هل يمهد رئيس تشاد الانتقالي لاستعادة إرث والده؟

ضياء غنيم

اعتبر مراقبون أن اختيار كبزابو رئيسًا لوزراء تشاد محاولة لتسويق تمديد الفترة الانتقالية إلى أكتوبر 2024 أمام المجتمع الدولي، خاصة مع احتمال ترشح محمد إدريس ديبي لانتخابات الرئاسة.


في محاولة لإبداء الانفتاح على المعارضة، أعلن رئيس السلطة الانتقالية في تشاد، الفريق محمد إدريس ديبي، تعيين صالح كبزابو رئيسًا للوزراء.

ويأتي اختيار كبزابو يأتي بعد يومين من أداء ديبي اليمين الدستورية رئيسًا لمرحلة انتقالية تمتد لعامين، وتعهده بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإجراء انتخابات حرة وشفافة خلال المدة المحددة.

سلطة انتقالية جديدة في تشاد

اختار “الحوار الوطني السيادي والشامل” في تشاد، الذي اجتمع للمرة الأولى في أغسطس الماضي، وقاطعته بعض الأحزاب المعارضة، محمد إدريس ديبي إتنو، رئيس انتقاليًّا وسط انقسام بين قوى المعارضة، التي رفض بعضها استمرار نجل الرئيس الراحل باعتباره توريثًا للحكم.

وأعلن ديبي تعيين المعارض البارز، صالح كبزابو، رئيسًا للوزراء، أمس الأربعاء في 12 أكتوبر 2022، في إطار وتأكيده على تشكيل حكومة وحدة وطنية تعيد الاستقرار للبلاد وكبادرة لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، حسبما ذكر موقع قناة “الشرق” للأخبار.

من هو رئيس وزراء تشاد الجديد ؟

الصحفي والسياسي البارز، صالح كبزابو، يعد أهم رموز المعارضة للرئيس الراحل، إدريس ديبي، وخاض 4 انتخابات رئاسية في مواجهته، لكن انضم حزبه للحكومة التي شكلها المجلس العسكري قبل 18 شهرًا، عقب اغتيال ديبي على جبهة القتال في إبريل 2021، حسب موقع قناة “الغد”.

وشغل رئيس الوزراء الجديد، البالغ 75 عامًا، مناصب وزارية في تسعينات القرن الماضي، وآخرها وزارة الشؤون الخارجية، قبل أن يتحول إلى المعارضة ومنافسة الرئيس الراحل في 4 انتخابات رئاسية أعوام 1996 و2001 و2008 و2016، وحصد المرتبة الثانية في الأخيرة، حسب صحيفة “الخبر” التشادية.

انتقادات ومخاوف

تشير بعض الأراء إلى أن اختيار كبزابو رئيسًا للحكومة محاولة لتسويق تمديد الفترة الانتقالية إلى أكتوبر 2024 أمام المجتمع الدولي، خصوصًا مع احتمال ترشح محمد إدريس ديبي للرئاسة، بعد أن سمحت مخرجات الحوار الوطني لأعضاء المجلس العسكري بالترشح، وهو ما واجه رفضًا دوليًّا.

وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان صدر مطلع هذا الشهر، عن “قلقها العميق” إزاء الحديث عن السماح بترشح أعضاء المجلس العسكري للانتخابات وتمديد الفترة الانتقالية، داعية لإلزام العسكريين بعدم المشاركة في الانتخابات، وضمان عملية انتقال سياسي بقيادة مدنية.

خطر تفجر الأزمة

يتخوف محللون من تدهور الأوضاع في تشاد مع رفض عدد من الحركات المسلحة، التي تتجاوز 60 تنظيمًا، استمرار محمود ديبي، وخوفها من تكرار سيناريو انتخابات إبريل 2021، التي قمع خلالها والده المعارضة، حسب دراسة لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة.

وأشارت الدراسة إلى تصاعد رفض الحركات المسلحة لسلطة ديبي الابن، وإعلان “مجلس القيادة العسكرية لإنقاذ الجمهورية”، بقيادة محمد سليمان سنوسي، توغله في شمال البلاد، وشن هجوم على القوات النظامية، نهاية أغسطس 2022، وسط خطر انعدام الأمن الغذائي، المتصاعد بفعل التقلبات المناخية،ويهدد 2.1 مليون مواطن.

ربما يعجبك أيضا