«هنية» أحد رجال أربعة كان يمكنهم صناعة السلام

علي عبدالعزيز

قال الكاتب والمحلل السياسي طلال الشريف، إن أول الخاسرين في اغتيال إسماعيل هنية هم أولئك القلة من الإسرائيليين المؤمنين والمؤيدين للسلام مع الفلسطينيين، بعد تقلص أعداد السلاميين كثيرًا في إسرائيل وضعف مواقفهم، بعد تغير الثقافة هناك وطغيان المتطرفين وازدياد أعدادهم ودورهم.

وأضاف الشريف: “رحم الله إسماعيل هنية الرجل الذي أحبه وقدره حتى أشد معارضي حماس وكان يفرض بأدبه والتزامه واحترامه بما يتحدث وبما يعد دون مراوغة مع الصغير والكبير، في العلاقات العامة وفي عمق المواقف السياسة، صادق كريم وطيب الروح والمنشأ والمسيرة وقوي الصمود والصبر والشكيمة والتمسك بموقف حزبه دون تشنج أو عنف وتلك صفات لا تجتمع إلا في نوادر الرجال الذين يحترفون السياسة.

صناع السلام

أشار الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إلى أن إسماعيل هنية كان أحد أربعة رجال قادة كبار كان يمكنهم صناعة السلام بتكوينه العام المعتدل دينيًا ووطنيًا واجتماعيًا، ولهؤلاء القادة الأربعة من الصفات المشتركة التي تمنحهم صفات صانعي السلام وكذلك لهم من الصفات المختلفة التي تميزهم عن بعضهم.

وأوضح أن أهم الصفات اللازمة لقائد يستطيع صنع السلام في فلسطين قبل كاريزمته وصفاته الشخصية تكمن في كبر حجم حزبه وعدد مؤيدي هذا الحزب في الخارطة السياسية الفلسطينية، في الوقت الذي يضم المجتمع الفلسطيني قادة سياسيين آخرين ذوي كاريزما وصفات قيادية وازنة يمكنهم صنع السلام من المستقلين وذوي الأحزاب الصغيرة، لكنهم لا  يمكن أن يحظو بدعم كبير من المجتمع كما يحظى به صانعي السلام من قادة حركتي فتح وحماس.

عرفات

ولفت الكاتب والمحلل السياسي إلى أن الرئيس ياسر عرفات كان الشخصية الوطنية الكاريزمية الأولى التي كانت قادرة على صنع السلام بتكوينه الشخصي وتاريخه الطويل وقيادته لأكبر حزب حركة فتح في فلسطين منذ البدء وحتى الآن وقيادته لإئتلاف منظمة التحرير الفلسطينية والثورة الجديد منذ العام 1965، وتم اغتياله وخسرت إسرائيل رجلًا فريدًا كان يمكنه إحلال السلام وقد بدأه فعلا ولكن!!.

أبو مازن

قال إن الرئيس  محمود عباس الداعي للسلام بتكوينه المعتدل والجانح إلى السلام فكريًا وقناعة ورغم هذه القناعة إلا أن الإسرائيليين خذلوه زمنًا طويلًا وواجهته تحولات دراماتيكية في المنطقة وفي إسرائيل نفسها المتحولة منذ زمن نحو التطرف وصعود اليمين الصهيوني والديني للسلطة ما دمر عملية السلام التي تبناها وعمل من أجلها كل الجهد.

وتابع “واجهت الرئيس محمود عباس قضايا خلافية في المجتمع الفلسطيني ناوأته بشدة في قناعاته لعملية السلام وأولها تصاعد نفوذ الحركات الإسلامية مثل حماس والجهاد والأخطر الانقسام وغياب السلطة المركزية التي يقودها عن قطاع غزة لعقدين من الزمن  ما أضعف مواقفه بمجملها وكذلك بالإضافة لتصاعد التيار الإسلامي الرافض لعملية السلام كان هناك جزء لا يستهان به من التيار الوطني والحزب الثاني في منظمة التحرير وهو الجبهة الشعبية التي رفضت منذ البدء عملية السلام واتفاق أوسلو.

دحلان

أكد أن محمد دحلان المعتدل وطنيًا والداعي دومًا لسلام الدولتين أو الدولة الواحدة وذو العلاقة العربية والإقليمية والدولية الواسعة والشخصية الكاريزمية شعبيًا القادرة على صنع السلام والقائد وعضو اللجنة المركزية في حركة فتح وعضو المجلس التشريعي الذي يقود تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح ولم يخرج منها رغم خلافاته مع الرئيس عباس على إدارة الشأن العام والشأن الفتحاوي والذي تعرض للفصل التعسفي ومحاولة إنهاء دوره الوطني والحزبي لكنه مازال مثابرًا وأقوى من السابق وتياره ممتد في غزة والضفة الغربية والخارج وأصبح الشخصية الوطنية الأقوى على الساحة.

وأضاف ان دحلان يحظى بخبرة عميقة بحكم عمله الأمني السابق وعمله السياسي الممتد وحضور الكاريزما العملياتية التي يتمتع بها لحل أي نزاع كما فعل بشجاعة في العلاقات التي كانت قطيعة وخطرة مع حماس  واستطاع حل جزء من الانقسام بينه وبين حماس وقدم لغزة ومواطنيها الكثير مما يستطيع من مساعدات  قبل الحرب وبعدها وأنهى الخلاف مع حركة حماس الذي لم ينته حتى الآن بين رام الله وغزة  ودحلان رجل عملياتي دون تفريط في الحق الفلسطيني ومعرفته العميقة بالشأن الإسرائيلي ومعرفته الكبيرة بالسياسات الخارجية وهو رجل معتدل سياسيًا وملتزم بالحق الوطني والحزبي دون تفريط ويتمتع بدبلوماسية قوية وقادرة على الإنجاز وقادرة على صنع السلام في فلسطين.

هنية

ونوه إلى أن الرجل الرابع كما ذكرنا في البدء هو المرحوم إسماعيل هنية القائد الإسلامي قائد حركة حماس والأكثر اعتدالًا في مجمل التيار الإسلامي الذي تمتع بعلاقات بعلاقات اجتماعية وفصائلية فوق العادة وهو في تقديري ملتزم بقضيته الوطنية وحقوق الشعب الفلسطيني وكان رجل قادر على صنع السلام لو كان هناك من يريد السلام في إسرائيل.

ربما يعجبك أيضا