذكرت الصحيفة أن الزعيمان يقودان جهودًا دولية لدفع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي ادعى فوزه في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي، إلى التفاوض على طريقة للخروج من الأزمة.

عقبة كبرى

أوضحت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو” الأمريكية، أن المعارضة الفنزويلية، منذ فوز مرشحها، إدموندو جونزاليس أوروتيا، بالانتخابات الرئاسية في 28 يوليو، كانت تدفع نظام مادورو إلى التفاوض على انتقال ديمقراطي للسلطة، وتعتمد استراتيجيتها على الضغط المحلي، في شكل احتجاجات جماهيرية، والضغط الدولي لإجبار مادورو على الانخراط في المحادثات.

وأضافت، في تقرير نشرته الجمعة 16 أغسطس 2024، أن العقبة الكبرى تتمثل في أن مادورو لا يبدو وكأنه مجبر على فعل أي شيء، فهو يتمتع بالقدرة على قمع الاحتجاجات، وهو ما أظهره في الأسابيع الأخيرة، ولديه حلفاء مستبدون يستطيع أن يستخدمهم للالتفاف على الضغوط الدولية.

غير عادلة

قالت المجلة إن فكرة عقد جولة أخرى من الانتخابات غير عادلة وغير مثالية على الإطلاق، إلا أن لولا وبترو يعتبرانها أكثر قبولًا لأنها تؤدي إلى انتقال السلطة، خاصةً إذا كانت الظروف أكثر حرية ونزاهة من الانتخابات التي جرت الشهر الماضي، ويبدو أن اقتراح بترو، الذي يتضمن حوافز لمادورو، مثل العفو ورفع العقوبات المفروضة على فنزويلا، أكثر احتمالًا لحمل نظام مادورو على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وأضافت أن استراتيجية مادورو في الوقت الحالي هي الحفاظ على القمع لفترة كافية لخلق خيبة أمل كبيرة، في حين ينتظر أن يتلاشى الاهتمام الدولي، ولذلك فإن عقد جولة أخرى من التصويت سيكون وسيلة للحفاظ على الضغط المحلي على مادورو والحفاظ على الأضواء الدولية على نظامه.

وذكرت أن نظام مادورو وافق على صفقة، العام الماضي، تضمنت حوافز مماثلة، وإن لم تكن عفوًا، في مقابل تصويت أكثر حرية ونزاهة قبل انتخابات الشهر الماضي التي تراجع عنها مادورو لاحقًا، والأمر الأكثر أهمية هو أن النظام والمعارضة رفضا اقتراح لولا وبيترو بإجراء انتخابات جديدة.

لا حلول مثالية

أشار الكاتب في مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو”، جيمس بوسورث، إلى أنه لا توجد حلول مثالية للأزمة، “فبغض النظر عما يتم اقتراحه، ستكون هناك حجج قوية ضده وأسباب عديدة قد تجعله غير مجدٍ، ولكن هناك إجراء واحد لن يحقق أي تقدم على الإطلاق، وهو الجلوس والجدال ضد بعضهما البعض”.

وأضاف الكاتب، في التقرير الذي نشره الخميس 15 أغسطس 2024، أن الخيار الأفضل قد يكون ببساطة ما سيحدث بالفعل، وأنه إذا تمكن لولا وبيترو من إقناع نظام مادورو والمعارضة الفنزويلية بإجراء تصويت آخر، فسيكون هذا على الأقل أفضل لفنزويلا من البديل، وهو السماح لمادورو بالاستمرار في التمسك بالسلطة.

ربما يعجبك أيضا