“هنا نصلي معا”.. دعوة مصرية للتسامح بين الأديان من أرض السلام

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – تحت شعار “هنا نصلي معا”، انطلقت فعاليات ملتقى سانت كاترين الخامس للتسامح الديني، بحضور 7 وزراء مصريين، و22 سفيرا من الدول العربية والأجنبية، وعدد من الشخصيات العام والشباب، كرسالة تسامح دينى من أرض السلام مصر، وتحديدا من أكثر مدن مصر خصوصية، لما تحتويها من آثار دينية عريقة، أبرزها “دير سانت كاترين وجبل موسى ومقام النبي هارون”.

“رسالة تسامح”

ووسط الأعلام المصرية، بدأت فعاليات الملتقى بإلقاء وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، خطبة الجمعة من مسجد “الوادي المقدس” بالمدينة، تزامنا مع أداء قداس بدير سانت كاترين، من أجل إرسال رسالة للعالم لما تشهده مصر من محبة وتسامح وإخاء بين أبناء الديانتين الإسلامية والمسيحية، بحسب منظمي الملتقى.

وأكد وزير الأوقاف المصري، أن مصر حريصة على نشر قيم السلام الإنساني وترسيخ أسس التسامح والسلام وفكر التعايش المشترك بين الناس جميعًا، وإحلال لغة الحوار محل لغة الخلاف والاقتتال، مشيرا إلى أن أهم ما يميز هذا الملتقى أنه إنساني بامتياز يُعلي قيم التعايش والسلام والمحبة، وأن الملتقى جاء في سانت كاترين ليلقي الضوء على تاريخ عظيم من التسامح حيث تعانق الإنسان والإنسان، مؤكدًا أن مصر عرفت تاريخًا عميقًا من التسامح.

وأوضح في خطبة الجمعة، والتي جاءت تحت عنوان “فقه بناء الدول، أن رسالة سائر الأديان السماوية هي السلام ونشر الأمن والطمأنينة بين بني البشر جميعا، لافتا إلى أن انعقاد ملتقى تسامح الأديان بسانت كاترين يبعث برسالة للعالم، بأن المصريين جميعا على قلب رجل واحد، وأنهم يحرصون على كفالة العبادة لأهل الأديان السماوية بكل حب وسماحة.

وشدد محافظ جنوب سيناء خالد فودة، على أن تنظيم ملتقى سانت كاترين للتسامح بين الأديان هو رسالة سلام للعالم أجمع من الوادي المقدس نقول فيها نحن “شعب التسامح”، منوها بأن الاحتفالية يجرى التنسيق لها كل عام ولكنها شهدت هذا العام انتشارا عالميا ومشاركة غير مسبوقة من جميع الدول العربية والأوربية.

“تفاصيل الملتقى”

الملتقى الذي ينظم للسنة الثانية على التوالي، والذي جاء وسط حالة من الاستنفار الأمني، شهد وضع حجر الأساس لإقامة أول مركز إسلامي بمنطقة الزيتونة بسانت كاترين على غرار مسجد الصحابة المقام بمدينة شرم الشيخ مع السماح للضيوف رواد احتفالية ملتقى سانت كاترين للسلام العالمي “هنا نصلي معًا” من الراغبين في صعود جبل موسى لمشاهدة شروق الشمس صباح يوم الجمعة الذي يليه.

وعقدت ندوة حوارية عن ملتقى الأديان وكيف كانت سيناء بصفة خاصة ومصر بوجه عام ملتقى الرسالات السماوية وكيف حافظ المسلمون على العناصر المعمارية بالأديرة التاريخية أبرزها دير النبي موسى بوادي فيران ودير سانت كاترين، فضلا عن إطلاق الدورة الخامسة لاحتفالية ملتقى الأديان “هنا نصلي معًا”، وعقد احتفالية شعبية فلكلورية كبرى من عدد من دول العالم مساء يوم الجمعة بمنطقة وادي الراحة بسانت كاترين.

وحرص عدد من الوزارات على المشاركة في الملتقى، للتأكيد على أهميته، حيث تم افتتاح الورش الفنية لعرض فنون وتراث المشغولات البدوية التي تنتجها سيدات سانت كاترين وافتتاح ملعبين مضاءين بمركز شباب سانت كاترين، وافتتاح خيمة وزارة البيئة لعرض ماتتميز به سانت كاترين من نباتات عطرية وحيوانات برية وطيور وزواحف ليس ودور محمية سانت كاترين فى الحفاظ عليها وحمايتها من الانقراض، علاوة على افتتاح وزارة الثقافة استراحة الرئيس الراحل محمد أنور السادات بمنطقة وادي الراحة.

وأكد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب المصري، أسامة العبد، أهمية تنظيم ملتقى التسامح بين الأديان والذي يهدف في الأساس إلى تحقيق تجانس وود بين أتباع الأديان ما يرسخ التفاعل الإيجابي بين الناس، وبات الحوار هو الأسلوب الحضاري الذي يليق بالبشر؛ تفاديًا لكثير من الخراب والدمار.

وأضاف، إن الحوار سبب في وحدة الصف وعودة المتباعدين وتصبح خلاله الأفكار هي الركيزة الإنسانية المثلى في مد جسور التواصل والتفاهم بين الأفراد والشعوب ونبذ التعصب والعنف، متابعا: “دعونا نتعامل ونتفاعل مع القواسم المشتركة وبين الشعوب ونعلي قيم العدل والسلام والتسامح والتعاون المشترك وأن نجنب العالم آفة الصراعات”.

ربما يعجبك أيضا