هل يوجد شبه بين الرئيس الروسي بوتين والزعيم الليبي معمر القذافي؟

هالة عبدالرحمن

حالة بوتين النفسية الحالية ، وعزلته منذ بداية الوباء ، أو إحساسه بالمهانة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، ربما السبب في اتخاذه القرار المتهور بالحرب.


متهور، منفصل عن الواقع ومحاط بزمرة لا تقول سوى “نعم”.

تلك الأوصاف السابقة هي القواسم المشتركة مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وذلك وفق المقارنة التي عقدتها صحيفة الإندبندنت البريطانية بين الرجلين.

التفسيرات النفسية والسياسية لقرار بوتين بالحرب

عدد كبير من التفسيرات العاطفية والسياسية للحرب الروسية الأوكرانية، اختص بها فلاديمير بوتين. وأوضح تقرير “ذا أتلانتيك” أن حالة بوتين النفسية الحالية وعزلته منذ بداية الوباء، أو إحساسه بالمهانة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، قد تكون هي السبب في اتخاذه القرار المتهور بالحرب.

وأشار الخبراء إلى أن التهديد الملحوظ الذي تمثله الديمقراطية المجاورة على سيطرته على روسيا، وخطابه عام 2007 الذي هاجم فيه نظام ما بعد الحرب الباردة، وغيرهما من الأسباب هو ما وفّر له نظرة متهورة لرجل قد يأخذ العالم إلى الحرب العالمية الثالثة. على حد زعمهم.

القذافي ومؤشرات النهاية

قارنت “الإندبندنت”، في تقرير لها بين شخصيتي القذافي وبوتين، فكلاهما تسبَّب في حروب أسقطت مئات القتلى. وذكَّر التقرير بإعلان القذافي عام 2011 أنه “ليس رئيسًا كي يستقيل، ولا يوجد برلمان كي يحله” وأوضح التقرير: “كان هذا بعد نحو أسبوعين من ثورة 2011 التي تحولت إلى حرب أدت في النهاية إلى قتل القذافي. ذلك أنه ظل لعقود محاطًا بالرجال الذين يقولون نعم، المذعورين والمتملقين”.

وأوضح التقرير: “لقد كان منفصلًا عن الواقع، وفي اللحظات الأخيرة لم يستطع فهم ما كان يدور حوله”. وفي الوقت الذي كانت فيه منطقة حظر الطيران التابعة لحلف الناتو تحكم قبضتها وعدد القتلى في ارتفاع، وكان من الواضح أن وقت القذافي قد انتهى، توسل شخصيًّا إلى قائد قوات حلف الناتو بليبيا حينها للتخلي عن منصبه والخروج الآمن لهم جميعًا، لكنه رفض فردَّ القذافي بأنه استقال عام 1979 ومنذ ذلك الحين صار قائدًا للثورة.

سلوك موحد يجمع الحكام المستبدين

قارن التقرير وضع القذافي بوضع الرئيس الروسي اليوم، مؤكدًا أن هذا لا يعني أن الرئيس بوتين مريض عقليًّا. ولكن بعد عقود من خوف الناس من الوقوف في وجهه أو كونهم خاضعين أو متورطين كثيرًا لدرجة أنهم لا يقدرون على انتقاد تحركاته، وبعد وقت طويل من وجود الرجال الذين يقولون نعم حوله، يبدو من نواحٍ عديدة منفصلًا عن الواقع. وقد جعله ذلك يشعر بالثقة الزائدة والتهور والغضب.

وذكر التقرير أن “بوتين بدا منعزلًا تمامًا في هذه الأيام، فيظهر أنه يصدر جميع أوامره من طرف واحد عبر الطاولات كبيرة الحجم، واتضح ذلك خلال لقائه مع رئيس المخابرات المركزية الروسية، وكذلك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل وقت قصير من شن أكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية”.

الهالة قد تصنع السلطويين

بدا القلق المروع في أحد اجتماعات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وشبَّهه الكثيرون من المحللين النفسيين بأنه “أظهر بعض سلوك الحكام المستبدين المعزولين الذين يجري إخبارهم بما يريدون سماعه فقط، ولكنهم ما زالوا يحتفظون بالسلطة الكاملة للتصرف بناء على ذلك، وإطلاق النار على المدنيين”. وفق التقرير.

ورأى هؤلاء المحللون أن “إحاطة المستبدين الأقوياء برجال يقولون نعم والسلطويين كذلك هو مزيج قاتل. وهذا ما يبدو أنه قد حدث في الكرملين طوال هذه السنوات. وسيكون لهذا عواقب وخيمة على روسيا، بسبب العقوبات العالمية. واختتم التقرير بأن الدولة الأكثر تضررًا كانت أوكرانيا التي يدفع مواطنوها ثمن هذه الحرب التي لا طائل منها. وأصبحت أوكرانيا تتحمل العبء الأكبر من أوهام وانفصال بوتين عن الواقع”.

ربما يعجبك أيضا